"غدي نيوز"
استضاف التلفزيون العربي في لندن الزميلة في مجال العلوم البيئية في قسم البيئة والترجمة في "غدي نيوز" سوزان أبو سعيد ضو في برنامج "شبابيك" في بث مباشر من مكاتبه من بيروت، في فقرة "شباك أخضر" تحت عنوان "الطبيعة في لبنان ضحية جشع أرباب المقالع والكسارات" قدمه الزميل أحمد الآغا.
بعد عرض تقرير مصور عن واقع الكسارات والمرامل أظهر تراجع المساحات الخضراء إلى دون 13 بالمئة بعد أن كانت تلامس الـ 40 بالمئة.
وعن إشكالية المقالع والكسارات، أشارت ضو إلى أن "ملف البيئة بمجمله مليء بالثغرات القانونية، وملف المقالع والكسارات هو واحد من هذه الملفات، وثمة مشاكل في مجال تنظيمه، خصوصا وأن معظم الكسارات غير قانونية، وتحمى بتأثيرات سياسية ومحاصصة طائفية، وبالتالي ينطبق الأمر ذاته على المجازر والتجاوزات البيئية المتنوعة".
وأضافت: "95 بالمئة من الكسارات والمرامل الموجودة غير مرخصة، ولكن معظمها يعمل بغطاء سياسي، وصحيح أنه كانت هناك محاولات لترخيصها، لكن حصل تجاذب سياسي، ومعظمها تأتي برخصة نعتبرها فخا، أي تحت ستار استصلاح أراض، ويدخل الشخص على قطعة الأرض بحجة الإستصلاح، ويبدأ بحفر المنطقة كما نشهد في مناطق عدة من لبنان، فكل منطقة تخضع للمحاصصة الطائفية، وكل منها يتمتع بغطاء سياسي وإرضاء لأشخاص معينين".
وقالت ضو: "يدخل المواطن بنية استصلاح الأراضي وتجليلها بسبب طبيعة الأرض المنحدرة والجبلية، وبهدف زراعة الأشجار المثمرة وخلافها، فيقوم بإزالة الصخور والرمول وكل ما يحتاجه، ويتركها كما هي، ولإعطاء أمثلة، منها تعديات قمت بتغطيتها، ولا سيما في منطقة كفرسلوان، حيث تم الاستحصال على رخصة استصلاح أرض صغيرة، ليتبين أن التعدي طاول مشاع البلديات وبغطاء سياسي".
وعن تقرير الصحافي روبرت فيسك في "الإندبندت" البريطانية بعنوان: "جبال لبنان تمحى من الخارطة لكن هل من يهتم؟"، لفتت ضو إلى أنها ترجمت هذا المقال ونشر في موقعنا (غدي نيوز)، وهو موقع متخصص في المجالين البيئي والعلمي"، وقالت: "في الحقيقة روبرت فيسك أسمع صوتنا للمجتمع العالمي، لكن الواقع على الأرض أسوأ بكثير مما صوره فيسك، لإعطاء أمثلة أيضا شاهدتها بأم العين وتابعتها في منطقة جبيل وبالتحديد بين بلدتي حصرايل وجدايل، حيث تم تحويل مجرى نهر شتوي إلى ممر للشاحنات والكسارات، وبعد قضم الجبل على جانبي النهر بعلو 60 مترا تم طحن الصخور.
وأضافت ضو: "منذ بضعة أيام كتبنا مقالا عن منطقة بعلبك والهرمل، حيث هناك أكثر من 20 كسارة غير قانونية، محمية أيضا من نافذين، ولم يستطع أهل البلد إيصال صوتهم إلا بعد أن قطعوا الطريق على الشاحنات".
وعن المذبحة البيئية الحاصلة وتحركات المجتمع المدني وعن وجود أي جهة لمراقبة عمل الكسارات وضبط التجاوزات قالت ضو: "للأسف، فالتجاوزات تحصل بغطاء سياسي وبالمحاصصة، لدرجة أنه عندما تحدث فيسك عن العدد 3 آلاف كسارة ومقلع، كنا قد بدأنا بأرشيف للكسارات والمرامل والمقالع، كناشطين مستقلين وأطلقناه عبر موقعنا (غدي نيوز)، واعتبرناه كواجب وطني، لتوثيق كيف كنا وكيف نحن الآن وكيف سنصبح في المستقبل، فما يحدث ليس مجزرة بيئية فحسب، بل هو إرهاب بيئي، وهو التوصيف الأفضل لما يحدث، فهدف الكسارات لا يتوقف عند تشويه الجبال وتلويث المياه الجوفية فحسب، بل يتجاوزه".
وعرضت لـ "أحد الأمثلة في منطقة عين داره، تم قضم الجبل، وأصبح مرئيا من الطريق الدولية وبصورة واضحة، وهي منطقة وفقا لتصنيف الأراضي، تعتبر منطقة سياحية".
وعن دور الحكومة بتقديم تحرك أو مشروع قرار أو قانون إلى البرلمان، أجابت ضو: "لدينا أمل أن يكون للنواب الجدد تأثيرا إيجابيا ليس لجهة إقرار القوانين الموجودة بالفعل فحسب، بل وتطبيقها وتنفيذها فعليا على الأرض".