محارق النفايات: الفصل الأول!

Ghadi news

Saturday, July 28, 2018

محارق النفايات: الفصل الأول!

"غدي نيوز"

 

سلطة أنتجت المطامر الشاطئية لا تتورع عن استقدام المحارق، هذا ما أكدنا عليه وحذرنا منه مرارا، لأننا كنا ندرك مسبقا أنه في بلد الصفقات والمحاصصة، وإقصاء الخبراء والعلماء عن مواقع القرار، سيسيل لعاب الطمع فوق "كعكة" المصالح، دون احتساب الكلفة التي سيدفعها اللبنانيون من صحتهم ومالهم.

وها نحن اليوم نعيش بداية المشهد الأول من "مسرحية المحارق":

-موسيقى تصويرية سوداء.

-دخان يعمي النظر ويزكم الأنوف.

-رقصات بهلوانية ورايات لآلهة الموت ترفرف في فضاء العرض.

-قرع طبول مثقوبة.

-يدخل الممثلون تباعا بنسق سينوغرافي مبعثر.

-يطل فجأة من يتلو قصيدة لبحر يحتضر، أزهار ذابة وأشجار متفحمة تظهر بين أقدام الممثلين.

لحظات قليلة من الصمت وتهبط "محرقة" من الأعلى، يسود التعجب يعلو الابتهال ليبدأ طقس "صلاة" يعيدنا إلى ما قبل الجاهلية، تهليلات وتضرعات ورقصا حول الآلة الجهنمية وقد بدأت تنفث ضبابا وأفاع تتلوى تنشر السم الزعاف... وتسدل ستارة العرض.

هذا ليس مشهد متخيَّل، إنه سيناريو ومشهد واقعي لكارثة تنتظرنا جميعا، والسخرية هي نتاج وجع في توصيفها ليس أكثر، فـ "آلهة الموت" قادمة على متن المحارق المنتظرة، الجائعة لحصد الأرواح.

لا نعرف إن كان يجدي البكاء أو ينفع الضحك وتفيد السخرية، ولعل المقاربة التي تختصر معاناتنا، يصح أن نقتبسها من الفنان الرائع عادل إمام، من مسرحيته "الواد سيد الشغال":

"ثم ماتت رابعة، ومات شحيبر بن حنجلي، وانتحرت حرقوفة بنت حرقفي، بأن وضِع سم بندقي في قفاها فخرت كالبعبلي، ومات شحنفون بن حنجلي، وماتت سحلبيسة بنت حلتبيس، ومات الممثلون جميعا في هذا المسلسل، ثم مات المنتج والمخرج، وحينما عرض هذا المسلسل في التلفزيون، مات المشاهدون جميعا!".

وللحدث صلة.

 

 

المصدر: الثائر

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن