"غدي نيوز"
يستضيف معرض هانوفر شركات تعرض منتجات وأنظمة مختلفة في مجال الطاقة كالتحكم عبر الانترنت في منصات استخراج الغاز من قاع البحار أو أخرى لتخزين الطاقات المتجددة، فيما لا يزال البحث مستمرا على حلول في هذا الشأن وسياسة واضحة.
والمعروف أن من أهداف ألمانيا الاستغناء شيئا فشيئا عن الطاقة النووية والوقود الأحفوري كالفحم الحجري والنفط واعتماد الطاقات المتجددة لتغطية حاجياتها من الطاقة. الكلمة المفتاح لهذا الاتجاه الجديد هي "التحول إلى الطاقات المتجددة" الذي هو عبارة عن مشروع ضخم تصاحبه مشاكل بدورها ضخمة.
ففي سياق متصل، يقول فريدهيلم لو، رئيس أكبر شركة ألمانية لصنع الأجهزة الالكترونية، في حديث مع DW "نحن نتساءل ما الذي تفعله الحكومة الألمانية لدفع عملية التحول إلى الطاقات المتجددة إلى الأمام؟ هذا من شأنه أن يكون له تأثير كبير علينا جميعا"، لافتا إلى الآمال التي تعلقها الحكومة الحالية بالنظر إلى الانتخابات البرلمانية المرتقبة. "أسأل نفسي ما إذا كان سيحصل شيء ما."
ويتعلق الأمر بقوانين جديدة وبأسعار الكهرباء التي تشهد ارتفاعا مطردا والاستثمارات الكبيرة، على سبيل المثال مد شبكات لتزويد الكهرباء. وكل هذه الأسئلة لم تجد حتى الآن أجوبة واضحة وفعلية. أما بالنسبة لهانس ديتر كيتفيغ، رئيس شركة صنع محطات توليد طاقة الرياح إينركون، فإن الاتجاه على الأقل الذي يتعين إتباعه واضح. "لقد ولى زمن مصادر الطاقة التقليدية وحلت محله مرحلة ذكية ولا مركزية تعتمد على الطاقات المتجددة لتوليد الكهرباء."
الطاقات المتجددة... هل هي الحل؟
ويؤكد كيتفيغ في حديث مع DW أن التزود اللامركزي بالطاقة سيلعب مستقبلا في ألمانيا دورا كبيرا. ويلفت إلى أن ولايتا بادن فورتينبيرغ وبافاريا مثلا يريدان في عام 2022 الاستغناء بشكل نهائي عن الطاقة النووية و"بالتالي يتعين عليها إيجاد حل بديل إلى ذلك الحين، أي في غضون أقل من عشر سنوات، والطريق يمر عبر تزود لامركزي للطاقة انطلاقا من الطاقات المتجددة."
ومن المشاكل التي يتعين حلها الفراغات الكهربائية مثلا والتي يتعين ملؤها، إذا لم تهب الرياح أو لم تشرق الشمس. وفي سياق متصل تظهر الشركة الهولندية الفتية "جي.بي جول" في معرض هانوفر موديلا لتخزين الطاقة المتجددة. ويبرز مؤسس شركة "جي.بي جول" مزايا نظامه، حيث يقول إنه قد صُنع للاستخدام في الإنتاج الشامل. "نستطيع التعامل مع التقنيات المتطورة وفي الوقت نفسه الانتاج بتكلفة منخفضة".
ويوضح أن التقنية قابلة للاستخدام في تخزين الطاقة بتكلفة منخفضة. "نريد أن نظهر انطلاقا من مشاريع نموذجية بأننا نسيطر بالفعل على التكاليف وأن تكاليف التزود اللامركزي بالطاقة ليست أكثر ارتفاعا من مد شبكة ضخمة للكهرباء في شتى أنحاء أوروبا".
سياسة واضحة من صناع القرار
ولكن، وبالرغم من كل هذه الحلول الصغيرة للتزود اللامركزي بالطاقة والتي يمكن رؤيتها في معرض هانوفر، فإن لضمان مصادر طاقة مستقرة لقطاع الصناعات الثقيلة يبقى الوقود الأحفوري مهما، على غرار الغاز الطبيعي، الذي يتم استخراجه من قاع البحار.
وفي هذا الصدد تظهر شركة "آ.بي.بي"، وهي شركة عالمية متخصصة في تقنيات الطاقة والتشغيل الآلي، كيف يمكن مراقبة عمليات الإنتاج على المنصات العائمة لاستخراج الغاز عبر الانترنت: فعلى شاشة كبيرة يمكن رؤية رسم ثلاثي الأبعاد للمنصة العائمة، ويمكن تكبير جميع المجالات وعرض كل البيانات الممكنة على غرار الضغط ودرجات الحرارة ومعدل التدفق واستهلاك الطاقة. ويقول رئيس فرع ألمانيا لشركة "آ.بي.بي" بيتر ترفيش: "يمكن التخطيط لفترة إيقاف التشغيل وتحديد الأشخاص المناسبين لذلك وتوفير المعدات الضرورية وغيرها من الأمور."
ولا يقتصر التحول إلى الطاقات المتجددة، الذي هو مشروع ألماني ضخم، على القطاعات العاملة في مجال الطاقة، بل يشمل أيضا قطاعات كثيرة أخرى. ومن الطبيعي أن الشركات بحاجة ماسة إلى سياسة واضحة في هذا المجال من قبل صناع القرار في برلين.