"غدي نيوز"
أطلق "لقاء الشباب البتروني" الطبعة الثانية من الدليل السياحي المجاني "قضاء البترون كنز يكشف"، خلال احتفال رعاه وزير السياحة فادي عبود وأقيم في الكرسي الاسقفي في دير مار يوحنا مارون في كفرحي وحضره الى الوزير عبود، وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله والمطرانان بولس اميل سعاده ويوسف ضرغام، ممثل النائب بطرس حرب المهندس نسيب يزبك، رئيس اقليم البترون الكتائبي حميد خوري ممثلا النائب سامر سعاده، القيم الابرشي في ابرشية البترون المارونية الخوري بيار صعب، قائمقام البترون روجيه طوبيا، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جوزيف ابي فاضل، رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك، رئيس بلدية كفرحي جورج عقل وعدد من رؤساء البلديات البترونية والمخاتير بالاضافة الى رؤساء جمعيات وهيئات واندية وحشد من المدعوين والمهتمين الى جانب رئيس اللقاء ايلي عطيه والاعضاء.
قدم للاحتفال عضو "اللقاء" ميشال فرنسيس وبعد النشيد الوطني، ألقى عطيه كلمة أكد فيها "مبادىء الحوار والصدق والتجدد التي تحكم مسيرتنا في لقاء الشباب البتروني" مشددا على ضرورة العمل على كشف كنوز منطقتنا السياحية المتنوعة والتعريف بها من خلال اصدار الدليل السياحي لقضاء البترون من اجل المساهمة في تنمية وإحياء هذه المنطقة، وقد سعينا لأن تتوافر في هذا الدليل كل عناصر العلم والمعرفة والجمال وان يتضمن اهم المعلومات التي تفيد السائح والزائر تاركين لهم لذة الاستمتاع والتعرف الى ما تزخر به منطقتنا من تنوع سياحي أثري وتاريخي وديني وفني وطبيعي وبيئي. واختيارنا لدير مار يوحنا مارون مكانا لاطلاق هذا الدليل هو تأكيد على اهمية هذا الدير التاريخية والكنسية وتأكيد إضافي على أهمية السياحة الدينية في منطقتنا "أرض القداسة والقديسين."
خيرالله
ثم ألقى المطران خيرالله كلمة قال فيها:"ها أنا معكم اليوم في هذا الصرح العريق، كرسي البطريرك الأول يوحنا مارون، بدعوة من لقاء الشباب البتروني الذي أراد أن يطلق من هنا الطبعة الثانية والمنقحة من الدليل السياحي لمنطقة البترون بعنوان: "قضاء البترون كنز يكشف". "ولقاء الشباب البتروني هو لقاء أهلي وثقافي وإجتماعي وإنمائي مستقل، يعنى بإنماء منطقة البترون ورفع شأنها والعمل لخير أهلها والمقيمين فيها". وهو لقاء انطلق من الكنيسة ومن التزام جمهور من الشباب الذين أرادوا ممارسة دورهم ورسالتهم كمسيحيين علمانيين في " خدمة المدينة الأرضية" في مجال إدارة الشؤون العامة وسياسة المجتمع وفي سبيل الخير العام مستقين من إيمانهم الهداية والمبادىء الأساسية للحياة في المجتمع، كما يقول الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي " رجاء جديد للبنان".وقد وضعوا لهم هدفين يتمثلان بإحياء تراث منطقة البترون الفني والمميز وبتنمية السياحة في ربوعها."
وتابع: "والتراث، كما يحدده المجمع البطريركي الماروني، هو ما ينتجه شعب عبر الزمن في إطاره الجغرافي الثابت. إنه نتاج مادي وفكري وروحي يحمل في جوهره كل ما تميز به هذا الشعب عن سائر الشعوب والجماعات المعاصرة له. ويكون التراث هوية الجماعة الحضارية، إذ يعرف عنها بصفاتها وخصائصها، وهو ذاكرتها، وهو ضمانة لاستمرارية هذه الجماعة إذ يجسد وحدتها عبر تاريخها وانغراسها في بيئتها ووعيها لذاتيتها. يشمل التراث إذا كل أشكال الآثار والممتلكات الثقافية من أبنية وفن هندسي خاص ورسم ونحت وجدرانيات وموسيقى، إلى جانب الكتب والوثائق التاريخية والمخطوطات وسواها من المؤلفات الأدبية والعادات والتقاليد الشعبية، والمزارات والرموز والشعائر الدينية" ( النص 18 ، عدد 23). فأصبح من الضرورة اذًا اكتشاف هذا التراث والمحافظة عليه. وهذا ما قام به ويتابع القيام به لقاء الشباب البتروني في نشاطاته الثقافية والإجتماعية المتعدّدة منذ تأسيسه وعبر إطلاق الطبعة الأولى من الدليل السياحي واليوم الطبعة الثانية. فأنتم تكشفون هذا التراث وتعرّفون به."
وشدد على "العمل معا فنتضامن في سبيل المحافظة عليه. ومن أهم الوسائل لذلك هي تشجيع السياحة الثقافية والدينية الى الأماكن التي تحمل جزءا كثيفا من تاريخنا الكنسي: ومنها كفرحي طبعًا، وحردين وتنورين ودوما وبشعله وكفرحلدا وكفتون وكفرشليمان وكفيفان وجربتا وعبرين وإده وسمارجبيل والبترون، وغيرها. من هنا وجب على الكنيسة والجمعيات الثقافية والمدنية أن تتضامن وتعمل على تنظيم نشاطات ثقافية وسياحية ومسارات مختلفة تمر بهذه الأماكن ليس فقط للسياح الوافدين من بلدان الشرق الأوسط أو من أوروبا وكندا بل للبنانيين المنتشرين في العالم. وقد يسمح ذلك بخلق فرص عمل لأدلاء سياحيين متخصصين بالتراث، وكذلك للأهالي والعائلات الذين يسكنون في الجرود وبالقرب من تلك الأماكن الدينية والذين يستطيعون أن يستقبلوا السياح في قسم من بيوتهم خلال فترة الصيف شرط أن يؤمنوا لهم مستلزمات الضيافة والصحة".
ونبه من "اتباع سياسة المال يجر المال" وسياسة الربح السريع والحلول السهلة التي تقضي باستغلال السيّاح لسحب أموالهم. فهم عندما يكتشفون ذلك لا يعودون مرة ثانية. هذا بالإضافة الى الدعاية السلبية التي يطلقونها علينا. نريد إتباع خطة آبائنا المستندة على المعول والقلم. أولا: هم الذين جاهدوا وتعبوا وحولوا هذه الجبال الوعرة والصخرية الى جنات يعتاشون منها بكرامة ورأس مرفوع. وثانيا: هم الذين سهروا الليالي ليؤمنوا لهم ولأولادهم ثقافة عالية كانت سر نجاحهم وفتحت أمامهم أبواب الحداثة، فكانوا رواد النهضة في الشرق والغرب، وتركوا لنا تراثا عريقا يجب أن نحافظ عليه".
وختم داعيا "الجميع ومن خلالكم أدعو إخوتنا اللبنانيين، الى اتباع سياسة الإنتاج والإنماء على المستويات كافة : الديني والفكري والثقافي والصناعي والزراعي والسياسي. والإنماء هو مشروعنا المستقبلي، والعمل الصادق والمخلص هو وسيلتنا. ومنطقتنا هي كنز ثمين وتراث عريق، فتعالوا نبذل كل التضحيات في سبيل إبرازها وإنمائها. وأرضنا هي أرض قداسة وقديسين، فهي ليست للبيع. والسياحة الدينية فيها هي كفيلة بتأمين عيش كريم لنا ولأولادنا من بعدنا."
عبود
ثم ألقى راعي الاحتفال الوزير عبود كلمة قال فيها: "لقاؤنا اليوم ومن خلال لقاء الشباب البتروني في هذا الدير الذي احتل مكانة كبيرة في قلبي وعقلي وتاريخي وكل حجر من حجارته، يذكرنا بطريقة ما أن عاداتنا وتقاليدنا هي سنين وسنين وتفاعلنا مع هذه الأرض أنتج ما نحن عليه اليوم. وهذا موضوع مهم لكل انسان على هذه الارض منذ آلاف السنين، نتذكره ونتذكر ان ما من احد قادر على ابعادنا عن ارضنا مهما كان السبب".
وتابع: "نحن اليوم في كفرحي واسم كفرحي يذكرنا اننا شعب حي ويذكرنا بان هذه المنطقة هي منطقة القداسة وهي منطقة ليست فقط كنز يكشف، إنها السياحة في منطقة البترون خصوصا السياحة الدينية وهنا لا بد من الاشارة الى مشروع بيوت الضيافة التي انجزنا لها قانونا في وزارة السياحة وحتى الاديار للضيافة" مشيرا الى "وجود أكثر من 10000 غرفة ضيافة حول مزار لورد، هذه هي السياحة الدينية. واذا انتقلنا للكلام طائفيا ونحن اليوم في دير مار يوحنا مارون، وكلنا يعرف أن خارج لبنان هناك موارنة اكثر بكثير من عدد الموجودين في لبنان وبالطبع الحج الى هذه المنطقة هو ضرورة لاكتشاف تاريخه الذي هو مدعاة فخر وبالتالي انماء هذه المنطقة مرتبط بسياحة منظمة وبسياحة دينية لاسيما ان لا منطقة ليس في لبنان فقط بل في العالم يوجد فيها 5 قدسين ضمن مساحة معينة، وهذه نعمة من الله. هذا الموضوع علينا ان نعطيه كل الاهتمام والعمل بشأنه بكل تأن لكي تكون منطقتنا واديارها محجا ليس لكل ماروني فقط بل لكل مسيحي ولكل انسان مهما كان دينه يجب ان يتعرف على تاريخ هذه المنطقة وتاريخ شعبها وهو تاريخ كلنا نفخر به".
اضاف: "السياحة مثل الصناعة يجب ان تبنى مدماكا مدماكا واليوم يصدر لقاء الشباب البتروني الدليل الثاني المجاني عن منطقة البترون بعدما اصدر الدليل الاول منذ عشر سنوات، ونتمنى ان يصبح الدليل سنويا، وليس فقط دليلا مطبوعا انما موجود بمتناول الجميع يوميا عبر الانترنت تماشيا مع متطلبات الجيل الجديد، ونتمنى ان نحوله ليصبح اسبوعيا او يوميا يتضمن نشاطات سياحية عن المنطقة ونحن نضع كل امكانات الوزارة بتصرفكم. وطبعا هذه المنطقة بسياحتها الدينية الثقافية الحضارية وغيرها من المعالم الاثرية هي منطقة غنية بكل ما تحمل ونحن نفخر بها."
وتوقع عبود مستقبلا سياحيا مهما لمنطقة البترون، وقال:"علينا ان نحافظ على نظافتها لانها تقدم لنا من خلال طبيعتها الخضراء اجمل اللوحات من ساحلها وشاطئها وجبالها، والسياحة الدينية تساعد على تحويل المنطقة الى منطقة سياحية تجذب السياح فيدركون ان الموارنة نحتوا على مدى 1500 سنة في هذه الجبال والصخور والشكر لهم."
اضاف مؤكدا: "سنرسم خارطة طريق لاسيما أن النوايا جميلة لكن التاريخ لا يسجل النوايا بل يسجل الافعال وهذه الخطة تعني الاعلان والاعلان وثم الاعلان".
وتناول موضوع الاغتراب اللبناني مثمنا عظمة اللبنانيين في الاغتراب. وقال:"واليوم هناك موضة جديدة وهي العودة الى الجذور وعلينا أن نشجع هذا الموضوع ولندعو هؤلاء المغتربين لزيارة هذه الاماكن ومعرفة التاريخ الذي تحمله ويجب ان نستغلها سياحيا وعلى مختلف المستويات".
ورأى "أننا نمر بفترة عصيبة على المستوى السياحي وهناك مقاطعة من بعض بلدان الخليج وليس الوقت مناسبا الآن لنبحث ان كانت هذه المقاطعة سياسية أو أمنية، وما نعرفه هو أن هناك 4 بلدان قاطعونا والبلد الأهم والاكبر المملكة العربية السعودية لم يقاطعنا."
ونفى "ما ورد في بعض وسائل الاعلام اننا بغنى عنهم. انا كل كلام وجهته، وجهته بمحبة وليس بتحدي ولكنني لا انكر انني غاليت عندما قلت 10 %، من 4 بلدان يأتينا 114 الف مغترب الذين يشكلون أقل من 7%، فهل هذا يعني اننا بغنى عنهم؟ حتما لا، نحن نساوي نفسنا بنفس كل سائح يأتي الى بلدنا ونحميه برموش العين ونقدم له كل الخدمات ولكن لا احد يحاصر لبنان، لان العدو لم يتمكن من محاصرة لبنان ولن نسمح للصديق ان يحاصر لبنان. نحن بلد ال10 مليون مغترب وبحياتنا لم نعط المغترب حقه . نحن نظلم مغتربينا ولا نحترمهم ولا نعطيهم حقهم ولا ننظر اليهم ، ولكن هذا الوضع يجب ان يتغير، أقله ان يأتوا ابناء بلدنا ليتعرفوا على أصول وجذور اجدادهم وسيعتزون بتاريخهم وهذا ما سنعمل من اجله نحن وأنتم وهذه المنطقة هي روح كل انسان ومسيحي في الشرق الأوسط لأنها منطقة الصمود وهي ملح المشرق".
وختم عبود مؤكدا على وضع كل إمكانات وزارة السياحة بتصرف "لقاء الشباب البتروني" وأبناء منطقة البترون.
وفي الختام تسلم كل من الوزير عبود والحرك درع "اللقاء" كما تم تقديم درع لشركة كيماويات سلعاتا بشخص المهندس بسام مبارك.
ثم جال الوزير عبود في ارجاء المتحف الكنسي الذي يضم مجموعات من المخطوطات والوثائق والألبسة البيعية والأدوات الكنسية واستمع الى شرح مفصل حول أهمية المحتويات. كما زار كنيسة الدير وصلى أمام هامة القديس مارون.