"غدي نيوز"
أكدت دراسة جديدة من المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت "ان الإفراط في استهلاك الملح يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية"، إلا أنها حددت مادتين غذائيتين من المطبخ اللبناني كمصدرين رئيسيين للملح.
فقد بينت ابحاث عرضتها الدكتورة لارا ناصرالدين في اجتماع "الجمعية اللبنانية لعلم الأوبئة" الأخير في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، "أن 25 بالمئة من الملح الذي يستهلكه اللبنانيون مصدره الخبز والمعجنات، وحصة المناقيش فيها تصل إلى 4 بالمئة".
واكد الأستاذ المساعد في الطب والمدير المشارك لبرنامج الطب الوعائي الدكتور حسين اسماعيل أن "التقليل من استهلاك الملح يخفف احتمالات الإصابة بالنوبات والجلطات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم"، مؤكدا أن "التخفيف من استهلاك الملح هو الوسيلة الأكثر فعالية والأقل كلفة لتفادي الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية".
أضاف: "لذا وبهدف التوعية من مخاطر الإكثار من تناول الملح، أطلق البرنامج (مجموعة العمل اللبنانية للملح والصحة) في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2011".
وقال: "ان أرقام منظمة الصحة العالمية للعام 2008 اشارت إلى أن 39 بالمئة من اللبنانيين مصابون بارتفاع ضغط الدم، ويعتقد أن 30 بالمئة من هذه النسبة ناتج عن الإكثار من استهلاك الملح في النظام الغذائي، والذي يتسبب أيضا بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة، وسرطان المعدة، وترقق العظام، وتضخم البطين الأيسر والأمراض الكلوية. وقد أثبتت دراسات عديدة فوائد التقليل من استهلاك الملح، وعليه أوصت منظمة الصحة العالمية (بألا يزيد المعدل اليومي لاستهلاك الملح عن 5 غرامات)".
وشرح اسماعيل أن "هدف مجموعة العمل هو نشر المعلومات حول استخدام الملح في لبنان ورفع مستوى الوعي حول مخاطر الإكثار من تناول الملح، بالإضافة إلى تغيير عادات الطبخ والأكل وخلق بيئة (قليلة الملح) عن طريق تعديل تركيبة المواد الغذائية وتنظيمها، وتشكيل آلية وطنية لمراقبة وتقييم نسبة الملح في الأطعمة".
وقال في هذا الإطار "هدفنا هو وضع استراتيجية وطنية لتحسين أنماط استهلاك اللبنانيين للملح. وقد تبنت مجموعة العمل استراتيجية مرتكزة على أربعة مقومات لتحقيق أهدافها: البحث، والتواصل والإعلام في مجال الصحة، وحملات التوعية، والتقييم والمراقبة".
واشار الى ان مجموعة العمل حددت مصادر الملح الرئيسية في المطبخ اللبناني وهي "الخبز والمعجنات وأبرزها (المناقيش)"، واللحوم المصنعة والأجبان والألبان. وبناء على نتائج أبحاثها، وضعت مجموعة العمل دليل تسوق يوزع في المركز الطبي وخلال ورش العمل، ويحدد الأطعمة القليلة الملح الموصى بتناولها وتلك التي يجب تفاديها".
وأكد ان العمل "في المرحلة المقبلة سيتركز على المستوى الوطني"، مشيرا إلى أن المجموعة تنوي اتخاذ خطوتين في هذا المجال: دورات تدريبية للأطباء العاملين في مستشفيات خارج بيروت حول سبل التقليل من استهلاك الملح وفوائده. وتنظيم ورش عمل للعاملين في المجال الصحي في مختلف مستشفيات لبنان، حول وسائل التخفيف من استهلاك الملح.
واشار الى ان "الأهم يبقى الاتجاه صوب تغيير السياسات الصحية الوطنية"، حيث تسعى المجموعة الى "إقامة شراكات مع هيئات تنظيمية وطنية وممثلين عن قطاع الصناعات الغذائية لوضع معايير لتعديل تركيبة المواد الغذائية وجعلها أقل احتواء على الملح، والعمل من أجل أن تكون الملصقات الغذائية فعالة بحيث تصبح قراءتها أسهل وأقرب إلى المستهلك".
واعرب عن اعتقاده انه "انطلاقا من الخبرات العالمية السابقة في هذا المجال، فأن زيادة الوعي حول مخاطر الملح على الصحة في المجتمع اللبناني إلى جانب تعديل تركيبة المواد الغذائية للتقليل من نسبة الملوحة فيها سيساهمان في تحقيق الانخفاض الأكبر في كمية الملح المستهلكة. وبالتالي، تعمل المجموعة على "خريطة ملح لحي الجامعة الأميركية في بيروت" تحدد مستويات الصوديوم في منتجات أفران منطقة رأس بيروت".