"غدي نيوز"
مع حلول بدايات عام 2013، يقود المستكشف البريطاني السير رانولف فينيس مجموعة تتكون من ستة أفراد يعبر بهم القطب الجنوبي خلال فصل الشتاء الجنوبي في رحلة تعرف بأنها الرحلة الأكثر برودة على وجه الأرض، وذلك لأول مرة في التاريخ.
ويتحدث ألكسندر كومار، لدى محطة كونكورديا القطبية الجنوبية، باختصار عن العلم الجديد الذي سيجري اكتشافه خلال تلك الرحلة، إضافة إلى اختبار مستوى التحمل عند البشر. وتوصف تلك الرحلة بأنها آخر التحديات القطبية الكبرى.
وسيقوم الجراران، طراز "فينينغ كاتيربيلر دي 6 ان" اللذان جرى تصميمهما ليتكيفا خصيصا مع الرحلة، بسحب عربتين إحداهما تضم غرفا للمعيشة، وأخرى تحمل الوقود الذي ستحتاجه الرحلة الاستكشافية، إضافة إلى ورشة علمية موجودة داخل حاوية معزولة يبلغ طولها 27 قدما.
وستتيح تلك الرحلة فرصة جديدة ومتفردة لجمع البيانات من المسار الذي جرى تحديده لعبور القارة في هذا التوقيت من العام، حيث إن تواجد الإنسان في تلك المنطقة في أي وقت آخر من العام يظل بعيد المنال.
وتتابع هذه الرحلة العلمية لجنة علمية استكشافية يرأسها السير بيتر ويليامز، نائب رئيس الجمعية الملكية البريطانية. وتنقسم الدراسة في تلك الرحلة إلى قسمين، يركز الأول منها على البيئة، بينما يعكف الجزء الثاني على دراسة المشاركين في الرحلة أنفسهم.
وسوف يتضمن الجزء الأول من هذه الرحلة الاستكشافية العلمية عددا من المشروعات العلمية البيئية، وذلك في بداية الرحلة البحرية إلى القطب الجنوبي.
وبعد الوصول إلى تلك النقطة وخلال رحلة عبور الأربعة آلاف كيلومتر التي جرى تحديدها لمسار الرحلة، سيعمل الفريق على تخطيط تلك المنطقة، الأمر الذي سيساعد فيما بعد على حساب تلك الرقعة الجليدية في القطب.
وستكون تغذية البيانات الدقيقة قيمة للعديد من الجهود العلمية البيئية الدولية المهمة التي تعمل على مراقبة التغيرات التي تحدثها التغيرات المناخية في الرقعة الجليدية من القطب الجنوبي.
كما ستتضمن دراسة أخرى أيضا أخذ عينات من الجليد، لتقوم من خلالها بوضع أنماط للانتقال المناخي الواسع لبخار الماء الذي تشهده تلك الرقعة الثلجية، ومن ثم يجري استخدامها في عمليات تحليل مشابهة للمياه.
ديناميكية المناخ
ستتيح تلك البيانات معلومات لا تقدر بثمن حول الديناميكية المناخية في القطب، ومصدر بخار الماء الذي يتكون فوق المحيطات، وكيف أن ذلك البخار يستقر في النهاية على سطح تلك الرقعة الثلجية في هيئة جليد.
وستتيح متابعة تلك التغيرات في عملية تحول المياه معلومات هامة يمكن إضافتها إلى نماذج دراسة التغيرات المناخية على سطح الكرة الأرضية.
وسيعكف الفريق على دراسة مستقبلية ترمي الى تحديد الأنواع المختلفة من الجراثيم المتآلفة مع البرودة التي من المحتمل أنها تعيش في القطب، ومن ثم فإن ذلك قد يؤدي إلى تحديد خريطة لتوزيع الجراثيم في القارة.
وسيعمل هذا البحث بالتحديد على وضع الأساس لتكوين مجموعة من الجراثيم القطبية لغرض حفظها إضافة إلى أهداف بحثية أخرى في مجال التكنولوجيا الحيوية.
إلى جانب تلك الدراسات العلمية البيئية، سيتضمن الجزء الثاني من البحث في هذه الرحلة الاستكشافية المشاركين أنفسهم، وذلك ضمن بروتوكول علمي بشري يحمل اسم "وايت مارس" أو "المريخ الأبيض"، حيث سيواجه أعضاء الفريق في تلك الرحلة أقسى ظروف بيئية في العالم.
كما سيجري نشر جميع النتائج العلمية على جمهور عريض من خلال جهاز تعليمي يتبع الرحلة الاستكشافية يتواصل مع المدارس في شتى ارجاء العالم.