"غدي نيوز"
اكدت دراسة نشرت نتائجها الجمعة (8-3-2013) في الولايات المتحدة الأميركية، ان كوكب الارض في طريقه الى ان يصبح أشد حرارة في العقود المقبلة مما كان عليه في السنوات الــ 11300 الاخيرة حتى مع التوقعات الاكثر تفاؤلا لانبعاثات ثاني اوكسيد الكربون.
واستنادا الى تحاليل اجريت على 73 موقعا حول العالم، تمكن علماء من اعادة تسجيل درجات الحرارة في الارض منذ نهاية العصر الجليدي قبل حوالى 11 الف عام.
ولاحظ هؤلاء ان السنوات العشر الاخيرة كانت الاكثر حرارة بالمقارنة مع 80 بالمئة من السنوات الــ 11300 الماضية.
وافتراضيا، تظهر كل النماذج المناخية التي سجلتها مجموعة الخبراء الحكومية حول تطور المناخ ان كوكب الارض سيكون اشد حرارة بحلول نهاية القرن الجاري مما كان عليه في اي لحظة طوال السنوات الـ 11300 الاخيرة، وهذا الامر مرده وفق كل السيناريوهات المقبولة الى انبعاثات غازات الدفيئة.
وقال شون ماركوت الباحث في جامعة اوريغون الأميركية المشرف على هذه الدراسة التي نشرت في مجلة ساينس بتاريخ الثامن من آذار (مارس) "بتنا نعرف ان حرارة سطح الارض هي اليوم أكثر ارتفاعا من معظم الاوقات الماضية خلال الاعوام الـ 11300 الماضية (..) التي شهدت نشوء البشرية".
ويظهر تاريخ المناخ انه خلال السنوات الخمسة آلاف الاخيرة انخفضت حرارة الارض 0,80 درجة مئوية، وصولا الى السنوات المائة الاخيرة التي شهدت ارتفاع معدل الحرارة 0,80 درجة، مع تسجيل الارتفاع الاكبر في نصف الكرة الشمالي حيث هناك مساحات اكبر من الاراضي المسطحة وتركز اكبر للسكان.
وبحسب النماذج المناخية، سيشهد معدل حرارة الارض مزيدا من الارتفاع بواقع 1,1 الى 6,3 درجات مئوية بحلول العام 2100، تبعا لحجم انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون الناجمة عن الانشطة البشرية، بحسب هؤلاء الباحثين.
وقال بيتر كلارك الخبير في علم المناخ في جامعة اوريغون ستايت يونيفرسيتي والذي شارك في اعداد الدراسة ان "ما يثير القلق الاكبر هو ان هذا الارتفاع في الحرارة سيكون اكبر بكثير مما كان عليه في كل الفترات خلال السنوات الـ 11300 الماضية".
ويعتبر موضع الارض بالنسبة الى الشمس، خصوصا درجة انحنائها، العامل الطبيعي الرئيسي الذي اثر على درجات الحرارة خلال السنوات الــ 11300 الماضية وفق هؤلاء العلماء.
واجمعت كل الدراسات الاخيرة على ان ارتفاع حرارة الارض في السنوات الخمسين الماضية ناجم عن الانشطة البشرية وليس عن عوامل طبيعية.