"غدي نيوز"
أظهرت دراسة أن برامج زراعة الاشجار لمكافحة التغير المناخي من خلال انتاج مزيد من الوقود الحيوي قد تؤدي بشكل فعلي الى تفاقم نوع غير معروف بشكل يذكر من تلوث الهواء، والتسبب في الوفاة المبكرة لنحو 1400 شخص سنويا في اوروبا بحلول عام 2012.
وقال تقرير ان الاشجار التي تزرع لانتاج أخشاب الوقود والتي ينظر اليها على انها بديل أنظف من النفط والفحم، تطلق مادة كيماوية في الجو يمكن أيضا أن تقلص إنتاج المحاصيل الزراعية لدى اختلاطها بملوثات أخرى.
وقال هيك هيويت الذي عمل على هذه الدراسة مع زملاء من جامعة لانكستر بانجلترا "يعتقد ان تنمية الوقود الحيوي سيكون شيئا جيدا لأنه يقلل من كمية ثاني أوكسيد الكربون في الجو. ما نقوله هو نعم هذا شيء عظيم ولكن الوقود الحيوي قد يكون له أيضا تأثير ضار على جودة الهواء."
ونظر التقرير الذي نشر في دورية "طبيعة التغير المناخي" في تأثير برنامج للاتحاد الاوروبي لابطاء التغير المناخي من خلال إنتاج مزيد من الوقود الحيوي.
وقال هيويت لــــ "رويترز" انه "سيكون هناك تأثير مماثل في أي مكان يتم فيه انتاج الوقود الحيوي بكميات ضخمة في مناطق تعاني من تلوث الهواء، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين".
وقالت الدراسة ان أشجار الحور أو الصفصاف او الأوكالبتوس التي تستخدم كلها كمصادر سريعة النمو لأخشاب الوقود المتجدد، تطلق مستويات عالية من مادة الايزوبرين الكيماوية مع نموها. ويشكل الايزوبرين مادة (أوزون) سامة لدى اختلاطه بملوثات هواء أخرى في ضوء الشمس .
وقال هويت ان "انتاج الوقود الحيوي على نطاق واسع في أوروبا سيكون له تأثير صغير ولكن مهم على معدل وفيات البشر وانتاج المحاصيل"، وأردف "على حد علمنا لم يبحث أحد في جودة هواء زراعة محاصيل الوقود الحيوي من قبل."
وقدر التقرير أن الأوزون المنبعث من الطاقة التي تعتمد على الاخشاب للوفاء بهدف الاتحاد الاوروبي لعام 2020 ستؤدي الى الوفاة المبكرة لنحو1400 شخص سنويا مكلفة المجتمع 7.1 مليار دولار.
واضافت الدراسة ان الخطة الاوروبية ستقلص أيضا القيمة السنوية لإنتاج القمح والذرة بنحو 1.5 مليار دولار لأن الأوزون يعيق نمو المحاصيل.
وأشارت الدراسة إلى أن إنشاء مزارع جديدة للوقود الحيوي في مناطق بعيدة عن المراكز السكانية الملوثة، ستساعد في الحد من تكوين الاوزون. وقالت انه قد يتم استخدام الهندسة الوراثية للحد من انبعاث الايزوبرين.
ويمكن أن يسبب الأوزون مشكلات في الرئة، وينحى باللائمة عليه أيضا في موت نحو 22 ألف شخص سنويا في اوروبا. وتقول "وكالة البيئة الاوروبية" ان تلوث الهواء بشكل عام ولا سيما من الوقود الأحفوري يؤدي إلى الوفاة المبكرة لنحو 500 ألف شخص في أوروبا سنوياً.