"غدي نيوز"
امرأة ترتدي نقابا وتنورة قصيرة تكشف عن ساقيها، مع كعب عال.. هذه هي الصورة التي انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، مثيرة جدلا واسعا حول حقيقة الصورة.
وانقسم نشطاء موقع فيسبوك حول الصورة، التي التقطت على هامش مهرجان "البولفار" الخاص بموسيقى الشباب، الذي أقيم ما بين 15 و24 سبتمبر/أيلول 2017 بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، إذ عبر البعض عن إعجابه بالصورة لكونها تعبر عن الانفتاح، بينما قال آخرون إنها "مسيئة".
وتباينت آراء المجتمع المغربي بلباس الفتاة، ففي الوقت الذي اعتبرها البعض اختيارا شخصيا وأنها تمارس حريتها الشخصية. في حين اعتبرها البعض الآخر شكلا من أشكال الاحتجاج السياسي، وتعبيرا ثقافيا على الأزمة التي تعيشها المرأة في المجتمعات المسلمة. ومنهم من اعتبرها إهانة للدين الإسلامي واستخفاف بالنقاب.
في حين نشرت مجموعة من الصفحات على فيسبوك الصورة، مرجحة أن تكون الشابة أرادت لفت الانتباه، في المهرجان الذي تعوّد جمهوره على ارتداء ملابس، والظهور بتسريحات خارجة عن المألوف.
وأمام هذا الجدل، خرج المخرج السينمائي المغربي، هشام العسري، لإعلان أن الصورة تتعلق بمقطع من فيلم موسيقي يشتغل عليه، موضوعه المرأة، سيرا على خطى أعماله السابقة التي تصنف ضمن خانة الأعمال "الجريئة".
وعبر المخرج العسري عن انزعاجه من النقاش الذي أثير حول الصورة، والمتعلق بـ"الإساءة للدين الإسلامي"، مؤكدا على حسابه الرسمي بفيسبوك، أن الصورة تعود لممثلة في مشروعه الجديد الذي يلقي الضوء على ما يجري من تحرش ومضايقات للنساء في الأماكن العمومية بالمغرب، وهو مشروع عبارة عن شريط سينمائي-موسيقي من ثلاثة أجزاء سيرى النور قريبا على قناة المخرج الخاصة في اليوتيوب.
وأوضح العسري في تصريحات لمجلة "تيل كيل" الناطقة بالفرنسية، أن الهدف وراء هذه الثلاثية هو الدفاع عن احترام المرأة بعيدا عن اللغة التي ينطق بها السياسيون، مشيرا أن الفكرة وراء مشهد الفتاة المنقبة هو التصوير الساخر لجملة شائعة وهي أنه لا أحد ينظر إلى الفتاة عندها تكون محجبة.
وقال العسري، إن الغرض من المشهد ليس الهجوم على الإسلام أو المنقبات، فهو يمثل تفكيرا سوسيولوجيا (هو العلم الذي يدرس المجتمعات والقوانين التي تحكم تطوره و تغيره) حول المرأة في المجتمع المغربي، مشيرا أنه رغم كون جمهور "البولفار" جد منفتح، فقد رأى في مشهد المنقبة أمرا غريبا، لدرجة أن بعض الأشخاص قاموا بشتم الفتاة، أما لو جرى تصوير هذا المشهد في الشارع، فسيكون طاقم الفيلم بحاجة إلى حماية أمنية.
إلا أن النقاش استمر مفتوحا حتى بعد أن قام المخرج المغربي بالتوضيح على حسابه الرسمي على فيسبوك.
وقال معلقون، إن من حق أية فتاة ارتداء ما تشاء من لباس في إطار حرية التعبير الشخصية لكل مواطن مغربي، بعيدا عن التصورات الجاهزة عن الإسلام.
(sputnik)