"غدي نيوز" – قسم التنوع البيولوجي -
وأخيرا استجابت الحكومة الأسترالية لموجبات حماية "الحاجز المرجاني العظيم" Great Barrier Reef، خصوصا بعد أن أكد علماء أستراليون يوم الجمعة 5 كانون الثاني (يناير) الجاري أنهم عثروا على أعداد كبيرة من "نجم البحر" starfish ذي الأشواك تلتهم "الحاجز المرجاني العظيم" Great Barrier Reef المدرج على قائمة "مواقع التراث العالمي"، مما دفع الحكومة إلى البدء في إعدام هذا الحيوان البحري.
وتتخوف الحكومة من خسارة هذا المعلم الطبيعي والحيوي، وهو يعد مقصدا لقضاء العطلات والصيد، ويقع على مسافة 500 كيلومتر تقريبا شمالي برزبين Brisbane عاصمة ولاية كوينزلاند. وتقع إلى الجنوب من الأجزاء الأكثر جذبا للسياح من الحاجز المرجاني حيث تجري معظم عمليات إعدام نجم البحر.
تمويل برامج البحث والتنمية
وفي هذا السياق، أعلنت أستراليا يوم أمس الاثنين عن خطة لاستثمار 60 مليون دولار أسترالي (نحو 48 مليون دولار أميركي) من أجل إنقاذ الشعاب المرجانية في "الحاجز المرجاني العظيم".
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، سوف يتم إنفاق معظم الأموال على مبادرات تحفير المزارعين المحليين على منع التلوث من الوصول إلى مياه الحاجز المرجاني، بينما يخصص بعض المال للتصدي لزيادة أعداد نجوم البحر ذات الأشواك التي تلتهم الشعاب المرجانية.
وأفاد بيان حكومي بأن "حكومة (رئيس الوزراء مالكوم) تيرنبول سوف تدعم البحث العلمي الأول في العالم لتأمين بقاء الحاجز المرجاني العظيم و64 ألف وظيفة تعتمد على ازدهاره".
وسوف يتم تقديم ستة ملايين دولار لتمويل برامج البحث والتنمية لإحياء الحاجز المرجاني العظيم، وخمسة ملايين دولار لنظم الإنذار المبكر التي تهدف لمنع المزيد من تبيض الحاجز المرجاني، وأيضا لجهود إدارة الحاجز المرجاني.
ويعاني الحاجز المرجاني الواقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لاستراليا من مشكلات التبيض المرجاني الأولى المتتابعة بالنسبة له في عامي 2016 و2017.
يشار إلى أن الحاجز المرجاني العظيم هو أكبر تكتل في العالم للشعاب المرجانية ،بمساحة تزيد على مساحة إيطاليا. كما أنه عامل جذب سياحي بارز في استراليا ، ويدر لها نحو 4,6 مليار دولار سنويا.
حلول خيالية
وانتقدت منظمات البيئة تيرنبول بسبب ما وصفته بأنه إصلاحات سطحية فقط دون مواجهة الانبعاثات الضارة وتغير المناخ.
وقال نيكولا كاغولي، مسؤول منظمة "غرينبيس" المعني بأستراليا:"إذا اعتنيَ بصدق بشعابنا المرجانية الثمينة، فيجب أن يكون ذلك من خلال عمل جاد في مكافحة تغير المناخ بدلا من الانغماس في حلول خيالية تتجاهل القضية الحقيقية".
يشار إلى أن استراليا هي واحدة من أكبر الدول المصدرة للفحم في العالم، ومن الدول الأعلى في نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
وكانت الحكومة الأسترالية قد تفادت بالكاد العام الماضي إدراج الحاجز المرجاني على قائمة المواقع "المعرضة للخطر" لمنظمة اليونيسكو، بعد تقديم وعد بإنفاق ملياري دولار على اتخاذ إجراءات لحماية وإدارة الحاجز المرجاني العظيم.