الأميركية منحت الدكتوراه الفخرية لتشومسكي وفاتن حمامة

Ghadi news

Sunday, June 16, 2013

الأميركية منحت الدكتوراه الفخرية لتشومسكي وفاتن حمامة
والعشي وعيراني وخرجت 502 من طلاب الدراسات العليا

"غدي نيوز"

منحت الجامعة الأميركية في بيروت في احتفال أقيم أمس (15-6-2013) شهادة الدكتوراه الفخرية لأربعة متميزين لمساهماتهم ذات التأثير الطويل الأمد في الأكاديميا والسياسة، والتمثيل وصناعة الأفلام، والعلوم والتكنولوجيا، والأعمال والطاقة. والمتميزون هم نعوم تشومسكي، اللغوي، والفيلسوف، وعالم الإدراك الذهني والناقد الاجتماعي، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، واللبناني الأميركي شارل العشي، مدير مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وفاتن حمامة، النجمة الأسطورية للسينما المصرية، وراي عيراني، رائد الأعمال العالمي المتميز، وخريج الجامعة، والعضو الفخري في مجلس أمنائها.
وقد منح هؤلاء المتميزون الدكتوراه الفخرية تقديرا لأعمالهم وإشادة بمنجزاتهم التي سيبقى تأثيرها أمدا طويلا، وبمساهماتهم في تقدم مجالات المعرفة عبر البحث، وجهودهم في إغناء نوعية الحياة في المنطقة وفي العالم.
وكانت الجامعة دأبت على منح شهادات الدكتوراه الفخرية لكنها توقفت عن ذلك لسنوات عديدة خلال الحرب بين 1975 و1990 وعاودت هذا التقليد في العام 2003. وقد وزعت في احتفال اليوم شهادات الدراسات العليا من ماجيستر ودكتوراه.
وحضر الاحتفال عدد من الشخصيات البارزة بينها وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، ممثلا الرئيس ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. كما حضر رجل الأعمال هشام جارودي ممثلا رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، والنائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري.
بدأ الاحتفال عند السابعة والنصف في الملعب الأخضر الكبير بدخول موكب الأساتذة التقليدي بزيهم الأكاديمي وبقيادة كبيرة منسقي الاحتفال الدكتورة هدى زريق التي افتتحت الاحتفال واختتمته.

دورمان

وعرف رئيس الجامعة الدكتور بيتر دورمان بالمكرمين الأربعة قائلا: "إن الأربعة الذين نحتفي بهم اليوم مارسوا تأثيرهم الخاص. إن اتباع المرء لقناعاته العميقة يتطلب الشجاعة، وهي هذه الشجاعة التي نأملها ونتمنى أن يتمسك بها طلابنا، وكل أفراد مجتمعنا". بعد ذلك عرف الرئيس بالمكرمين فردا فردا ومنحهم الدكتوراه الفخرية في الانسانيات.
ورد كل مكرم بكلمة موجزة.
أول المكرمين كان نعوم تشومسكي وقد أبرز الرئيس مساهماته في علم الألسنيات. ووصف تشومسكي بالمفكر المؤثر والكاتب وبأنه قد يمكن وصفه جدلا بأحد رياديي الفكر في العالم وأهم النشطاء السياسيين في اليسار الأميركي. وقال أيضا أن تشومسكي يؤمن أن على المفكرين واجب كشف الكذب والدفاع عن الحقيقة وقد قام بذلك بشغف وبشجاعة.
وقال الرئيس أيضا: "قبل كل شيء فإن نعوم تشومسكي هو المدافع عن حق كل الناس بالكرامة الانسانية الأساسية والحرية وتقرير المصير". وأردف: "لقد دان تشومسكي الظلم بكل أشكاله وحمل لواء القضية الفلسطينية بشغف، وهو ناقد شرس للسياسات الأميركية والاسرائيلية في الشرق الأوسط".
وعن المكرم شارل العشي قال الرئيس: "البروفسور العشي مثقف كبير وباحث بارز وقائد فريق مندفع، ومجدد مقدام أمضى مسيرته المهنية سابرا الفضاء الشاسع ومميطا اللثام عن ألغاز الكون". وقال أيضا أن البروفسور العشي جلب الفخر الكبير لموطنه الأصلي بإنجازاته العلمية الوفيرة وريادته المتميزة.
وقال الرئيس أن سجل خدمة البروفسور العشي المجلية ليس فقط هدية لمواطني وطنه بالتبني ووطنه الأصلي، بل لكل بلدان كوكب الأرض، "ثالث كواكب المجموعة الشمسية". ثم دعاه إلى المنصة ليتسلم شهادته.
وفي إعلان قبوله الدكتوراه الفخرية، استعاد البروفسور العشي ذكرياته كصبي يافع في البقاع. وقال أن كاليفورنيا ووكالة الفضاء الأميركية حينها بدتا له في آخر الأرض. وقال: "كيافع، كان ممكن أن أفكر حينها أنني لن أصل إليهما يوما. وأنا سعيد لأنني لم أتراجع. لكي أصل إلى مختبر الدفع النفاث، جازفت وتجرأت. وأنا أنصحكم بقوة بأن تفعلوا الأمر ذاته في بدايات مسيراتكم المهنية المتنوعة".
يذكر أن البروفسور العشي وفريقه، خلال خدمته كمهندس في مختبر الدفع النفاث، جازف لكي تهبط سيارتهم الآلية الكبيرة بنجاح على كوكب المريخ. وهو قال مخاطبا المتخرجين: "في كل ما تقدمون عليه، كونوا مقدامين. اذا لزمتم دائما جانب الحيطة والسلامة حينها لن تعرفون أبدا إمكاناتكم. إذا كنتم مقدامين وتجرأتم، قد لا تنجحون أحيانا ولكنكم ستعرفون حينها أنكم حققتم أقصى ما تستطيع مقدراتكم تحقيقه".
ثم عرف الرئيس بالمكرمة التالية، الممثلة المصرية فاتن حمامة ووصفها بالرمز والأسطورة واللامعة.  وقال: "فاتن حمامة تستحضر عناوين راسخة في البال. أداؤها الفطري على الشاشة استحوذ على قلوب الجمهور لأكثر من سبعين سنة وهي تبقى سيدة الشاشة العربية".
وأبرز الرئيس تطور مسيرة فاتن حمامة المهنية واختيارها لاحقا لأدوار دراماتيكية صعبة في أفلام تحمل رسائل قوية تتناول السياسة والمواضيع الاجتماعية. وقال أن الفضل ينسب إليها في تغيير القانون المصري الذي يحظر الخلع، أي الطلاق الذي تقرره المرأة، بعد فيلمها الشهير "أريد حلا".
وتابع الرئيس: "اليوم نكرم فاتن حمامة لعملها الذي غير قواعد اللعبة في السينما المصرية والذي رفع مستوى هذا الفن في العالم العربي. نكرمها، ليس فقط لحياة مليئة بالانجازات كممثلة ومنتجة سينمائية وتلفزيونية، بل أيضا كرائدة للتغيير في المنطقة. وقبل كل شيء، نحيي فاتن حمامة لممارسة فنها بفائق الرقي والكرامة مما جعلنا نثمن انسانيتنا".
وقد ردت السيدة فاتن حمامة قائلة: "أشعر بسعادة قصوى اليوم، أعظم من أي سعادة بأية هدية حصلت عليها. في الوقت الراهن يتعرض الفن والثقافة وأي شيء يتعلق بالأدب لهجوم كبير. ولذا هذه الشهادة لا تسعدني أنا فقط بل تسعد كل المثقفين والفنانين في مصر وفي العالم العربي".
ثم عرف الرئيس دورمان بالمكرم الرابع راي عيراني، قائلا أنه رجل أعمال ناجح ومتبرع سخي للجامعتين اللتين تخرج منهما، الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة جنوب كاليفورنيا. وقال أن موهبة عيراني في الكيمياء كانت واضحة لأحد أساتذته في الأميركية. وقال أن عيراني حاز الدكتوراه في الكيمياء في سن الثانية والعشرين وفي العشر سنوات الأولى في مسيرته المهنية، نال 150 براءة اختراع. وقال أيضا أن عيراني خدم كعضو في مجلس أمناء الجامعة لخمسة وعشرين عاما وخدم كنائب لرئيس المجلس. ثم خدم كرئيس مشارك له في السنوات السبع المنصرمة. وكان الرئيس التنفيذي لشركة أوكسيدنتال بتروليوم ورئيس مجلس ادارتها لعشرين عاما حتى هذا العام.
وقال الرئيس أن راي عيراني حقق دائما نجاحا لا مثيل له في كل ما عمله، من الدراسة الأكاديمية، إلى البحث العلمي، إلى ادارة الشركات. وقال أن عيراني معروف بقدرته على رؤية الفرص والتقاطها كما أنه يدرك الحاجة الى أن يبر بمجتمعه وأن يكون وفيا لميراثه.
وقال الرئيس أيضا أن عيراني على إلمام عميق بالقضايا والاقتصادات الدولية، مما مكنه من المساهمة بخبرته الواسعة في لجان عليا ومجالس عديدة في الحكومة الأميركية، من بينها المجلس الاستشاري للطاقة وفريق عمل البيت الأبيض للمعونات الانسانية في لبنان.
وتابع الرئيس: "اليوم يسرني ويشرفني أن أمنح راي عيراني أرفع علامات تكريمنا، لمساهماته المتميزة في العلوم والريادة في قطاع النفط وخدماته المثالية للجامعة".

حفل التخريج

وبعد الدكتوراه الفخرية، جرى حفل تخريج طلاب الدراسات العليا وتم توزيع شهادات الماجيستير والدكتوراه الأكاديمية والدكتوراه في الطب على 502 من المتخرجين. وكان راي عيراني خطيب هذا الاحتفال. وقد طلب من المتخرجين أن يصرفوا وقتهم بحكمة وأن يحيطوا أنفسهم بأفضل النوعيات من الأفراد وأن يتمعنوا جيدا قبل اتخاذ قرارات مفصلية. كما هنأهم على الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت قائلا أنها تؤهلهم للعمل في سوق عمل متغير تتنافس فيه مواهب عالمية. وقال للمتخرجين: "لقد عملتم بجهد وصرفتم النفس على التعلم، لكن أهم مهارة امتلكتموها الآن هي كيف نتعلم".
وطلب عيراني من المتخرجين أن يستمروا في التعلم، وليس فقط من ضمن اختصاصهم ولكن أن يكونوا فضوليين حول العالم كله. وختم: "حينها ستتمكنون من ربط ما تعلتموه مع القضايا والإمكانات الأكبر".
وفي خطابها امام زملائها المتخرجين مع دكتوراه في الطب، في بداية مرحلة جديدة من حياتهم، تحدثت وجيهة الخير عن أهم الدروس التي تعلمتها في الجامعة الأميركية في بيروت. وقالت أن كلية الطب علمتها قيمة الحياة وضرورة الجهوزية للقتال في سبيلها.
وشرح ربيع باز رضوان، ماجيستر في ادارة الأعمال، لزملائه متخرجي الماجيستر أن هذه الشهادة في ادارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت هي أهم من شهادة من الجامعات الأوروبية والأميركية، بسبب التنوع الموجود على الحرم الجامعي هنا والتجربة الفريدة للطلاب.
وأوضح: "الجامعة الأمبركية في بيروت تعطي مثالا كيف يمكن لنا في هذا البلد أن نكون متحضرين، ومنظمين، وموحدين، ومنفتحين، وحلالين للمشاكل، ومحققين لإنجازات نحن بحاجة ماسة إليها".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن