"غدي نيوز"
كشف علماء عن صور مايكروسكوبية لقطع من نيزك كان سقط في وسط روسيا في شباط (فبراير).
وتمكن فريق بحثي من "جامعة الأورال الاتحادية" من تحليل عشرات العينات حال عثورهم عليهم.
وسمحت لهم التقنية التي استخدموها لتقييم التركيب الكيماوي للصخور على المستوى المايكرسكوبي بسرعة كبيرة، حتى بمجرد التقاطهم صور قطع حطام النيزك.
وسيقدم ذلك معلومات إضافية عن تركيب الصخور في الفضاء ورحلتها حتى سقوطها على الأرض.
وتمثل هذه القطع الصخرية مجرد نسبة صغيرة من بقايا جسم يصل محيطه إلى 17 مترا سقط عبر الغلاف الجوي مولدا أثرا ضوئيا امتد كذيل طويل فوق مدينة تشيليابينسك الروسية.
وخلص الفريق البحثي الذي يقوده فيكتور غروخوفسكي من جامعة الأورال إلى أن مجمل التركيب الكيماوي للنيزك كان من الكوندريت "المألوف".
وقال لإذاعة صوت روسيا إن قطع النيزك تحتوي على عدد قياسي من المعادن من بينها ألأوليفين والبايروكسين والترويليت والكاماسيت. وإن هذه المعادن التي يمكن اكتشافها في الفضاء الخارجي فقط، تؤكد أن هذه القطع ذات "طبيعة من خارج كوكب الأرض".
وتعطي الطريقة التي تم بها تمييز المعادن اشارات عن مصدرها ورحلتها في الفضاء.
أشعة أكس
"عندما يتعمقون في التفاصيل أبعد من الكيمياء الأساسية للنيزك، قد يبحثون العملية من منظور كيف تشكلت، ودرجة الحرارة التي تشكلت فيها، وما تاريخها منذ لحظة تكونها، وربما أشياء عما حدث لها عند اصطدامها بالأرض."
سيمون بيرغيس العالم الفلكي في أكسفورد، والذي صنع جهاز كشف التدفق أكس - ماكس سيلكون الذي استخدمه فريق البحث.
واستخدم فريق البحث جهاز مسح مايكرسكوبي إلكتروني، يطلق شعاعا إلكترونيا يتركز على أجزاء دقيقة من العينة، ويقوم بمسحها ليرى كيفية انحراف الإلكترونات، ومن ثم يبني صورة تفصيلية عن نتواءاتها ومنخفضاتها على مستوى النانوميتر (بالغ الدقة).
بيد أن هذه العملية تتسبب في انبعاث كميات صغيرة من أشعة أكس، مع طاقة محددة بدقة لأشعة أكس ترتبط بالعنصر الكيماوي الواقع تحت الشعاع الإلكتروني.
وهنا يأتي دور كاشف التدفق السليكوني الذي يجمع اشعة أكس تلك ويحدد طاقتها. والنتيجة هي سلسلة لما يمكن تسميته بخرائط أشعة اكس التي تقدم صورا عن العينة نفسها تظهر وجود وكميات العناصر المختلفة.
وقال سيمون بيرغيس العالم الفلكي في أكسفورد، والذي صنع جهاز كشف التدفق أكس - ماكس سيلكون الذي استخدمه فريق البحث "إنه ذلك الفهم للمعادن على المستوى المايكروسكوبي الذي يذهب ببساطة إلى أبعد من إخبارنا بما يتكون منه النيزك".
وأضاف متحدثا لـــ "بي بي سي": "وبالنسبة للباحثين الذين يبحثون في طبيعة النيزك، سيعطيهم معلومات عن أي حالة (معدنية) ترتبط به".
وأكمل بيرغيس "عندما يتعمقون في التفاصيل أبعد من الكيمياء الأساسية للنيزك، قد يبحثون العملية من منظور كيف تشكلت، ودرجة الحرارة التي تشكلت فيها، وما تاريخها منذ لحظة تكونها، وربما أشياء عما حدث لها عند اصطدامها بالأرض".
وتدخل تكنولوجيا إكس - ماكس في سياق التنافس على جائزة ماك روبرت التي تمنحها الأكاديمة الملكية للهندسة التي ستعلن يوم الجمعة 19 تموز (يوليو).