"غدي نيوز"
ما هو أخطر من أزماتنا الراهنة... في السياسة والأمن والاقتصاد... أن نفقد الأمل بغدٍ أفضل... أن نرضخَ لواقعٍ صعب ونستسلمَ ولا نملك حق الصراخ... لأن المطلوب في هذه اللحظة التاريخية هو تيئيسنا لنذهب الى الخوف والقلق...
نعلم أن ثمة ظروفاً صعبة تؤرق حاضرنا والمستقبل... لكن الشدائد لا تدوم ودائما ما يعقبها انفراج وهدوء وسلام... من هنا... المطلوب المواجهة بديلا من الاستسلام... وهذا يتطلب التصدي لمحاولات التفرقة والانقسام: طوائف ومذاهب وجماعات... وهذا هو الجانب الأهم في مواجهة ما يخطط له الآخرون... فتعزيز الانقسامات الطائفية والمذهبية هو الكارثة الأكبر... وهذا ما يسعى إليه أساسا من يتربصون شرا بلبنان... ليسهل عليهم ضرب مكان القوة في مجتمعنا...
في المقابل... المطلوب تحصين ساحتنا الداخلية بالمصالحة والتوحد حول قواسم مشتركة... فالاستهدافات الواضحة التي يتعرض لها لبنان... لا يمكن مواجهتها إلا بالوحدة وبحد أدنى من التفاهمات بين سائر القوى السياسية والروحية... فنحن إزاء حرب تستهدف عيشنا الواحد... وأيضا لا بد من تغليب لغة العقل وعدم الانجرار إلى خطاب تعبوي يكرس تشرذمنا... وهنا ليس ثمة من لا يتحمل مسؤولية...
ومن جهة ثانية... وسط القلق وسيطرة هاجس الأمن... ننسى أمورا كثيرة... وأهمها البيئة بحيث تصبح قضية ثانوية... ما يترك المجال مشرعا لعصابات المال ومافيا التعديات على طبيعتنا لجني أرباح أكثر... مستفيدين من التراخي في مواكبة الهم البيئي بحيث تكون كل الاهتمامات منصبة على الأمن والاستقرار...
لذا... يجب ألا نترك الأمور على غاربها... وأن نتصدى لمن يتمادى في الاعتداء على البيئة... كقضية لا تقل أهمية عن الأمن ومواجهة سائر التحديات... ومن خلال البيئة أيضا سنجد حتما مساحة مشتركة تلغي تناقضاتنا... فاللغة "الخضراء" قادرة أن تكون مظلة توحدنا في سبيل الحفاظ على مقومات حياتنا...
صوتك... ضميرك
"خلي ورقتك خضرا... صوِّت للبيئة بلبنان"