Thursday, November 28, 2019
بعد النجاح الذي حققه برنامج إعادة توطين المها الأفريقي
هيئة البيئة - أبوظبي تتجه لتوطين أنواع أخرى معرضة لخطر الانقراض في تشاد
"غدي نيوز"
بعد النجاح الذي حققته في إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) في تشاد، تستعد هيئة البيئة - أبوظبي لإعادة توطين المزيد من الأنواع المهددة بالانقراض مثل المها أبو عدس )البقر الوحشي) وغزال الداما. وقد أدرج الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة المها أبو عدس وغزال الداما ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، حيث تم تصنيفهما على أنهما "مهددان بشكل حرج بالانقراض" مع وجود أقل من 100 رأس من هذين النوعين ضمن مجموعات صغيرة معزولة.
وفي إطار التحضير للبدء بعملية إعادة توطين المها أبو عدس تم نقل 15 رأساً من أبوظبي إلى منشأة ما قبل الإطلاق بمنطقة وادي ريم بمحمية وادي أخيم بجمهورية تشاد، حيث سيتم الإبقاء عليها في حظيرة خاصة مسيجة للتأقلم على الطقس قبل أن يتم إطلاقها في البرية في وقت لاحق من هذا العام.
والمها أبو عدس أو كما يعرف بالظبي اللولبي القرون هو من الظباء الصحراوية ويعد أحد أندر الثدييات على الأرض. وفي فترة من الزمن احتلت هذا النوع مجموعة واسعة من موريتانيا والمغرب في الغرب إلى مصر ووادي النيل في الشرق. واليوم، لا يمكن العثور على هذا النوع إلا في مجموعتين صغيرتين، إحداهما في صحراء تين توما بشرق النيجر والأخرى، عبر الحدود، في منطقة إجيوي- بوديليه في تشاد. وقد شهد القرن الماضي انخفاضاً كبيراً في أعدداه من البرية بسبب تدهور مواطنه الطبيعية وعمليات الصيد الجائر خاصة مع دخول السيارات ذات الدفع الرباعي وانتشار الأسلحة الآلية.
وتأتي عملية إعادة توطين هذان النوعان في إطار اتفاقية الشراكة التي جددتها الهيئة مع حكومة جمهورية تشاد، لمدة خمس سنوات أخرى، لمواصلة جهودهما المشتركة لإعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض في تشاد. وكانت الهيئة قد بدأت في عام 2014 شراكتها مع حكومة تشاد لإعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) في بيئتها الطبيعية في جمهورية تشاد، وذلك استكمالاً لنهج وإرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في حماية الأنواع المهددة بالانقراض والمحافظة عليها من خلال إطلاقها في موائلها الطبيعية الأصلية.
وبصفتها الجهة الراعية للبرنامج، تولت هيئة البيئة – أبوظبي إدارة برنامج إعادة التوطين، من خلال توفير الخبرة الفنية وتأسيس "قطيع عالمي" من المها المتنوع جينياً في مركز دليجة لإدارة الحياة البرية. وتولت الحكومة التشادية، ممثلة بوزارة البيئة والمياه والثروة السمكية، إدارة محمية وادي ريم – وادي أخيم ومنطقة الإطلاق، مع تعزيز القوانين ذات الصلة بالحياة البرية من أجل حماية الأنواع.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن أعداد المها الأفريقي (أبو حراب) ترعى بحرية في بيئتها الجديدة بعد أن كانت مهددة بالانقراض، وذلك بفضل الدعم المتواصل من عدد من أبرز المؤسسات العالمية الرائدة، ومن بينها جمعية علوم الحيوان في لندن، ومعهد سميثسونيان للمحافظة على الكائنات الحية، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، ومؤسسة مارويل لصون الحياة البرية، ومركز فوسل رم للحياة البرية، والاتحاد الأوروبي، ومعهد سانت لويس للحيوانات البرية. وقد شاركت هذه المؤسسات خبراتها القيمة في مراقبة الحياة البرية واختبار الجينات وتقنيات تربية الحيوانات. ومن المتوقع أن تساعد هذه الجهود في تخفيض تصنيف المها الأفريقي في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، حيث أنها حالياً مصنفة على أنها "منقرضة في البرية".
ويخضع قطيع المها الأفريقي بمحمية وادي أخيم بتشاد، والذي وصل عدده إلى 202 رأس، للمراقبة المستمرة عن طريق التتبع عبر الأقمار الصناعية من خلال أطواق تحمل أجهزة جي بي إس لتتبع موقعها الجغرافي، حيث تتمكن الهيئة من خلال هذه الأطواق ومن خلال مشاهدات الفريق الميداني متابعة الحالة الصحية للقطيع (التكاثر والحالة الجسدية)، وبقائها، واستخدامها للبيئة المحيطة، واختيارها لموئلها. وتعتبر هذه البيانات التي يتم جمعها حيوية لوضع خطة طويلة الأمد للمحافظة على الأنواع وتعزيز المعرفة بشأن إدارة عملية الإطلاق المستقبلية.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: "نشعر بالفخر ونحن نشهد التقدم المحرز في جهودنا المبذولة لإعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) وإعادته من حافة الانقراض، ورؤية" القطيع العالمي" لهذا النوع يتجول مرة أخرى في موطنه الأصلي بالمنطقة الساحلية بجمهورية تشاد، مما يعتبر إنجازاً مبهراً تحقق بفضل رؤية ودعم قيادتنا الرشيدة، وبفضل فريق من الخبراء والمتخصصين الشغوفين بالبيئة وجهود عدد من المؤسسات البيئية المعنية".
وأضافت سعادتها "أن النجاحات التي حققها برنامج إعادة توطين المها الأفريقي) أبو حراب) إلى الآن تعتبر خطوة هامة، ولها تأثير بعيد المدى على برامج وممارسات المحافظة على الأنواع المعرضة للانقراض على مستوى العالم، حيث أن هذا البرنامج يقدم نموذجاً يحتذى به فيما يتعلق بنطاق وطموح المشروعات المستقبلية، والتكنولوجيا المتطورة المستخدمة، والإدارة المستمرة للأنواع المعرضة للانقراض".
وأضافت الدكتورة شيخة "لقد تعلمنا منذ بدء البرنامج العديد من الدروس التي يمكن أن نستفيد منها، ونأمل أن تمهد المعرفة القيمة والخبرة الفنية التي اكتسبناها الطريق لإعادة توطين الأنواع الأخرى من الظباء المهددة بالانقراض، والتي نسعى لإعادتها إلى بيئتها الطبيعية بمنطقة وادي ريم بمحمية وادي أخيم بجمهورية تشاد."
| قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن |