"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
حصل مدير عام "جمعية حماية الطبيعة في لبنان" SPNL، وBirdlife Lebanon أسعد سرحال "جائزة ميدوري للتنوع البيولوجي للعام 2018" إلى جانب البريطانية الدكتورة كاثي مكينون Kathy MacKinnon رئيسة لجنة الـ IUCN للمناطق المحميةChair, IUCN World Commission on Protected Areas والدكتور عبد الحميد زكري Abdul Hamid Zakriمستشار رئيس وزراء ماليزيا للشؤون العلمية.
ومنح كل من الفائزين بالجوائز هدية ولوحة تذكارية، وجائزة مالية قدرها 100.000 دولار أميركي لدعم عملهم، كما سيتم تكريمهم في حفل توزيع الجوائز الذي سيعقد في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 في طوكيو، اليابان، حيث سيلقي كل من الفائزين الثلاثة بالجائزة كلمة في منتدى الفائزين في نفس اليوم، كما سيوثق فيديو ومعرض هذا الحدث حيث سيتم عرضه في الاجتماع الرابع عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي الذي سيعقد في الفترة من 17 إلى 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية.
وتكرم الجائزة الدولية كل سنتين، والتي تنظمها المؤسسة البيئية لمنظمة AEON وأمانة اتفاقية التنوع البيولوجي، الأفراد الذين قدموا مساهمات بارزة في الحفاظ والاستعمال المستدام للتنوع البيولوجي على المستويات العالمية أو الإقليمية أو المحلية.
عمل سرحال وإنجازاته
في بداية حياته المهنية، أدرك سرحال أن نماذج أميركا الشمالية أو أوروبا الغربية للحفاظ على الطبيعة وإدارتها لم تلق صدى لدى المجتمعات المحلية في الشرق الأوسط، فابتكر برنامجا للحفاظ على الطبيعة، وذلك بإحياء نموذج "الحمى"، وهو نموذج قديم في الشرق الأوسط للحفظ المجتمعي. عاد إلى الماضي العميق استجابة لتحديات المحافظة على المستقبل، ويتناسق هذا النموذج مع الثقافات والقيم المحلية، بل يعززها أيضا.
وتقع منطقة الشرق الأوسط على واحدة من أهم مسارات الطيور المهاجرة والمهددة. ويتمتع لبنان هذا البلد الصغير بتنوع مذهل من الموائل، وشعر سرحال أن مهمته هي حماية هذه الجواهر من التراث الطبيعي.
الحمى
ويتمحور مفهوم "الحمى" ليس حول تمكين الإنسان والثقافة المحلية فحسب، بل الحفاظ على الطبيعة أيضا، وقد أثبت سرحال أنه يجب على الاثنين التقدم معا.
على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، اكتسبت مبادرة إحياء الحمى جاذبية أبعد من لبنان والشرق الأوسط، وينظر إليها الآن على أنها نموذج للحفظ على المستوى الدولي.
فبعد إكماله دراسته الجامعية عاد سرحال إلى لبنان الذي عصفت به حرب أهلية مصمّما على رعاية تراثه الطبيعي الذي لا غنى عنه، وقد أظهر من خلال جهوده أنه حتى في ظل أكثر الأوضاع صعوبة، يمكن للكرامة الإنسانية أن تزدهر، خصوصا التزامه بالحفاظ على الطبيعة والناس وشكلت مسيرته في هذا المجال إلهاما للجميع.
وعن أهمية هذه الجائزة قال سرحال لـ "غدي نيوز": "هذه الجائزة ويمكن اعتبارها الجائزة الخضراء، وتعادل جائزة نوبل إنما في التنوع البيولوجي، وتمنح كل سنتين لثلاثة فائزين، وقد رشحت شخصيا من منظمات عدة وأشخاص عديدين لنيل هذه الجائزة، وفزت من ضمن 129 مرشحا من 51 دولة، وهناك معايير متعددة ومراحل طويلة امتدت على مدى سنتين لقبول الترشح وتقديم الملف، وقد ساهمت مسيرة 14 عاما في نجاحي، ولكن الأكثر أهمية والذي تم أخذه بعين الإعتبار هو مفهوم ومنظومة الحمى التي سعينا إلى تطبيقها في لبنان والعالم، وقد نجحنا في هذا المجال إلى حد كبير، وتمكنا بمساعدة العديد من الأشخاص والمنظمات والمعنيين من استحداث 22 حمى على كافة المناطق اللبنانية، وعملنا في الجمعية على إنشائها وتطويرها واستدامتها بالشراكة مع المجتمعات المحلية، وهدفنا حماية التنوع البيولوجي وتمكين المجتمعات المحيطة، وقد وصلت هذه المساحات بالإضافة إلى المحميات إلى نحو 18 بالمئة من مساحة لبنان، وهذا الأمر يعد إنجازا هاما للبنان، فالمتعارف عليه هو أن تكون 17 بالمئة من الأراضي محمية، وهنا أنوه بجهود جميع القيمين وأؤكد على أن هدفنا في كل الأحوال، هو أن نرسخ الصورة المشرقة للبنان أمام الصور القاتمة التي تستمر بالظهور في الإعلام، وكما ذكرت آنفا، فمفهوم الحمى هو ما ساهم بفوزي بهذه الجائزة".
وأشار سرحال إلى أن "الحمى مفهوم قديم، وبدأ بحمى مكة المكرمة، حيث يمنع القتل او استباحة الدماء في حوالي عشرة كيلومترات حول الحرم، وهذا ما ساهم باستحداث منطقة آمنة، وقد توالى هذا المفهوم في الجزيرة العربية ووصل إلى عدة مئات من هذه المناطق، وساهم الإسلام بهذا المجال، خصوصا للحيوانات الداجنة بالإضافة إلى حماية المرأة وحقوقها، وانتقل من هناك إلى ساحل المتوسط وشمال أفريقيا، إلا أن الحروب المتوالية أثرت على هذا الأمر"، وأضاف: "نجحنا في إنشاء هذه الحمى محليا، كما ساهمنا بنقل الفكرة إلى العديد من الدول الأوروبية والعربية التي تبنتها".
جائزة ميدوري
أنشأت "مؤسسة أيون البيئية" AEON Environmental Foundation اليابانية جائزة ميدوري The MIDORI Prize للتنوع البيولوجي في العام 2010، احتفالا بالسنة الدولية للتنوع البيولوجي والاجتماع العاشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي الذي عقد في ناغويا باليابان ، والذكرى العشرين لإنشاء المؤسسة.
وتُمنح هذه الجائزة كل سنتين، بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي Convention on Biological Diversity (CBD).
والفائزون السابقون في جائزة ميدوري بالترتيب الأبجدي ومع حفظ الألقاب: ألفونسو أغيري - مونيوز Alfonso Aguirre-Muñoz (المكسيك) ، كمال باوا Kamal Bawa (الهند) ، خوان كارلوس كاستيا Juan Carlos Castilla (شيلي) ، جريتشين ديلي Gretchen Daily (الولايات المتحدة الأميركية) ، يوري درمان Yury Darman (روسيا) ، رودريغو غيمز - لوبو Rodrigo Gámez-Lobo (كوستاريكا) وجان ليميرJean Lemire (كندا) وألفريد أوتنغ - يبواه Alfred Oteng-Yeboah (غانا) وفو كوي Vo Quy (فيتنام) وإميل سليم Emil Salim (إندونيسيا) وفاندانا شيفا Vandana Shiva (الهند) وبيبيانا فيلا Bibiana Vilá (الأرجنتين).