اسطنبول – "غدي نيوز"
فاز رئيس المركز الوطني للتنمية والتأهيل، في لبنان ورئيس التأهيل الدولي - الإقليم العربي خالد المهتار بعضوية لجنتي "المراقبة" و"الشؤون الاجتماعية"، كما فاز ممثل دولة الامارات العربية المتحدة حيدر طالب بعضوية "الهيئة الادارية" في الجمعية العامة "للإتحاد العالمي للمعاقين" التي أقيمت خلال مؤتمر استمر ليومين في فندقWOW Hotel في "اسطنبول - تركيا" بحضور وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو، وزيرة الأسرة والسياسات الإجتماعية فاطمة شاهين، رئيس الاتحاد العالمي للمعاقين الفنان التركي الضرير ماتين تشان تورك ومشاركة مندوبين عن 76 دولة من 6 قارات، وعدد كبير من وفود الدول العربية الذين فازوا بمقاعد كأعضاء في مختلف لجان الاختصاص، كما شارك من لبنان ممثل "جمعية الحنان" لرعاية المعاقين هبة الزين والزميلة هلا أبو سعيد.
الوزيرة شاهين
ترحيب من نائب رئيس الاتحاد السيد نجدة اوزترك الذي عرض مراحل تأسيس الاتحاد واهدافه، وبرنامج العمل ومواضيع المؤتمر، وتحية للحضور باسم الدولة التركية من وزيرة الشؤون الاسرية والسياسات الاجتماعية فاطمة شاهين التي ركزت على ضرورة عدم التمييز بين الاطفال والمسنّين والاشخاص المعوقين، مشيرة الى ان "تركيا كانت من اوائل الدول التي صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص المعوقين التي اقرتها الامم المتحدة عام 2006 ووضعت موضع التنفيذ عام 2008 (CRPD)"، وقالت: "ان تركيا عملت على استصدار القانون الخاص بالاخوة المعوقين الذي يؤمن لهم القدر الكافي من الحقوق، اضافة الى تحديث القوانين الخاصة بالمؤسسات بما يتوافق مع الاتفاقية الدولية، وتركيا تعمل على حذف وازالة كل التعابير والتسميات والكلمات غير اللائقة من القوانين، والتأكيد على كل ما يكفل راحة الاشخاص المعوقين وحقوقهم على كافة الصعد الاجتماعية والثقافية والمعيشية.
وشرحت في مجال "التقديمات المباشرة" ان "هناك 500 الف شخص يستفيدون من التقديمات الاجتماعية والمساعدات المدرسية المباشرة، وهم - اي الاشخاص المعوقين - يشعرون بالسعادة والارتياح في اماكن سكنهم بعد التعديلات الهندسية التي قامت بها الدولة على معظم الشوارع والمرافق العامة ووسائل النقل حيث اصبح بامكان الغالبية الساحقة من الاشخاص المعوقين الوصول اليها بارتياح"، وحيت المؤتمرين وختمت "لا فرق بين الاشخاص المعوقين وغير المعوقين، فالعالم يتسع للجميع وعلينا ان نفتح قلوبنا للجميع".
الوزير داوود أوغلو
وأبدى وزير الخارجية داود اوغلو سعادته باستضافة بلده لهذا الجمع الكبير ممثلاً 76 دولة من 6 قارات، التقوا على قضية سامية وهامة "الاعاقة". ثم قدم التهاني الى رئيس الاتحاد السيد الفنان الضرير Metin الذي حقق ما كان يعتبره حلماً "الاتحاد العالمي للاعاقة" فالذين تكون قلوبهم وعقولهم مفتوحة يمكنهم الوصول الى ما يرغبون، وشرح "اننا خلال 4 سنوات بعد المصادقة على الاتفاقية الدولية قدمنا الكثير وحققنا الكثير من الانجازات التي تحدثت عنها الوزيرة شاهين، وسأخبركم انه لديّ اثنان من اقربائي معوقين، وأنا أُعتبر فرداً منكم اعيش ما تعيشون واعاني ما تعانون، ولذلك فانا سأكون معكم دائماً ليس كمسؤول او كمستشار لكم، بل كفرد منكم وكعضو فاعل في اتحادكم".
وأشار الى انه في اجتماع البيئة العالمي الذي عقد في المكسيك تحدث بشكل مسهب عن الشؤون الداخلية للسكان والوضع الاجتماعي، وتضمنت كلمته مساحة واسعة من الحديث عن قضايا الاعاقة والاتحاد العالمي للمعاقين (WDU)، وقال: "لقد قطعنا شوطاً كبيراً في الاهتمام بقضايا الاشخاص المعوقين، وأنا ألتزم الدفاع عن اي شخص معوق يشعر بالغبن وبالظلم في اي مكان في العالم، فاذا كان اي منكم يعاني هذا نحن على استعداد لمساعدته كما لو كان مواطناً تركياً علينا مساعدته"، وإذ تمنى للجميع التوفيق والنجاح، ختم كلامه: ان الرئيس METIN يفكر باستحداث قسم او جمعية للاشخاص المعوقين في الامم المتحدة، ونحن في تركيا يسعدنا اعلامكم اننا باشرنا باجراء الترتيبات لطرح السيد Metin سفيراً للامم المتحدة للنواحي الحسنة".
ديموقراطية الترشيح
بعدها تليت برقيات وردت من: وزير الدفاع، وزير التربية، وزير الداخلية، وزير الثقافة، وزير الشباب، ونائب رئيس الوزراء التركي تمنوا فيها التوفيق للقيمين على المؤتمر، ثم بدأت جلسات العمل بتشكيل هيئة الديوان وقلم الجلسة، وخصصت الأولى لتلاوة التقرير الاداري والتقرير المالي وانتخاب الرئيس ونواب الرئيس ومجلس الادارة واللجان المنصوص عليها في قوانين الاتحاد، حيث عرض كل من نائب الرئيس نجدة اوزترك والرئيس Metin Senturk ماتين شانتورك التقرير الاداري، وتم البحث بالتقرير المالي الذي كان قد ارسل للاعضاء بالبريد الالكتروني، وتمت تبرئة ذمة مجلس الادارة.
ومع المباشرة بعرض اسماء المرشحين لمسؤوليات الرئيس ونواب الرئيس (3) والهيئة الادارية (11)، أعلن اوزترك أن امانة سر الاتحاد تلقت 43 ترشيح للهيئة الادارية ولكن الهيئة الادارية اختارت 11 اسما (كسباً للوقت) ويمكن للجمعية العامة قبولهم او رفضهم، ما استدعى مداخلة سريعة من ممثل الوفد اللبناني خالد المهتار سجل فيها اعتراضه على الانتقائية بأسماء المرشحين، مشددا على أن "الاتحاد منذ تاسيسه يركز على الديموقراطية والشفافية وعدم التمييز"، وقال: "لقد ارسلت ترشيحي ولم ارَ اسمي في عداد المرشحين الذين تم عرضهم على الشاشة (43) هذا اولاً، وثانياً لا اعتقد ان هناك صلاحية للهيئة الادارية بالاختيار، فلتأخذ العملية الانتخابية الوقت اللازم، ويجب ان يتم التصويت على اسماء جميع المرشحين وليس على اللائحة المقترحة. اما اذا كانت الانتخابات ستجري على اساس لائحة فيجب ان يكون هناك لائحة او لوائح اخرى، وإلا سيكون ما تم عرضه من قبل الهيئة منافٍ للديموقراطية"، وطلب التصويت على الموضوع من الجمعية العامة التي قابلت مداخلته بالتأييد من غالبية الحضور وفتح باب الترشيح لمن يرغب من الاعضاء الجدد الذين تم قبولهم في بداية الجلسة.
ونوه ممثل دولة موريتانيا عبد الجليل باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات المترجمة في المؤتمر، وطالب بأن يكون في كل اجتماعات الاتحاد، وانتقد عدم تمويل المؤتمر بشكل كافي وتأمين تذاكر السفر للمدعوين ما جعل عدد المشاركين أقل من المؤتمرات السابقة وطالب بتقديم دعم ملموس للاشخاص المعوقين بعدد مضى الوقت الكافي على تأسيس الاتحاد مشيرا لأن (نسبة الاعاقة في موريتانيا اكثر من 15 بالمئة).
وعرض اوزترك للموضوع المالي ورسم اشتراك بدل العضوية السنوية، ثم عرض لاستراتيجيات الاتحاد التي تهدف الى تحقيق اهداف الالفية من خلال نشاطات وندوات وبناء قدرات للاعضاء وأسهب في بحث المادة المتعلقة بتسهيلات الوصول Accessibility، ومبادرة الاتحاد الى وضع دليل معايير دولية وفق الاتفاقية الدولية (CRPD)، وقدم اقتراحات من اجل الافادة من الدليل الذي وضعه الاتحاد طالب فيها بـ"اعلام اصحاب القرار في كل بلد عما انجزته تركيا.. للافادة منه، اعطاء شهادة عالمية لتسهيلات الوصول، اقتراحات من الاعضاء لتعزيز امكانيات الاتحاد، تكوين قاعدة معلومات وطنية عن الاشخاص المعوقين وارسالها الى الاتحاد، اهمية ان يكون لدى كل جمعية لها عضوية في الاتحاد شخص مسؤول خبير وفاهم الموضوع كي يتولى التنسيق والتواصل مع الاتحاد باعتماد الكفاءة معيار اساس.
ماتين شانتورك
وسبق عرض النتائج كلمة لرئيس الاتحاد Metin Senturk ماتين شانتورك الذي شدد على أن "الكل سيربح لأن النتيجة ستكون لصالح الاشخاص المعوقين، وعلينا ان نستمر في الاندفاع والتعاضد والمساعدة بقوة كي نكون بمستوى الاسم الذي نحمله "الاتحاد العالمي"، وأشار إلى تنويه الامين العام للامم المتحدة باندفاع تركيا للدفاع عن قضية الاعاقة مؤكدا على أن بلاده ستضع خطة للاهتمام باللاجئين الذين يتركون بلادهم بسبب الحروب كما في (سوريا)، وأكد أن "الاتحاد لن يرفض قبول اي عضو لاسباب مالية وسيكون ذلك سهلاً، كما انه سيكون هناك بناء خاص بالاتحاد ملكاً له وستُرفع عليه اعلام جميع الدول، علما أن المبنى سيقدم من بلدية اسطنبول"، واشار الى ان الهيئة الادارية ستتابع اوضاع كل جمعية او عضو لمعالجة موضوع بدل العضوية وفقاً لاوضاع كل جمعية حيث تمت الموافقة بالاغلبية.
نتائج ومقررات
وجاءت نتائج الانتخابات بفوز الفنان التركي الضرير Metin تشانتورك رئيسا بـ66 صوت، السوداني يوسف الزبير نائبا للرئيس بـ72 صوت، كما تم انتخاب نائبين للرئيس في تركيا وروسيا، بينما فاز في عضوية الهيئة الادارية حيدر طالب من دولة الامارات العربية وفاز خالد المهتار بعضوية لجنتي المراقبة والشؤون الاجتماعية، هذا وفاز عدد كبير من الدول العربية (خاصة السودان) كأعضاء في مختلف لجان الاختصاص.
وتم عرض المقررات والمواضيع التي بحث فيها المجتمعون بناء على المادة التاسعة من الاتفاقية الدولية التي تشير الى حق الاشخاص المعوقين بالوصول، حيث أعدت تركيا دليل المعايير لتسهيلات الوصول الذي صدر بعد عقد عدة ورش عمل عقدت في تركيا ليتوصل بعدها منتدى المعوقين العالمي WDF الى اصدار دليل احترافي سيعرض على الحكومات والبلديات للافادة منه، كما تم اعداد شهادة خاصة بالمعايير التي يمكن منحها للجهات التي تحقق التقدم والتحسينات البيئية الخاصة بالاشخاص المعوقين، مع مطالبة الدول التي صادقت على الاتفاقية بتقديم تقارير عن انجازاتها فيما يتعلق بالحقوق الخاصة بالاشخاص المعوقين، علما أن تنفيذ هذه الاستراتيجية قد بدأ ضمن المعايير على مساحة 4600 الف كلم2(تركيا) بما في ذلك قصر العدل والكثير من المرافق، على أن تمنح المؤسسات التي تلتزم بالمعايير الشهادة الخاصة من الاتحاد، وتبقى العبرة هي في كيفية ايصال هذا الانجاز الى باقي الدولي، والنظام العالمي لتسهيلات وصول المعوقين. واقترح تطبيق هذا النظام من خلال اعضاء الاتحاد- كل في دولته، مع استمرار السعي لاعتماد هذه الشهادة على المستوى العالمي، وتأمين مساعدات مالية للدول التي ستعمد الى تطبيق هذه المعايير التي تتضمن تفاصيل تساعد المهندسين والمقاولين على تجهيز الابنية بما يخدم الاشخاص المعوقين.
واعتبر المجتمعون ان التوقيع على شهادة المعايير المعتمدة من الاتحاد WDU على هذا الدليل للمعايير من قبل المشاركين ستكون الخطوة الاولى للإنطلاق به الى العالم، مع الاشارة الى انه في كندا هناك دليل توجيهي خاص لكل ولاية يقومون بتحديثه سنوياً. فالمعايير التي توضع في كل بلد يجب ان تكون قابلة للتطبيق، والمعايير والتصميم العالمي ليس للمعاقين فقط وانما ايضاً لباقي الناس ومنهم المسنين، وهكذا فإن التصميم العالمي ضمن هذه المعايير سيخدم الجميع.
تقرير اللاجئين للأمم المتحدة
وعرضت Alif Selen باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة للتقرير عن حالة المعوقين اللاجئين اشارت فيه الى الصعوبات التي يتعرض لها المعوقين اللاجئين الذين يواجهون صعوبات وتعنيف عندما يتقدمون بطلبهم الى المفوضية العليا، ولفتت إلى تقرير WHO الذي يشير الى وجود 2,3 مليون معوق مهجر من بلده، ثلثهم من الاطفال لا تلبى حاجاتهم، وتقريرUNHCR الذي يشير الى انه على الدول المضيفة تأمين الحماية والملاجئ والحماية من العنف ودمجهم في المجتمع، وتوفير الخدمات الانسانية، والخدمات الاجتماعية.. من تعليم وغيرها تحت مبدأ عدم التمييز، علما أن UNHCRتتحمل مسؤولية تأمين وتفعيل احتياجاتهم مع التأكيد على أن تركيا قد قامت بتلبية احتياجاتهم الاساسية.
اقتراحات موازية
وقدمت طروحات موازية ركزت على تسهيلات الوصول في البيئات المبنية Mathew Parkley – USA، Linnie TSE – Canada (Planner Environment and Building)، Betsy Valnes – USA، Prof. Akile Gursoy – Turkie،Ali Arcan – Ozgur- Trukie (NGO Capacity Building)، Rob Crawford- USA، وطالبت بالموافقة على الموافقة على دليل المعايير العالمية الذي اعدّه الاتحاد لتسهيلات الوصول للاشخاص المعاقين عبر توقيع جميع الاعضاء تأكيداً على الموافقة، من جهة، ولاعطائه قوة معنوية باعتباره صدر عن اتحاد عالمي من جهة اخرى.
واختتم رئيس الاتحاد Metin Senturk ماتين شانتورك المؤتمر شاكرا حضور ومشاركة الجميع، وقال: التقينا لهدف سامي، والمسيرة التي بدأناها بأسلوب ديمقراطي بطريقة حميمية، سنواصلها بنفس المنهاج، وسنعمل على التخطيط الجيد للسنوات الاربعة القادمة. كل عضو في الاتحاد اعتبر عضواً في الهيئة الادارية وعليه مسؤولية تجاه الاتحاد، والمهمة تتطلب تضافر الجهود للوصول الى اهدافنا المشتركة، لقد كتبتم بانتخاباتكم اليوم تاريخاً جديداً لحقوق الاشخاص المعوقين"، وكان الاختتام بصورة تذكارية امام اعلان اسطنبول.