"غدي نيوز" – قسم البيئة والمناخ
حذرت دراسة حديثة من إمكانية خروج ظاهرة الاحتباس الحراري عن نطاق السيطرة، وذلك ما إذا أخفق البشر في التوحد سويا لمكافحة الآثار الأسوأ التي يحدثها التغير المناخي .
وكشفت الدراسة بحسب ما أوردته صحيفة "ذا هيل" الأميركية، التي أعدها باحثون من "الجامعة الوطنية الأسترالية" و"مركز استكهولم للقدرة على التكيف" إلى جانب مؤسسات أخرى، عن أنه إذا ما تجاوزت هذه الظاهرة هذا الحد، فإن متوسط درجات الحرارة سيرتفع 8 درجات فهرنهايت عن مستوى درجات الحرارة الحالية، كما قد ترتفع مستويات سطح البحر 30 قدما لتصل إلى 200 قدم.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه حتى إذا ما أوفت جميع الدول الموقعة على اتفاقية باريس للمناخ بالتزاماتها بموجب الاتفاق، وتمكنت من أن تحد من ارتفاع درجاترالحرارة العالمية بـ 6,3 درجة فهرنهايت، سيظل خطر التغير المناخي قائما.
فيما أوضحت الدراسة أن التخفيف من حدة هذا الخطر يتطلب القيام بعمل جماعي عالمي، بما في ذلك إحداث تحول جذري في "القيم الاجتماعية" والسعي إلى إدخال تكنولوجيا جديدة.
دفيئة قاتلة
وفي سياق آخر، يعتقد فريق علماء دولي أن متوسط درجات الحرارة في العالم سيكون أعلى بـ 4-5 درجات مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية، حتى وإن نُفذت جميع شروط اتفاقية باريس للمناخ.
ويفيد موقع EurekAlert بأنه وفقا للعلماء، فإن هناك خطرا كبيرا بأن تتحول الأرض إلى "دفيئة" وأن تصبح مناطق عديدة منها غير صالحة للسكن.
ويشير الباحثون في مقال نشرته مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences إلى أن انبعاث غازات الاحتباس الحراري ليس العامل الوحيد المؤثر في مناخ العالم. وارتفاع درجات الحرارة الناتج عن النشاط البشري يسبب تسخين الغلاف الجوي للأرض. وهذا يمكن أن يحدث حتى إذا توقف انبعاث غازات الاحتباس الحراري.
وينسب العلماء إلى هذا النشاط ذوبان الجليد وصعود غاز الميثان من قاع المحيطات، وتقلص حجم الكربون الذي تمتصه الأرض والمحيطات، وارتفاع معدل تنفس البكتيريا، وتقلص مساحة الغابات في حوض نهر الأمازون، وأيضا تقلص مساحة الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي. ونتيجة لتأثير ازدياد غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، ستحدث سلسلة تفاعلات لن يكون بمقدور الإنسان وقفها.
لذلك من أجل أن لا تتحول الأرض إلى "دفيئة"، يجب، عدا عن تخفيض انبعاث الغازات، إنشاء خزانات طبيعية للكربون من خلال توسيع مساحة الغابات، والحفاظ على الأرض والتنوع البيولوجي وابتكار تكنولوجيا جديدة لامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي.