"غدي نيوز" -*فادي غانم -
"يا أخضر... يا يابس" بهذا الشعار أطل " حزب الخضر اللبناني " في حملته الإنتخابية، كأول حزب سياسي أخضر يخوض هذا الاستحقاق برؤية بعيدة من السائد، أي خارج حركة الاصطفاف السياسي بين طوائف ومذاهب وأحزاب تقليدية، وإن التزم حكما بما نص عليه القانون لناحية توزع المقاعد بين سائر مكونات المجتمع اللبناني.
نعلم مسبقا أن " الأخضر " كحركة سياسية وبيئية لا يمكن أن ينتظم في بنية نظام قائم على التحاصص، وأن "الأخضر" أيضا لا يمكن أن يلتقي مع أي توجه طائفي، حضورا وتمثيلا. لكن ذلك يجب ألا يحول دون خوض الاستحقاق، فحركة النضال ينبغي أن تظل قائمة، فمع وصول نخب سياسية من خارج منظومة وآليات النظام القائم، يمكن للتغيير أن يجد فرصا أكبر، ولا نقول هنا بتخطي خصوصية الواقع اللبناني، وإنما بما يؤمن إمكانية تخطي مواطنَ الفساد، طريقا وحيدا لعصرنة الدولة وتحديثها.
"يا أخضر... يا يابس" أبعد من مجرد شعار، فالأخضر يعني الحياة بكامل توهجها، أما اليباس فخراب وموت زؤام، وما تبناه "الخضر" لا يقتصر على البيئة فحسب، ففي السياسة أيضا ثمة "أخضر ويابس"، الأخضر هو مساحات الضوء لحركة تجديدية عنوانها الأمل والاستدامة والشفافية والمساءلة وإنفاذ القانون، وأما اليباس فمجلبة للفساد، لهدر المال العام لتجويع الناس وإفقارهم، وما نواجه اليوم من معاناة وكوارث بيئية وصحية هي نتاج "اليباس" الراسخ في عقول من صادروا الدولة.
وما يعنينا وسط صخب الانتخابات، أن نؤكد ثوابتنا كـ " جمعية غدي "، وهي تتلخص بانحيازنا للأخضر سبيلا للحياة المشرقة، وقد راكمنا ما يدنو من العشرين عاما، خبرة طويلة في محراب البيئة والقضايا العامة، نضالا في ساحات العمل اليومي، زارعين الأخضر أبعد من حدود لبنان، في الأردن الشقيق عبر مشاريع مشتركة بين "غدي" ووزارة البيئة في المملكة، دأبنا أن نبقى أوفياء لنهج أخضر التزمناه طوعا في سبيل غدٍ أفضل، ونتمى أن يلاقينا المرشحون الخضر عند تخوم أحلامنا الكبيرة.
وكجمعية، إذ نشد على أيدي مرشحي "الخضر"، نرفع شعارا: نعم لمواجهة منظومة الفساد قبل أن تأكل "الأخضر واليابس"!
*رئيس "جمعية غدي"