"غدي نيوز"
تعد الثورات البركانية الكبرى من بين الأسباب الطبيعية التي تؤثر في المناخ، وذلك أن انتشار رمادها في الغلاف الجوي يساعد في خفض حرارة الأرض، ولهذا يخطط باحثون من إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) وعلماء آخرين لبرنامج استجابة سريع لدراسة الثوران البركاني الكبير التالي.
ومن الأمثلة التي يسجلها التاريخ انفجار بركان بيناتوبو سنة 1991 في الفلبين، الذي تسبب انتشار رماده في الغلاف الجوي إلى انخفاض معدل درجة الحرارة العالمية بمقدار درجة فهرنهايت واحدة لعدة سنوات.
ولكن الأثر المناخي لانفجار بركاني بحجم بركان بيناتوبو هو أيضا امتداد طبيعي لفكرة كانت موجودة على هامش العلم لسنوات: الهندسة الجيولوجية، أو التدخل في الغلاف الجوي لتبريد الكوكب عمدا.
ومن شأن نهج الهندسة الجيولوجية أن يستخدم طائرات نفاثة تحلق على ارتفاعات عالية لرش مواد كيميائية مماثلة في طبقة الستراتوسفير. ومن خلال دراسة الثوران البركاني الكبير المقبل، سيكتسب العلماء أيضا فكرة عن كيفية عمل مثل هذا المخطط، المعروف باسم إدارة الإشعاع الشمسي، أو "إس آر إم".
وستشمل جهود الاستجابة السريعة رحلات منطاد على ارتفاعات عالية وأساليب أخرى لجمع البيانات عن اندلاع بركان في أقرب وقت ممكن بعد أن يبدأ ولعدة سنوات بعد ذلك.
واكتسبت هذه الفكرة صفة الاستعجال في الأسابيع الأخيرة، حيث بدأ بركان "ماونت أغونغ" في بالي بإندونيسيا الثوران في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وكان آخر ثوران كبير لبركان أغونغ عام 1963، وإذا انفجر بنفس القوة فإنه قد يضخ ما يكفي من غاز ثاني أوكسيد الكبريت على ارتفاع عال بما فيه الكفاية في الغلاف الجوي ليحدث تبريدا قابلا للقياس، كما أن انفجارا بركانيا كبيرا قد يضر بشكل مؤقت بطبقة الأوزون، التي يدرسها العلماء أيضا، وفقا لـ "الإندبندنت".