"غدي نيوز"
كانت المبيدات، والأعاصير، وضربات القوارب، من الأسباب التي أدت إلى الارتفاع المقلق في عدد السلاحف البحرية المريضة على الحاجز المرجاني العظيم، ما دفع المهتمين بهذه الكائنات البحرية إلى عقد مؤتمر في تاونسيفل في استراليا استغرق ثلاثة أيام، جمع كل المهتمين من علماء، وبيطريين، ومتطوعين والهيئات والمنظمات الحكومية المهتمة بهذا الشأن، وذلك من أجل إيجاد وسيلة للحد من الأخطار التي تهدد سلامة السلاحف البحرية في مختلف أنحاء استراليا.
ووفقا لبيانات حكومة كوينزلاند، كانت هناك زيادة حادة في عدد من السلاحف البحرية التي تقطعت بها السبل على الساحل الاسترالي، وعثر في العام 2010 على عدد 808 من السلاحف التي تقطعت بها السبل وجنحت إلى الشاطئ، وارتفع عددها إلى 1781 في عام 2011، و1510 في العام الماضي، بينما شهد هذا العام حتى الآن انخفاضا طفيفًا في معدل الجنوح، بلغ مجموعها 342 حتى 30 حزيران (يونيو) الماضي.
وفى العام 2011 تسبب الإعصار "الياسي" في تشريد وتجويع العديد من الحيوانات حتى الموت، بالإضافة إلى تدمير مساحات شاسعة من الأعشاب البحرية، والتي تعتبر الغذاء المفضل للسلاحف البحرية، هذا وأوصى المؤتمر بأن التدخلات البشرية كانت أحد الأسباب التي أضرت سلبا على هذه المخلوقات.
كما أكدت الباحثة جولي تارويك، من مؤسسة السلاحف البحرية المهتمة بهذه الحيوانات البحرية، أن السلاحف البحرية تواجه تهديدات تجعل بقاء هذه الحيوانات البحرية مهددة بالخطر.
وقالت "إننا نجد الكثير من السلاحف تطفو على سطح الماء ولا تستطيع الغوص، ذلك بالإضافة إلى وجود بقع جلدية على أعضائها، والتي تسببت في ظهور بعض الديدان الماصة للدم".
وتؤكد أن هذا أصبح شائعا جدا، بالإضافة إلى ما تعانيه تلك السلاحف من وجود أورام، وهي تعتقد أنه مرض "الهربس"، وتقول: "لكننا لسنا متأكدين من هذا المرض، نحن نرى النقاط الساخنة أي الورم في "بوين"، في حين أنهم لا يرون الأمر على "كيب يورك"، انها تحدث لكثير من السلاحف التي تتناول طعاما في أوانٍ بلاستيكية في أماكن في بينالا في نيو ساوث ويلز".
وأكدت تارويك، أن أعداد السلاحف الخضراء في معدل الاستقرار، لكن أنواعا أخرى من السلاحف ذات المنقار الطويل بدأت أعدادها في الانخفاض تدريجيا، وعلى الرغم من قيود الحماية المفروضة في استراليا من أجل الحفاظ على هذه الأنواع، إلا أن الصيادين يقومون باصطيادها، وذلك من أجل الاستفادة من ترس السلحفاة الجذاب، وذلك أثناء هجرتها إلى البحار الآسيوية.
وقال إلين ارييل، من جامعة جيمس كوك للعلوم البيطرية والطبية الحيوية "إننا في حاجة إلى مزيد من البحوث يجب القيام بها لفهم السلاحف البحرية والتهديدات التي يواجهونها".
وأضاف: "إننا نرى ما يقوم به بعض السكان بشكل جيد على بعض أجزاء من الساحل، وهناك من يضرون بالشاطئ".
وقال: "نحن بحاجة لمعرفة المزيد، وإن السلاحف البحرية هي مقياس جيد لنظافة المياه"، وأضاف: "عموما، فإنه سيكون فكرة جيدة للأشخاص من أجل إبطاء زوارقهم في المياه الضحلة، لتجنب الاصطدام بها، بالإضافة إلى التوعية بعدم رمي أي مواد بلاستيكية على السواحل والشواطئ البحرية".
بينما رصد وزير البيئة، مارك بلتر، نحو 390.000 جنيها إسترلينيا للمنظمات والمؤسسات المهتمة بالسلاحف البحرية من أجل الاهتمام بها والاهتمام بالشواطئ التي من الوارد أن تجنح إليها هذه السلاحف أثناء هجرتها، كما أمر أيضا بتخصيص نحو 5 مليون جنيها إسترلينيا من أجل الحفاظ على الحاجز المرجاني العظيم وحمايته من نجوم البحر التي تهاجمه، والتي تعتبر مصدر تهديد لهذه الحواجز المرجانية، وللحفاظ على هذه الشعاب المرجانية على المدى الطويل، وهو ضمان الجريان السطحي للشعاب المرجانية، أما على المدى القصير فهناك حاجة إلى غواصين ماهرين ليقوموا بالقضاء على نجوم البحر واصطيادها.