"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -
تطل غدا في الرابع والعشرين من آذار (مارس) مناسبة " ساعة الأرض " السنوية، وهي احتفالية عالمية للتذكير بحجم المخاطر التي تتهدد العالم مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، مع ازدياد المخاوف من تبعات هذه الظاهرة.
لكن، وفي غمرة التحضير لهذه المناسبة، ثمة كثيرون يسألون: ما الحاجة إلى الاحتفال بــ "ساعة الأرض" Earth Hour؟ وما الجدوى من إطفاء الأنوار والأجهزة الالكترونية غير الضرورية ساعة واحدة في الـ 365 يوما، ساعة من أصل 8750 ساعة؟ وهل نساهم في خفض الانبعاثات والحد تاليا من ظاهرة الاحتباس الحراري؟
أسئلة مشروعة في عصر مشوبٍ بالقلق والخوف من حاضر وغد، أسئلة بحجم هذا الكوكب تحاصر وجودنا، وتبقي مصيرنا محفوفا بالموت، وتلقي بنا في قاع الخيبة.
صحيح أن الحدث برمزيته يلقي الضوء على ما يواجه الكوكب من تحديات تستهدف كافة أشكال الحياة، ويهدف تاليا إلى رفع الوعي بخطر التغير المناخي، منذ أطلقت مدينة سيدني الأسترالية هذه الحملة في العام 2007، ومنذ ذلك الحين، نما هذا العدد ليطاول أكثر من 7000 مدينة وقرية حول العالم، لكن هل المقصود التعمية على ما هو أخطر وأشد وأدهى؟
وثمة أسئلة أيضا: هل أطفأت مصانع الأسلحة في العالم أنوارها لساعة واحدة أم أن فورة الطلب على السلاح حالت دون ذلك؟ هل توقفت التجارب النووية في أصقاع الأرض البعيدة؟ وهل توقفت الأبحاث وإنتاج السلاح البيولوجي والكيميائي؟ وهل المخاطر المحدقة بالكوكب تنحصر باستهلاكنا للوقود الأحفوري واستنزاف الموارد الطبيعية فحسب؟
عالم يصوب على على مكمن الوجع، وهذا صحيح، لكنه ليس بقادر على ملاقاة هواجسنا الأكبر، وكأن صرخة العالم الأميركي إبان أزمة الصوارخ في كوبا (أزمة الكاريبي) عام 1962 مع أزمة "خليج الخنازير" في كوبا بين الاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة الأميركية: "سنموت جميعا خلال دقائق" يتردد صداها إلى الآن، حتى مؤتمرات المناخ الدولية ممنوع عليها التصدي لإشكالية السلاح النووي ولا إلى أثر الحروب والصراعات والأزمات في تغير المناخ.
مفارقة غريبة أن نطفىء الأنوار ساعة في عالم قد يفنى بخطأ تقني!