"غدي نيوز"
يبدو أن ظاهرة الارتفاع المستمر في حرارة الأرض وغلافها الجوي، أكثر تعقيداً مما يظنّه كثيرون.
يصح القول انها ترتبط بتراكم غازات الثلوث التي تطوّق الأرض بدثار سميك يحبس الحرارة تحته، ويمنع الكرة الأرضية من تبديد فائض الحرارة في الفضاء الخارجي. ولكن، من الواضح أن هناك عوامل كثيرة تساهم في ظاهرة تصاعد حرارة الأرض، فقد رصد علماء في وكالة الفضاء والطيران الاميركية (ناسا) عاملاً آخر مؤثّراً في هذه الظاهرة: الجوف الملتهب الذائب للكرة الأرضية، إذ يُشبِه قلب الأرض فرناً ضخماً من المعادن المنصهرة، فكأنه جمرة ضخمة من المعادن الذائبة التي تبقى متراصة بأثر من الضغط الكبير عليها. ومنذ فترة طويلة أيضاً، عرف العلماء أن هذه الجمرة المعدنية تساهم في رسم صورة المناخ.
شرنقة كهرومغناطيسية
قادت هذا الفريق من علماء الـ (ناسا) البروفسورة جاين ديكي. وتمحور عمله على دراسة التفاعل بين المناخ والجمرة السائلة المتّقدة في جوف الأرض.
وأجرى الفريق دراسة مُدقّقة عن هذا الشأن، بالتعاون مع "جامعة ديدرو" و "معهد فيزياء الأرض"، وكلاهما في باريس. وراقب العلماء التفاعل بين حركة القلب المعدني الملتهب للأرض، وبين حُزم الأشعة الكونية، وهي شبكة ضخمة من المُكوّنات المشحونة بالكهرباء والمغناطيس، تحيط بكوكبنا. وإذ تؤثّر هذه المُكونات الكهرومغناطيسية في تكوّن الغيوم، فإنها تؤثر أيضاً في كميّة النور المتدفق صوب الأرض، وكذلك الضوء الذي يخرج منها.
واستطاعت ديكي وفريقها رصد التفاعل بين الجوف المصهور للأرض من جهة، وشبكة مغناطيسية-كهربائية تشرنق الأرض، وتؤثر في غيومها وأمطارها والحرارة التي تصلها من الشمس.
وعلى رغم ذلك، شدّدت ديكي على أن تأثير جوف الأرض في المناخ ضئيل تماماً، إذا قورن بالآثار القوية والعميقة التي تتركها النشاطات البـشرية على المناخ.
وفي تقريرها الذي نشـرته "مجلة المناخ" أخيراً، خلصت البروفـسورة ديكي الى القول إن الاضطراب في المناخ والاحتـباس الحراري، من صنع البشر، وكذلك فإن حلولهما ايضا رهن بإرادتهم.