"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

مصارع الثيران او الماتادور السابق جيراردو ديل فيارmatador Gerardo del Villar الذي اعتاد سابقا على مصارعة الثيران، يمارس الآن مهنة اكثر خطورة وهي تصوير سمك القرش القاتل في اعماق المياه ودون الحماية بقفص.
قد لا يكون قرش "الماكو" من اجمل اسماك القرش ولكنه بالتأكيد الأكثر فتكا وسرعة. فبعينيه الشديدة السواد والمنذرة بالموت وأسنانه الحادة يتمكن من مطاردة فريسته بسرعة تصل الى 100 كيلومتر في الساعة، وهو لا يتورع عن مهاجمة البشر.
ولكن المصور والغواص ومصارع الثيران السابق جيراردو يريد أن يثبت بتصوير اسماك القرش القاتلة من كل انحاء العالم ومن بينها الماكو وغيره من الاسماك بلقطات لا يمكن ان نصفها بأقل من رائعة، بل ومعبرة بشكل مميز في محاولة لانقاذ هذه الاسماك من الصيد الجائر وحتى انه يصورها دون حد أدنى من الحماية والامان.
طول قرش الماكو يصل الى 10 اقدام اي حوالي 3 امتار ويزن حوالي 135 كيلوغراما، وهو قصير الزعانف ويلقب بـ "شاهين اسماك القرش" بسبب سرعته، ولا يتردد بالهجوم خصوصا اذا تم استفزازه.
فهذا القرش معروف بقدرته على التحرر من أدوات الصيد المختلفة من شبك وصنارات صيد، باذلا جهده بمهاجمة الصيادين بضراوة وايذاء مراكبهم، بل والقفز الى الأعلى وبارتفاع يصل الى 20 قدما اي حوالي ستة امتار.
وتوجد هذه الأسماك بشكل رئيسي في المياه الدافئة نسبيا وخصوصا في المحيط الأطلسي، في المنطقة ما بين الأرجنتين وخليج المكسيك.
وبالرغم من انها تبقى قريبة من السطح لتصطاد الا انها يمكن ان تعيش على اعماق قد تصل الى 490 قدما اي حوالي 150 مترا، ولها ميزة واضحة لجهة درجة حرارة اجسامها فهي أكثر دفئا بسبعة إلى 10 درجات مئوية من درجة حرارة الماء.
ويقول جيراردو "أريد أن أبين للناس أنها ليست آلات قتل، وأحاول خلق ثقافة تهتم وتحمي الأنواع المختلفة من أسماك القرش. أريد أن أثبت ان أسماك القرش هي حيوانات مفترسة وموسومة خطأ كقتلة، الا انها كل شيء الا قتلة. فمعظم  الهجوم على البشر سببه خطأ في تحديد الهدف على انها فريسة".
في وقت سابق من هذا الشهر، خاف العلماء من أن تواجه أسماك القرش في أميركا خطر الانقراض إذا استمر الصيد الجائر مع ما يصل إلى قتل 100 مليون سمكة سنويا. ولأن أسماك القرش تأخذ وقتا طويلا لتنمو فضلا عن انها تتكاثر ببطء، فهم يخشون أن تنقرض بعض الأنواع تماما.
وجيراردو ديل فيار ليس غريبا عن مواجهة المخلوقات الشرسة، ففي مهنة مصارعة الثيران في المكسيك واجه أكثر من 600 ثور خلال 10 سنوات عانى خلالها من 9  كسور في الأضلاع، وخلع في الكتف، ومن كسرين، وطعن مرتين بقرون، عدا عن اصابة بالرئة ومجموعة من الخدوش والرضات والنتوءات وغيرها خلال عمله في حلقة مصارعة الثيران.
ولكن ديل فيلار الذي لا يعرف الخوف جمع عواطفه مع حبه لرياضة الغطس والتصوير الفوتوغرافي، وقرر أن بغوص مع 10 من أسماك القرش الأكثر خطورة في العالم دون قفص لتسليط الضوء على هذا النوع من الاسماك وكم يساء فهمها.