"غدي نيوز"
السفينة المستكشفة للمحيطات "تارا" التي ابحرت من فرنسا في 19 ايار (مايو) من اجل القيام بجولة كاملة للمحيط الشمالي المتجمد، من الشرق الى الغرب، لدرس النظام البيئي البحري، عالقة منذ 48 ساعة في وسط الممر الشمالي الشرقي في اقصى شمال سيبيريا الشمالية.
ويتعين على طاقم السفينة المؤلف من سبعة علماء وسبعة بحارة ان يتحلوا بالصبر الجميل، فسفينتهم عالقة عند مدخل مضيق فيلكيتسكي الذي يبلغ طوله حوالي مئة كيلومتر وعرضه خمسين تقريبا، بين رأس تشيليوسكين وجزيرة بولشفيك، وهو الممر الالزامي للتوجه شرقا بين مياه بحر كارا ومياه بحر لابتيف، حيث تعرقل الكتل الجليدية اي حركة للملاحة البحرية خلال شهر آب (اغسطس) الحالي.
ويقول قبطان السفينة لويك فاليت في اتصال مع وكالة "فرانس برس" من على متن سفينته العالقة في البحار المتجمدة شمال الكرة الارضية "هناك الكثير من السفن الكبيرة العالقة ايضا... وهناك ايضا كاسحة جليد روسية عالقة في الجليد".
ويوضح القبطان ان المياه في هذه المنطقة الشمالية "كانت قابلة للملاحة في مثل هذه الايام من العام الماضي، لكن تأخر ذوبان الجليد في الصيف أخر الامر".
وتفسر ظاهرة بقاء الجليد في مضيف فيلكيتسكي خلال شهر آب (اغسطس) بالربيع القارس البرودة الذي سجلته منطقة القطب الشمالي هذا العام.
ويقول كريسيتان دو مارلياف الباحث المتخصص في دراسات القطبين الشمالي والجنوبي "الانهار السيبيرية الكبرى التي تصب في المحيط المتجمد الشمالي بمياهها الدافئة، ذاب جليدها متأخرا ثلاثة اسابيع" عن الموعد المعتاد في كل سنة.
وعلى ذلك فان السفينة تارا واقعة تحت رحمة الطبيعة، وهي من سيحدد مصير الرحلة التي تمتد بطول 25 الف كيلومترا ينبغي عبورها خلال شهر آب (اغسطس)، وصولا في ايلول (سبتمبر) الى الجانب الآخر من القطب الشمالي، في الشمال الكندي الكبير، ومنه الى الممر الشمالي الغربي بين كندا وغرينلاند وصولا الى المحيط الاطلسي.
وهذه الرحلة لم ينجح في اتمامها حتى الآن سوى قاربين شراعيين خاضا هذه المغامرة صيفا.
واذا كانت السفينية العلمية تارا محاصرة في المياه المتجمدة، فان طاقمها لا يضيع وقته. ويقول لويك فاليت "نحن نستغل الوقت لنسحب عينات مجهرية من المياه".
وكان طاقم السفينة اكتشف في شمال سيبيريا "لؤلؤة المحيط المتجمد الشمالي"، وهي مجموعة جزر يبلغ عددها 191، غير مأهولة، لا تبعد عن القطب الشمالي الجغرافي أكثر من الف كيلومتر.
ويقول قبطان السفينة "لقد تبعنا الرادار، ودخلنا بين جبال جليدية ضخمة، في ضباب كثيف جدا".
ويبلغ طول السفينة تارا 36 مترا، وهي مصممة على شكل سفينة نموذجية مصغرة عن السفن الضخمة التي كانت ترتفع صواريها احيانا فوق المئة متر.