"غدي نيوز" - خاص -
خطوة وزير البيئة فادي جريصاتي إطلاق "جيش البيئة" تمثل سابقة لم نشهد مثيلا لها من قبل، وكم نحن بحاجة لأن يتحول الناشطون البيئيون مدافعين بروحية "عسكرية" عن معالم لبنان الجمالية أي بروحية المسؤولية والإلتزام، ولا يفهم من "العسكرة" هنا معناها الفوقي أو السلطوي، وإنما بمعنى تجييش اللبنانيين لصالح الدفاع عن البيئة من جشع وأطماع أصحاب المقالع و الكسارات ومستبيحي الحياة البرية وممارسي الصيد البري الجائر، وغيرهم من مرتكبي التعديات على الشاطئ والبحر والأنهر.
تخطى الوزير جريصاتي النظرة التقليدية في مقاربة ملفات كثيرة لم يتمكن أي وزير من قبل من التصدي لها ومواجهتها، ولذا نراه في حركة دائبة، وقد تخطى عمله المكتبي ليكون حاضرا في مواقع التعديات، مستطلعا آراء المواطنين، مستمعا لهمومهم وهواجسهم، ولا يمكن في هذا السياق إلا التنويه بالعمل الكبير لمستشاره الناشط البيئي والبلدي شاكر نون، خصوصا وأن ثمة توجها لتأطير العمل وتفعيله، وتوحيد جهود البيئيين وعلى مستوى سائر الجمعيات البيئية الناشطة.
مضى زمن الفوضى ونحن على أعتاب مرحلة جديدة تؤسس للنهوض بالعمل وتحمل الجميع مسؤولياتهم، ما يعني أننا سنشهد دفعا أكبر في اتجاه بلورة أفكار خلاقة، وما إطلاق "جيش البيئة" إلا مقدمة في مسار طويل، فهو سيكون - في مَا لو صدقت نوايا مؤسسات المجتمع الأهلي الغارقة في مناكدات والعاجزة عن تأطير دورها وتفعيله - بمثابة "جيش الخلاص"، ومعه سنتجاوز الأطر التقليدية في الحفاظ على معالم لبنان وبيئته وتنوعه الحيوي.