"غدي نيوز"
لا يزال النقاش مستمراً في أوروبا وخصوصاً فرنسا، حول مدى فاعلية ضريبة الكربون في التوصل إلى سياسات مناخية تتوافق واتفاق باريس للمناخ من جهة، والمعايير التي تفرضها المفوضية الأوروبية من جهة أخرى.
اليوم وفقاً لأحد المرشحين من ثلاثة كأفضل اقتصادي في العالم 2018، الأستاذ المساعد في الاقتصاد والابتكار وريادة الأعمال في جامعة زيوريخ، ديفيد هاموس، في حواره مع صحيفة لوموند الفرنسية، فإن المفتاح الحقيقي لتقليل الانبعاثات المستقبلية هو تطوير التكنولوجيات النظيفة بشكل غير تقليدي.
ولفت هاموس إلى أن ضريبة الكربون المفروضة حالياً مفيدة للحد من الأضرار البيئية على المدى القصير، أما فيما يخص المدى الطويل فلا بد من تكثيف الدعم المباشر للابتكارات في مجال التكنولوجيات النظيفة للحد من الانبعاثات المستقبلية.
المشكلة التي تحد حتى الآن من قفزات تكنولوجية كبرى تتمحور دائماً حول عدم المساواة، فالدراسات تكشف بشكل عام أن ارتفاع الأجور هو محصلة بديهية لنمو الاقتصاد والتقدم التكنولوجي الذي يتحرك بشكل متزايد نحو استبدال البشر بالتقنيات الحديثة، وهو تحول مطلوب على الرغم من أي انتقادات.
والواقع أن التقنيات لا تحل محل الوظائف الأقل مهارة بل تزيد من إنتاجية الأشخاص الأكثر تأهيلاً، ولا علاقة له بانتشار البطالة، فالتفسير العلمي للاختلافات في معدلات البطالة بين الدول يؤشر إليها من خلال الديناميكيات المؤسسية المختلفة، وليس بمقياس مدى التقدم التكنولوجي.
وأوضح الاقتصادي البارز في حديثه مع لوموند أن النمو الأخضر بديل مثالي للبيئة، ولمواجهة الركود في سوق العمل عبر نظام تأهيلي مناسب وخاص قادر على رفع المهارات البشرية بما يتناسب والتكنولوجيا الخضراء.
وخلص هاموس إلى أن المحاولات التقليدية للتوفيق بين الحفاظ على العمالة البشرية وتطوير التقنيات الملائمة للبيئة، هي مأزق أوروبا الأول. من ثم لا سبيل سوى الإصرار على تطوير التكنولوجيا الخضراء، في الوقت نفسه الذي يتم فيه رفع مستوى تأهيل الأفراد.
فابيولا بدوي: موقع الرؤية alroeya.ae