Thursday, November 19, 2020
هيئة البيئة - أبوظبي والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة يطلقان مبادئ توجيهية دولية حول كيفية الاستفادة من معارف الصيادين لتطوير السياسات وتطبيقها
"غدي نيوز"
بمناسبة اليوم العالمي للثروة السمكية الذي يصادف 21 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، أطلقت هيئة البيئة - أبوظبي و الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة اليوم مبادئ توجيهية تهدف إلى تجميع معارف الصيادين والاستفادة منها في تطوير السياسات وتطبيقها. وذلك بالتعاون مع المنتدى العالمي للصيادين، ومجموعة العمل المعنية بمصايد الأسماك التابعة للجنة التخطيط الدولية.
تؤكد هذه المبادئ التوجيهية الطوعية على أهمية معرفة المجتمعات المحلية البحرية والساحلية، ومعرفة الصيادين ذوي الخبرة لوضع السياسات الخاصة بإدارة مصايد الأسماك. وهي مصممة لتقديم إرشادات حول كيفية الاستفادة من هذه المعرفة الثقافية الثرية في إدارة الموارد عبر مجموعة متعددة من السياقات، وذلك في إطار السعي لاتباع نهج النظام الإيكولوجي لإدارة مصايد الأسماك. وتضم عملية إدارة مصايد الأسماك مجموعة أوسع من مستخدمي النظم الايكولوجية البحرية، بما فيها أنظمة المياه البحرية وأنظمة المياه العذبة، وكذلك المصايد التجارية والترفيهية والمعيشية وصغيرة الحجم.
لقد تم تطوير هذه المبادئ التوجيهية بواسطة فريق تقوده هيئة البيئة – أبوظبي، وتضمنت مساهمات من 50 خبيراً ودراسات حالة من 16 دولة، كما تم التشاور مع أصحاب المصلحة من الخبراء المتخصصين، والحكومات، ومنظمات الصيد الصغيرة، ومنظمات الصيد المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، والأوساط البحثية والأكاديمية والقطاع الخاص. فقد كان هناك حاجة لوضع مبادئ توجيهية كطريقة لإظهار سُبل تحقيق أهداف أيشي لاتفاقية التنوع البيولوجي بشأن المعارف التقليدية وتطوير سياسات مصايد الأسماك.
يعتبر الهدف 18 من أهداف أيشي للتنوع البيولوجي بشأن المعارف التقليدية أحد الأهداف المهمة، والذي يتكون من ثلاثة عناصر رئيسية. أولا، احترام المعارف والابتكارات والممارسات التقليدية للمجتمعات الأصلية والمحلية والتنوع الثقافي في الإطار العالمي للتنوع البيولوجي. ثانياً، تخضع المعارف التقليدية للقوانين الوطنية والالتزامات الدولية ذات الصلة. وأخيراً، فإن المعارف التقليدية مدمجة بشكل كامل وتنعكس في تنفيذ الاتفاقية بالمشاركة الفعالة للمجتمعات الأصلية والمحلية على جميع المستويات ذات الصلة.
حددت المبادئ التوجيهية إحدى السمات المميزة الرئيسية لمعرفة الصيادين، وهي أنها قائمة على الخبرة، حيث تشمل الصيادين ذوي الخبرة، الذين شاركوا في مجتمع مصايد الأسماك على مدى فترة طويلة من الزمن، عبر عدة أجيال. ويمكن تطبيق المعلومات التي يقدمها الصيادون لتعزيز الدراسات العلمية حول كيفية تغيير مصايد الأسماك والنظم البيئية بمرور الوقت.
كما يمكن استخدام معارف الصيادين من قبل مديري موارد مصايد الأسماك على المستويات المجتمعية والمحلية والإقليمية والوطنية في البلدان التي توجد بها مصايد ساحلية وبحرية ومصايد المياه العذبة. كما يمكن استخدامها من قبل المجتمعات والمنظمات غير الحكومية والباحثين الذين يرغبون في دراسة المعارف التقليدية لصيد الأسماك والتعرف عليها في النظم الساحلية والبحرية وأنظمة المياه العذبة.
وبهذه المناسبة قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري ، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، ومستشارة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لغرب آسيا: “كانت البحار ومصايد الأسماك في الماضي مصدر رئيسي للرزق ومورد هام للغذاء. واليوم، يمثل صيد الأسماك على مستوى العالم حوالي 17٪ من استهلاك سكان العالم من البروتين الحيواني، ويوفر لحوالي 3.2 مليار شخص على كوكب الأرض ما يقرب من 20٪ من البروتين الحيواني. ونتيجة لذلك، فإن حوالي 90٪ من المخزونات السمكية العالمية إما مستغلة بالكامل أو في تراجع. ويعد تحقيق مصايد الأسماك المستدامة، والسعي إلى الحفاظ على الروابط التقليدية في المجتمع اليوم موضوعًا مهمًا، ونحن نفخر بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وهيئة البيئة - أبوظبي بالعمل مع المجتمع الدولي لمعالجة هذه القضية. "
وأضافت سعادتها: “توفر مصايد الأسماك الأمن الغذائي وسبل العيش والدخل لملايين الناس، ولكن في بعض الحالات، لا تزال إدارتها تمثل تحديًا للمديرين وأصحاب المصلحة الآخرين بسبب مشاكل في جمع المعلومات المناسبة، ودمج هذه المعرفة المتراكمة في سياسة مصايد الأسماك. ومن هذه المبادئ التوجيهية الجديدة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، سنكون قادرين على مواجهة هذا التحدي والمضي قدمًا في إدارة مصايد الأسماك بشكل أفضل، وتطوير السياسات القائمة على المعرفة التجريبية للصيادين، الذين لديهم خبرة ومعلومات مفيدة للغاية. "
وقالت سعادة الظاهري: "هناك أهمية لإشراك الصيادين في عمليات جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها وإدارتها. ويوجد حالياً اعتراف متزايد بقيمة دمج معارف الصيد التقليدية في إدارة مصايد الأسماك. وأصبح هذا واضحًا في الاتفاقيات الدولية. وعلى هذا النحو، نحن نعلم أن الغرض الرئيسي من هذه الإرشادات هو تسهيل التعرف على معرفة الصيادين وإدراجها كمصدر مهم للبيانات في إدارة الموارد ".
وأكدت الظاهري "إن معرفة الصيادين تشمل أيضًا معرفة المرأة، حيث تشارك النساء بشكل كبير في أنشطة ما قبل الصيد وبعده لصيد الأسماك على نطاق صغير، ويقمن بجمع معلومات مهمة بشأن إدارة الموارد والنظم البيئية. كما أنهن متمكنات ومطّلعات جيدًا عندما يتعلق الأمر بحصاد الأسماك، وهن بالتأكيد مستودع هام للمعرفة ".
وقال مدير السياسات البحرية في هيئة البيئة - أبوظبي، وينستون كووي: "لقد تم تطوير هذه المبادئ التوجيهية من قبل فريق من الخبراء متعدد التخصصات بقيادة مجموعة الاستخدام المستدام وسبل العيش التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، بدعم من هيئة البيئة - أبوظبي، ومتخصصون من اللجان الأخرى التابعة للاتحاد، والتي تضم لجنة بقاء الأنواع المتخصصة ولجنة البيئة، ولجان أسماك السي بريم، والناخر. كما تم الاستفادة من السياسة الاقتصادية والاجتماعية والمنتدى العالمي لشعوب الصيد". وأكد كووى أن هذه المبادئ التوجيهية هي جهد دولي حقيقي، ويسعدنا أن نعرض فيها مسح المعارف التقليدية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كمثال على كيفية دمج سلة المعرفة المهمة هذه في تطوير سياسة مصايد الأسماك. نشكر جميع الخبراء من جميع أنحاء العالم الذين بذلوا وقتهم وطاقتهم ومعرفتهم في تطوير هذه المبادئ التوجيهية المهمة".
تعتبر المبادئ التوجيهية مكملة للخطوط والإرشادات التوجيهية الدولية بما في ذلك اتفاقية التنوع البيولوجي، وأهداف أيشي، ومدونة الأمم المتحدة لقواعد السلوك بشأن الصيد الرشيد للمبادئ التوجيهية لمصايد الأسماك الصغيرة للأمم المتحدة، وكذلك الاتحاد الدولي لحماية لطبيعة والأمم المتحدة، والمبادئ التوجيهية لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التي تسلط الضوء على أهمية المعارف التقليدية.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه في عام 2016، أطلقت هيئة البيئة - أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، برنامج المصايد السمكية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة حالة الاستغلال المفرط للموارد السمكية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويهدف البرنامج إلى ضمان استخدام مصايد الأسماك في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مستدام.
وكجزء من هذا البرنامج، أكملت هيئة البيئة - أبوظبي مسحًا شمل أكثر من 300 صياد في جميع أنحاء الإمارات. تم الكشف عن أن 80٪ من الصيادين ذوي الخبرة الذين شملهم الاستطلاع اعتبروا في ذلك الوقت أن مصايد الأسماك تعرضت للاستغلال المفرط، بغض النظر عن المعلومات العلمية.
كما أنتج فريق هيئة البيئة - أبوظبي فيلمًا عن هذا المسح التقليدي لمعارف الصيد، وحالة الثروة السمكية في دولة الإمارات العربية المتحدة بعنوان "بحرنا تراثنا" والذي عُرض لأول مرة في معرض أبوظبي الدولي للقوارب العام الماضي. وهو متاح على قناة يوتيوب التابعة لهيئة البيئة - أبوظبي باللغتين العربية والإنجليزية.
كما سجلت هيئة البيئة - أبوظبي في وقت سابق من هذا العام تحسناً إيجابياً في حالة مخزون بعض أنواع الأسماك التجارية الرئيسية في مياه أبوظبي. ويعزى هذا الارتفاع إلى السياسات والإجراءات والتدابير الإدارية لخطة الحماية الشاملة التي وضعتها هيئة البيئة - أبوظبي لتحسين الوضع المتدهور لأنواع المخزون السمكي المستنفد، والتي تم وضعها بهدف ضمان استدامة هذه الموارد الهامة للأجيال القادمة.
| قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن |