"غدي نيوز" – قسم العلوم والتكنولوجيا -
أكد عدد من العلماء أن الحياة الغريبة قد تكون منتشرة في العديد من الأكوان الأخرى، من خلال دراستهم قوة غامضة تعرف باسم "الطاقة المظلمة".
وتشير النظريات السابقة إلى أن كوننا يحتوي على المقدار المثالي من الطاقة المظلمة، وهي قوة غامضة تعمل ضد الجاذبية وتجعل الفضاء يتوسع بمعدل متسارع، للحفاظ على الحياة.
وفي حال ازدادت كمية هذه الطاقة، فإنها ستخلق توسعا أسرع بكثير للفضاء، ما يحول دون تشكل النجوم والكواكب، لذلك تشير الدراسة الجديدة إلى أن هذا الكمّ من القوة الغامضة سخيّ بشكل يفوق اعتقادات العلماء، ما يعني أن الظروف اللازمة للحفاظ على الحياة قد لا تكون نادرة الحدوث.
محاكاة حاسوبية عملاقة
وإذا كان كوننا واحدا من أكوان متعددة، وهي نظرية "الكون المتعدد" التي طرحت لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، فإن الحياة يمكن أن تكون شائعة في جميع الأنحاء، كما يقول العلماء.
لكن علماء من "جامعة درم" البريطانية، يدعون أن الأجرام السماوية في الأكوان الأخرى، ما تزال تتشكل، حتى وإن كان ذلك الكون قد بلغ مئة ضعف الطاقة المظلمة التي نملكها.
واستخدم العلماء محاكاة حاسوبية عملاقة، ليشيروا إلى أنه، في حال وجود أكوان أخرى، فقد تكون فيها احتمالات لإيواء الحياة.
وتم إنشاء عمليات المحاكاة باستخدام مشروع "EAGLE"، وهو واحد من أكثر البرامج واقعية لرسم خريطة الكون المرصود.
وقال البروفسور ريتشارد باور، من معهد علم الكومبيوتر في جامعة درم: "تتشكل النجوم في الكون عقب معركة بين جذب الجاذبية ونفور الطاقة المظلمة".
الطاقة المظلمة
وأضاف: "لقد وجدنا في عمليات المحاكاة أن الأكوان ذات الطاقة المظلمة التي تفوق المستويات التي لدينا، يمكن أن تشكل النجوم، فلماذا هذه الكمية الضئيلة من الطاقة المظلمة في عالمنا؟".
وتابع قائلا: "أعتقد أننا يجب أن نبحث عن قانون جديد للفيزياء لشرح هذه الخاصية الغريبة لكوننا، حيث أن نظرية الكون المتعدد لا تقدم الكثير من التفسيرات للفيزيائيين".
وقال خايمي سالسيدو، طالب الدراسات العليا في "جامعة درم": "تظهر لنا عمليات المحاكاة أنه إن كان هناك الكثير من الطاقة المظلمة أو حتى القليل جدا منها في الكون، فلن يكون لذلك سوى تأثير ضئيل على تكوين النجوم والكواكب".
والجدير بالذكر أن نظرية التضخم الأبدية "eternal inflation" تدعي أن كوننا قد جاء إلى الوجود بعد انفجار عظيم جعل الكون يتوسع بوتيرة سريعة، واقترح البعض أن هذا يعني أنه في بعض المناطق، ما يزال الكون يتوسع وسوف يستمر في النمو بلا حدود، وانطلاقا من ذلك، سيخلق هذا التوسع أكوانا متعددة تشبه إلى حد كبير كوننا، وقد تكون فيها كواكب شبيهة بالأرض، وحتى أنه قد يكون هناك مجتمعات وأفراد يشبهوننا، وفق ما أشارت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية.
المصدر: ذي صان