أبوظبي – "غدي نيوز"
شكل "المنتدى الإقليمي للتنوع البيولوجي في أبوظبي" إطارا فاعلا ومهما في مواجهة التحديات على مستوى التنوع البيولوجي في العالم، ومنصة دولية لعرض أبرز وأهم هذه التحديات، والبحث في تحديد آليات واضحة صونا لهذا التنوع، فضلا عن أهمية هذا المؤتمر الذي يأتي تمهيدا لمؤتمر الإتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي ومؤتمر الأطراف الذي سيعقد نهاية هذا العام في جمهورية مصر العربية.
في هذا السياق، وعلى هامش المؤتمر، التقى "غدي نيوز" مدير إدارة السياسات البيئية والتخطيط بهيئة البيئة أبو ظبي منير بو غانم، وكان الحوار الآتي:
"غدي نيوز": بدايةً، كيف تقيمون المؤتمر؟
منير أبو غانم: المؤتمر فرصة هامة لالتقاء المختصين العاملين في مجال مشترك، ومن مختلف الدول العربية، أي لمناقشة قضايا تتعلق بالتنوع البيولوجي، ومشاركتهم تالياً في المسار الدولي ضمن الإتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي ومؤتمر الأطراف الذي سيعقد نهاية هذا العام في جمهورية مصر العربية، وفي مثل هذه اللقاءات تتم مناقشة قضايا مهمة تواجههم في بلدانهم، وما لاحظته من خلال المؤتمر أن من كبرى التحديات التي تواجه التنوع البيولوجي بالمنطقة هي حركة التنمية السريعة والنمو السكاني، وبالتالي يتوجب على المؤسسات المعنية بإدارة شؤون التنوع البيولوجي التعاطي مع هذا التحدي، بشكل رئيسي، ومن وجهة نظري الشخصية على المعنيين بإدارة شؤون البيئة بالعالم العربي تحديدا التحول من الخطاب البيئي البحت لخطاب يحاكي الهواجس والهموم الإقتصادية ولغة أصحاب التنمية.
"غدي نيوز": كيف يتحقق ذلك برأيكم؟
منير أبو غانم: حاول البيئيون في العقدين الماضيين أن يدعوا الأشخاص العاملين في الإقتصاد والتنمية التعرف على المفاهيم البيئية وحان الوقت أن ننتقل بلغتنا كأشخاص معنيين بحماية البيئة، وأن نتحدث بالإقتصاد وأن نضع قيم اقتصادية للخدمات التي تؤديها الأنظمة الإيكولوجية، قبل الشروع بمناقشة سياسات قطاعات أخرى مؤثرة، وتتأثر بموضوع التنوع البيولوجي، الفكرة الرئيسية بمرحلة التطور، والنمو الصناعي والتكنولوجي والتقنيات المختلفة ودور الإبتكار والإبداع في مجال التنوع البيولوجي، وعلى المعنيين بشؤون إدارة التنوع البيولوجي في العالم العربي البحث عن أحدث التقنيات وتشجيع الإبتكار والإبداع في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي، فالعصر التقني يتحرك بسرعة ولعل بعض السياسات التي يتم وضعها لفترات زمنية متوسطة، خمس سنوات أو عشر سنوات، تتغير الظروف المحيطة بها بفعل التطور التقني، خلال سنة أو سنتين وعلى الإدارات التكيف مع هذه التغيرات.
"غدي نيوز": كيف تنظر إلى دور الإمارات العربية المتحدة في مجال حماية الأنواع وفي مجمل توجهات الدولة حيال الإستدامة؟
منير أبو غانم: لا يمكنني التحدث عن الإمارات ولكن يمكنني التحدث عن أبوظبي فقد وضعت سياسيات بيئية طموجة في مجال المحافظة على البيئة بشكل عام، ومن الموارد والمجالات الأولوية الرئيسية التي ركزت عليها هو موضوع التنوع البيولوجي، وهو يقسم إلى قسمين في ما يخصنا في أبو ظبي، المحافظة على الأنواع، والمحافظة على الموائل والبيئات المتنوعة، وطبعا هناك حركة نمو لجهة عدد ومساحة المحميات الطبيعية بالإمارة، وتتأثر الإمارة كونها تقع على الخليج العربي بالتغير بالخصائص البيئية لمياه الخليج بفعل الحركة الإقتصادية النشطة جدا، وبفعل عمليات تحلية المياه المكثفة ما يؤثر على حرارة وملوحة المياه وحموضتها، وهذا بدوره يؤثر على التنوع البيولوجي، من هنا فلدى الإمارة اهتمام بالعمل المشترك مع جيران الإمارة والدول المحيطة من أجل خفض الآثار البيئية للتنمية الإقتصادية المتسارعة على شاطئ الخليج.
"غدي نيوز": هل بالإمكان تعميم تجربة أبو ظبي على لبنان؟
منير أبو غانم: هناك تجارب هامة لأبو ظبي يمكن للبنان الإستفادة منها، وقد يكون هناك تجارب هامة في لبنان يمكن لأبو ظبي الإطلاع عليها، وهناك اتصال قائم في مجال التنوع البيولوجي بين هيئة البيئة وبعض المحميات في لبنان، وإن شاء الله في المستقبل يكون هناك تعاون أوثق في التبادل الميداني للخدمات التي تؤدي إلى إدارة المحميات في البلدين.
"غدي نيوز": نريد معرفة رأيك بموقع "غدي نيوز"؟
منير أبوغانم: "غدي نيوز نفحة أمل بيئية ومدنية في المنطقة، نأمل تعميمها، وضوابط السوق الحديثة تتطلب ديناميكية معينة في مجال الإتصال والتواصل المتخصص، تختلف عن الديناميكية السابقة، ونأمل أن تؤمنها "غدي نيوز".