خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

       ما زال "قانون حماية الحيوانات والرفق بها" الذي وقعه أواخر العام الماضي رئيس الجمهورية ينتهك، دون وازع من ضمير، فيما يبدو أن ثقافة القتل أقوى من الرأفة والرحمة، ولما تزل تشعرنا وكأننا بعيدون عن الإنسان فينا، يمعن كثيرون في الجرائم ولا يرف لهم جفن، وليس ثمة من يعلم أن قتل حيوان أليف يعني قتل كل القيم الأخلاقية المفترض أن يتحصن بها أي مجتمع، إذا ما أراد أن يرتقي نحو مفاهيم تكرس قيم الخير والجمال.

       بهذا المعنى نرى أي جريمة تطاول حيوانا أليفا، وتصدمنا ممارسات البعض، ممن يتحدون القانون ومعه منظومة القيم والمناقب، ويبقون المدى مشرعا على القتل، وكأن ثقافة الحرب والعنف ما تزال متجذرة في النفوس.

دعوى لدى النيابة العامة

       وللأسف، فالمجزرة مستمرة ولم تتوقف، فقد عاد مسلسل تسميم الكلاب في لبنان، وقد وصلنا هذه المرة شريط فيديو لكلاب صيد سممت داخل أقفاصها، دون رادع، وبقيت تتألم فترة قبل نفوقها.

       وبعد الكثير من المحاولات "الفاشلة"، تمكنا أخيرا من معرفة صاحب الكلاب، واسمه حامد نزال من بلدة صريفا الجنوبية، فأكد لـ ghadinews.net واقعة تسميم الكلاب، وقال: "الكلاب كانت متواجدة في أقفاص مقفلة، ولا تزعج أحدا، وتم تسميم ستة كلاب منها، وهي كلاب صيد من نوع Pointer"، وأكد أنه "بصدد تقديم دعوى لدى النيابة العامة في سراي صيدا كون هذه الحادثة تتبع محافظة الجنوب"، وأنه تم الدخول إلى عقاره عنوة فجر أمس الأول وتسميم كلابه.

       وأضاف نزال: "لدي 12 كلبا، ولدي خبرة في علاجها خصوصا كوني أقتني كلاب الصيد من فترة طويلة، وأعتني بها، ولكن لا أعرف جرعة السم التي دست لكلابي داخل أقفاصها المقفلة لكنها بالتأكيد كمية كبيرة، لم أترك أي علاج، فقد أعطيتها بعض الحليب والعديد من السوائل، وعلاجا بالحقن لا يعطى إلا من قبل طبيب بيطري في مثل هذه الحالات، ولكن سأقيد الدعوى ضد مجهول كوني لا أعرف من تجرأ على مثل هذا الفعل وبهذه الوحشية، ولكن هدفي من رفع الدعوى هو ردع كل من تسول له نفسه بهذا الفعل مع أي كلاب، لأن كلابي تعذبت كثيرا، ولم أستطع مساعدتها، وأتمنى أن يأخذ التحقيق مجراه، ويحصل الفاعل على عقابه"، ولفت إلى أنه أنقذ "أربعة كلاب فيما نفق اثنان منها".

الحسن: ضرورة الإسراع بالعلاج

       وقال الطبيب البيطري نضال الحسن لـ ghadinews.net: "في حالة التسمم يجب إعطاء الحيوان الحليب فورا، ليتقيأ ما تناوله، ويمكن وضع 5 حبات فحم لامتصاص السم أو استعمال الملح الإنكليزي المذاب بالماء، ولكن إن كان يعاني من تشنجات Seizures وما شابه، فهناك خوف من اختناق الكلب من السوائل، ولكن بكل الأحوال يجب نقله إلى الطبيب البيطري وبأسرع وقت، لإعطاء علاج عبارة عن حقن خاصة بكل حالة تسمم، فهناك أنواع عدة من التسمم والعلاج في كل حالة يتوزع بين المواد المضادة وغيرها"، ونبه الحسن إلى "ضرورة أخذ الحيوان المسمم إلى الطبيب البيطري فورا ودون تأخير".

       وقال: "(اللانيت) مثلا وأعتقد أنه المستعمل في هذه الحالة، من أكثر المبيدات سمية للحيوانات، وهو من نوع الأورغانوفوسفات Organophosphates، وعادة، ووفقا للكمية التي تناولها الحيوان تستمر معاناته، ويستمر ألمه الشديد بين 28 و40 دقيقة، وهي فترة كافية لنقله إلى أقرب بيطري".

       وأشار الحسن إلى أنه "لا يمكننا إعطاء العلاج بدون إشراف الطبيب، وذلك للتأكد من نوع التسمم، فهناك بعض أنواع التسمم لا ينفع معها علاج معين وبالعكس فقد نعجل بنفوق الحيوان"، وناشد المواطنين: "بالرحمة بالحيوان وتحاشي استعمال هذه السموم، التي يمكن أن تلوث التربة والأرض ويمكن أن تسمم الأطفال وحتى واضع السم نفسه".

       لمشاهدة شريطي الفيديو التي زودنا بها صاحب الكلاب على الرابط التالي:

https://www.facebook.com/ghadinews/videos/1900053830005925/

https://www.facebook.com/ghadinews/videos/1899631900048118/