كوسبا او "المخفية" باللغة السريانية لوقوعها في سفح جبل الصنوبر واختفائها فيه، وkespa اي الفضة او كأس الاب او المال والفضة والذهب، معناها بالعربية "الكسبة" اي "الربح" لانها كانت سوقا تجاريا مهما، فهي تقع على طريق القوافل التجارية المتنقلة قديما بين طرابلس والبقاع وبين اقضية زغرتا، بشري والبترون.
تقع كوسبا في سفح جبل الصنوبر، يحدها من الشرق بلدة رشدبين ومن الشمال الشرقي وادي قاديشا الذي يفصلها عن بلدة راس كيفا، وتطل من الشمال والغرب على سهل الكورة المغمور بأشجار الزيتون حيث تنتشر قرى منطقة الكورة، وتتصل من الجنوب ببلدة عين عكرين حيث قصر الناووس الي ينتسب الى قرية الناووس اي كوسبا الحالية.
تبعد عن بيروت حوالي 80 كلم وعن طرابلس حوالي 15 كلم وتعلو عن سطح البحر بين 400 و500 متر ومساحتها تبلغ 6 ملايين متر مربع. تقع على طريق شكا الارز وطريق شكا اهدن.
كوسبا بلدة حديثة العهد عرفت بهذا الاسم بعد ان هاجر اليها بعض العائلات من منطقة حوران في جنوب سوريا في بداية القرن السادس عشر بين 1516م و 1520م وما زالوا فيها، كما هاجرت اليها عائلات من مناطق لبنانية مختلفة. وهي حسب المراجع الاخرى قديمة العهد بدليل الآثار المنتشرة بين منازلها مثل كنيسة السيدة وكنيسة القديسة بربارة وكنيسة القديس ديمتريوس.
والدليل الثاني على قدمها النواويس الثلاثة التي وجدت بداخلها هياكل بشرية تعود الى معركة دارت بين البيزنطيين ومردة لبنان عام 694 م في قرية الناووس (كوسبا حاليا) وهذا يبطل النظرية القائلة ان النواويس تعود الى عشيرة المتاولة، فهؤلاء لا يسكنون كوسبا بل أخرجوا في عهد الامير يوسف الشهابي الى بعلبك والهرمل.
الاب لامونس الياسوعي يشير الى ان المدافن حول قرية الناووس تدل ان تلك الانحاء كانت عامرة بالسكان. ويذكر بعض العارفين بالتاريخ القديم ان هذه النواويس ترجع الى عهود اليونان او الرومان او الفينيقيين ما يعزز قدم السكنة في هذه الديار.
معالمها الاثرية
في كوسبا جملة من المعالم الاثرية الماثلة للعين وحسب قدمها في التاريخ هي: النواويس المحفورة في الصخور قرب منزل ميشال فؤاد موسى على طريق اميون. النواويس المحفورة في الصخور قرب نبع كوسبا والمسماة مغارة يوسف بك كرم الذي يقال انه اختبأ فيها اثناء معاركه مع المتصرف داوود باشا "1861 م- 1868 م". كنيسة السيدة السفلى والعائدة الى ما قبل القرن الثاني. كنيسة القديسة بربارة المطلة على بلدة كفرعقا والعائدة الى القرن الثامن عشر. كنيسة القديس ديمتريوس العائدة الى ما قبل القرن الثاني عشر. كنيسة القديسين سارجيوس وباخوس والتي جددت عام 1842 م. الشارع القديم الذي بني ايام المتصرف رستم باشا عام 1873 م و 1883 م. بلدية كوسبا التي تأسست عام 1885 م. حاووز العين الذي شيد عام 1891 زالتي جرت اليه المياه من نبع كوسبا عام 1903 م. حرج الصنوبر المزروع عام 1895 م كنيسة القديس يوسف للموارنة التي شيدها يوسف جرجي ضو عام 1900م. كنيسة النبي ايليا التي شيدها المحسن سليم اندراوس عام 1904 م. مدرسة كوسبا للبنات الرسمية الروسية والتي شيدت عام 1908 م. كنيسة القديس بندليمون التي شيدت عام 1913 م. مخازن الوقف التي شيدت عام 1917 م. ساعة كوسبا وكنيسة السيدة العليا اللتين تبرع بكلفتهما المحسن ناصيف حنا ناصيف وتم بناؤهما عام 1927 م. خزان المياه للشفة في منطقة الشلال بناه الفرنسيون عام 1925 م. معمل قاديشا لتوليد الطاقة الكهربائية بناه الفرنسيون عام 1929 م. الشارع الجديد بني عام 1945 م. مدرسة الصبيان الرسمية دشنت عام 1946 م. محطة تكرير مياه الكورة عام 2003 م. واذا كان دير رقاد والدة الاله حمطورة واقعا خارج منطقة كوسبا العقارية فأبناء كوسبا يعتبرونه محجا ويعود الى القرن الرابع واليه ينسب القديس يعقوب الحمطوري الذي عاش في القرن العاشر.
يضاف الى معالمها المراكز السياحية الحديثة مثل قلعة لبنان ونادي الرماية واوتوستراد كوسبا الارز وملاعب كرة الطائرة وكرة القدم .
مؤسساتها الاجتماعية
جمعية الرحمة الأرثوذكسية عام 1929 م، جمعية شفقة السيدات عام 1937 م، النادي الثقافي الرياضي عام 1956 م، جمعية وكشافة جنود الايمان الارثوذكسية عام 1958 م، حركة الشبيبة الارثوذكسية عام 1961 م، نادي المشعل الرياضي عام 1968 م، مجلس رعية كوسبا عام 1987 م، جمعية المحبة والتعاون الاجتماعية عام 2000 م، نادي العمر الذهبي عام 2005 م وتعاونية كوسبا الزراعية عام 2010 م.
تشتهر كوسبا بحياكة خوص معاصر الزيتون وبوظة سالم وحديثا بشارعها الجديد السياحي والتجاري.
غرازييلا سابا – الوكالة الوطنية للاعلام
الاربعاء 22-2-2012