"غدي نيوز"
- سوزان أبو سعيد ضو
تتابعت في الفترة الأخيرة وفي منطقة الشمال تحديدا، مشاهدات نادرة لعدد من الأحياء البحرية على مقربة من أرخبيل جزر الميناء التسع، وفي هذا المجال كتبت المحامية سماح زيلع وهي عضو مجلس بلدية الميناء مسؤولة العلاقات العامة في "جمعية لجنة رعاية البيئة" وأمين سر اللجنة الوطنية للاتحاد العالمي لحماية الطبيعة IUCN، تقول: "تم رصد فقمة البحر في مدينة الميناء من قبل الصيادين مقابل القاعدة البحرية للجيش اللبناني"، وأكدت زيلع في هذا المجال مشاهدة "حيوان أسد البحر وسلحفاة ضخمة الحجم يُعتقد أنها سلحفاة جلدية الظهر".
زيلع
من جهتنا تابعنا مع زيلع هذا الموضوع، وقالت لـ "غدي نيوز": "تم رصد فقمة البحر المتوسط واسمها Mediterranean Monk seal، أما اسمها العلمي فهو Monachus monachus، وهي الحيوان السادس من الثدييات المهددة بخطر الإنقراض عالميا، وقد شاهد الصياد بسام هوشر وابنه ابراهيم، فقمتين بتاريخ 12 آذار (مارس) الساعة ٨ صباحا بين القاعدة البحرية للجيش اللبناني وجزيرة البلان BALEINE"، وأضافت: "تعيش هذه الحيوانات في مغاور صخرية قرب محمية جزر النخل الطبيعية، وقد شاهد ابنه ابراهيم الساعة 10 مساء ثلاث فقمات أخرى قرب جزيرة الرميلة".
وأوضحت زيلع: "بالمناسبة، فإن مدينة الميناء تضم أرخبيلا هو عبارة عن تسع جزر، أول ست منها جزر عادية غير محمية، والثلاث الأخيرة هي محمية جزر النخيل الطبيعية، وتضم المحمية جزيرة النخيل ورامكين وسنني، وعادة ما تتواجد أعداد من هذه الفقمة في أبعد جزيرة في الميناء على بعد حوالي 6 كيلومترات وهي جزيرة رامكين، ونشك بأن اقترابها من الشاطئ قد يكون نتيجة لخوفها من شيء ما، ونتابع الموضوع مع المختصين لمعرفة أسباب اقترابها وابتعادها عن المكان الذي تتواجد فيه عادة وهو مكان معين في المحمية، لا نريد الإشارة إليه للمحافظة عليها".
أسد بحر
وتابعت زيلع: "تم التنسيق مع أمين سر تعاونية صيادي الأسماك رافائيل كارميريان والصيادين لعدم التعرض لهذه الحيوانات، وفي هذا المجال، أثني على ما أبدوه من تجاوب، كما قمنا بإعلام وإبلاغ الجهات المعنية، وخصوصا مخفر الميناء البحري، وهو المعني مباشرة بهذا الأمر، بهدف إصدار بلاغ سريع وتعميمه لاتخاذ الإجراءات اللازمة والقانونية الصارمة لحماية هذا النوع من الفقمة المهددة بالانقراض عالميا، ولعدم التعرض لها نهائيا، وذلك وفقا لقرارات وزارة الزراعة وتطبيقها بشكل صارم".
وأشارت زيلع إلى أنه "ليست فقمة البحر الأبيض المتوسط الوحيدة التي تم رصدها، فمنذ فترة تم رصد نوع آخر نادر، وهو أسد بحر يتميز باللون الأشقر، بين مدينة البداوي والميناء، وعلى مقربة من مدينة طرابلس، بالإضافة إلى رصد سلحفاة ضخمة للغاية يعتقد بأنها المعروفة بالجلدية الظهر Leatherback Turtleاسمها العلميDermochelys Coriacea ".
ولفتت زيلع إلى أن "هذا ما نصبو إليه في المنطقة لجهة التعاون والتشبيك بين جميع المعنيين في هذا المجال، أي بين المختصين في المجال العلمي والجمعيات غير الربحية مع الصيادين والقوى الأمنية والوزارات والإعلام بهدف التوعية وحماية هذه الأنواع المهددة بالإنقراض والتوصل إلى النتائج في حماية التنوع البيولوجي الذي تتمتع به المنطقة"، وأضافت: "ومن جهتي وكوني المعنية بهذا الملف في جمعية لجنة رعاية البيئة، ننسق مع جميع المعنيين وندعو الجميع للتعاون معنا ودعمنا بالعمل والتشبيك والتنسيق لتحقيق أهدافنا البيئية".
تنوع وفرادة
وختمت زيلع: "كما نعوّل على وزير البيئي فادي جريصاتي بأن تكون مدينة الميناء وجزرها والثروة البيئية الهامة الموجودة ضمن الخطة التي سيضعها خلال الأشهر الثلاثة القادمة، فالمنطقة تزخر بالمقومات البيئية الهامة لجهة التنوع والفرادة وتستحق الإهتمام والرعاية والحماية".
وناشد "وزير الزراعة حسن اللقيس الإهتمام بموضوع الثروة السمكية التي تعتبر من اختصاص وزارة الزراعة، ولا نطالب سوى بتطبيق القرارات الصادرة عن وزارة الزراعة خصوصا لجهة الصيد الجائر باستخدام القوارب الشاطئية (الغرغيرة) والشبك الضيق والديناميت والسموم كاللانيت وفوسفيد الألومنيوم وغيرها من المخالفات التي نشهدها، وهذه القرارات لو طبقت حكما سنكون بألف خير".
"غدي" و"غدي نيوز"
من جهتنا كموقع "غدي نيوز" وجمعية "غدي" نضع هذا المقال بتصرف القيمين لحماية هذه الثروة البيئية الهامة، بهدف حمايتها والحفاظ عليها، في منطقة تعاني من الكثير من الإهمال والحرمان والتعديات، وتنمية منطقة الشمال لجهة الناحية البيئية وبالتحديد السياحة البيئية بهدف استقطاب المزيد من المهتمين علميا والسياح وتحريك العجلة الإقتصادية.