يوم بيئي في أرز الشوف بمشاركة رئيس الجمهورية

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, September 3, 2013

"غدي نيوز"
 
اختلط المشهد البيئي في محمية ارز الشوف أمس بمشاعر الفرح مع "مهرجان جبلنا"، الذي استهل بنشاط فوج المغاوير حيث التف المشاركون حول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والسيدة نورا وليد جنبلاط، وشخصيات الى جانب العسكريين في يوم وطني، بمشاركة المشاركين في "مشوار مع مغوار" الذين تجاوز عددهم 1500 مشارك إضافة إلى 300 عنصر من فوج المغاوير على رأسهم قائد الفوج العميد الركن شامل روكز وعدد كبير من الضباط والرتباء والعناصر.
بدأ مسار المشي مع رئيس الجمهورية من مدخل غابة أرز الباروك إلى غابة شهداء الجيش اللبناني حيث قام بزرع شجرة أرز تخليداً لذكرى شهداء فوج المغاوير بحضور قائد وضباط الفوج إلى جانب رئيس لجنة محمية أرز الشوف شارل نجيم وعدد رؤساء البلديات والمخاتير، ثم صعوداً حتى غابة أرز معاصر الشوف ثم إلى البلدة.

المهرجان

ووسط البلدة البيئية والجبلية التي امتلأت بالحشود اقيم مهرجان جبلنا وقدم عناصر المغاوير استعراضا كبيرا، تخلله عرض المنتوجات الريفية والمأكولات، وسوق البرغوت Arcenciel، غداء تقليدي وعرض للمنتوجات والمأكولات البلدية، وزيارات لمحمية أرز الشوف غابة معاصر الشوف.
وجرى تنظيم محاضرات لأطباء وأخصائيين لبنانيين وأجانب شرحوا ماهية الأعشاب وطريقة استعمالها وفوائدها ادارتها ربيعة صفير، ومن أبرز المتحدثين فيها، عن وزارة البيئة لارا سماحة، عن وزارة الزراعة زينة تميم، عن FAO علي مومن، الطبيبة سهى بيطار معالجة بالأعشاب، الطبيب عادل أبو عاصي (طبيب أطفال)، عن UNDP الدكتور دومينيك الشويتر، عن المحميات الطبيعية فيصل بو عزالدين، عن زراعة النباتات الطبية المهندس خالد سليم، وعن الإستعمال الشعبي بالأعشاب نزيه باز ونسب الربيع، وعن التعاونيات مي طرابلسي، وعن النباتات الطبية والعسل رائد زيدان.

16 عاما من الحماية

16 عاماً من نشاطات حماية التنوع البيولوجي تميزت بها محمية ارز الشوف حتى اضحت واحدة من اهم المحميات الطبيعية والبيئية على مستوى الشرق الاوسط والابرز لبنانيا، تعمل تحت مظلة وزارة البيئة، كما اصبحت الملاذ الاول لعدد كبير من الطيور والحيوانات المهددة بالخطر، ومنها الطبسون الموجود بالقرب من قلعة نيحا التاريخية (أحد مداخل المحمية الأربعة) بالإضافة إلى الهررة البرية والسناجيب التي عادت بقوة إلى غابات الأرز الثلاث في المحمية: معاصر الشوف، والباروك، وعين زحلتا وبمهريه، إضافة إلى الطيور التي أصبح عددها 270 وخاصة الحجل اللبناني التي تطورت أعداده بشكل لافت وكان هذا ظاهراً للعيان خلال الجولة الميدانية، وطائر الهدهد الذي رأيناه بأعداد كبيرة يتنقل في عدة أجزاء من المحمية بشكل هادئ ومريح، بالإضافة إلى عدد كبير من الطيور.
غير أن محمية أرز الشوف لم تهمل الجانب المتعلق بالمجتمع المحلي كونه من عناصر البيئة الريفية، فسعت إدارتها إلى تطوير برامج "التنمية الريفية" و"المحافظة على الارث الطبيعي والحضاري" وصولاً إلى تصنيفها من قبل "الأونيسكو" "محمية محيط حيوي" في حزيران 2005، فشملت بذلك القرى المحيطة بالمحمية والتي تساهم في إدارتها.
وظهر التنسيق الدائم مع البلديات وتقييم اثر المبادرات والمشاريع على البيئة والإقتصاد الى جانب التعاون لحل المشكلات وابرزها الرعي الجائر والصيد العشوائي وصولاً إلى وضع إستراتيجية تشمل تنظيم الرعي بإعتماد الرعي كوسيلة لحماية الغابات من الحرائق التي بات خطرها كبيرا في الآونة الأخيرة، إذ إن مناطق الرعي هي محاذية للغابات وتشكل حاجزا للنار وكذلك تعتمد طريقة الرعي بالتدوير Rotation لإعطاء النباتات فرصة للتكاثر.
ويشير المسؤولون في المحمية، الى "تطوير برنامج "التنمية الريفية المستدامة" وقد تضمن عدة مشاريع مثل: تنظيم دورات لمربي النحل واكثار النباتات العطرية والعاسلة، تجهيز مشغل بالمعدات اللازمة لتعليب العسل، تأهيل 3 مشاغل للسيدات وتدريبهن على الطرق الصحيحة والحديثة لتصنيع وحفظ المنتجات البيئية وتحضير "المونة" البلدية (مربيات، أعشاب، مقطرات، حرفيات) والتي كانت حاضرة بمجملها في سوق البرغوت وسط البلدة. فانتجت خطة العمل ثمارها ايضا في العمل على تسويق الانتاج من خلال خطة تسويقية وتطويرية للمنتجات المحلية التقليدية والإستحصال على شهادة عضوية لبعض هذه المنتجات Bio-Certification لكي يصار إلى تسوقها على نطاق واسع كما يتم بيعها وترويجها على مداخل المحمية وعدة أماكن أخرى في لبنان، الى جانب مشاركة المحمية في تنظيم مهرجانات قروية تنشط البلدات وتساهم في الترويج للمنطقة كوجهة سياحية كما تساهم في التسويق وتشجيع السياحة البيئية وممارسة نشاطات المشي والدراجات الهوائية ومراقبة الطيور والحيوانات وتنظيم نشاطات مختلفة (سباق في الطبيعة ودرب الموسيقى ونشاطات تحريج ومشي على الثلج وصفوف خضراء وغيرها) وتدريب شبان وشابات على الارشاد السياحي البيئي والتوعية البيئية لكي يرافقوا الزوار وينشروا هذه المفاهيم عبر ندوات في المدارس والمجتمع بشكل عام. وتأهيل بيوت للضيافة وتنمية قدرات أصحابها والمشرفين عليها. وتشجيع المحافظة على الإرث الثقافي من قصص شعبية وبيوت قديمة ومعاصر عنب وزيتون ومطاحن ومواقع دينية ونشاطات زراعية وحرف تقليدية وغيرها. ودعم بعض المزارعين وتشجيعهم لزراعة النباتات البرية كالزعتر والقصعين لتخفيف الضغط على هذه النباتات في مواقعها الطبيعية. والمحافظة وتطوير الحرف التقليدية كمهنة النول التي أصبحت نادرة في لبنان. والتعاون مع المؤسسات العلمية لإجراء الأبحاث والدراسات وتوثيق نتائجها.
وبمثل ما شاهده الآلاف من المواطنين في نشاط امس تقدم محمية الشوف مثلاً عن كيفية تحويل الموارد الطبيعية البيئية إلى فرص إقتصادية ومصادر دخل ونمو إقتصادي مستدام يتخطى المحافظة على الثروة الطبيعية ليطال الاثر الثقافي الإجتماعي بل أنها تعتبر مصدرا أساسيا لدخل السكان المحليين.
وتجدر الإشارة إلى أن ما تحقق من نجاح إعتمد على تعاون المجتمع المحلي بشطريه من مجتمع مدني وبلديات، كما أنه من جهة أخرى اعتمد إلى حد كبير على مجموعة من الممولين الدوليين وعلى دعم رئيس جمعية أرز الشوف النائب وليد جنبلاط الذي سعى لتأسيس هذه المحمية بعد الحماية الأولية التي أمنها خلال فترة الحرب الأهلية. وقد أصبحت محمية الشوف المحيط الحيوي نموذجاً لشبكة محميات المحيط الحيوي العالمية وخير دليل على ذلك حصولها على جائزة ميشال باتيس التي تقدمها اليونسكو لواحدة من محميات المحيط البالغ عددها 540 حول العالم لتقديمها مبادرة جديدة بإشراكها للمجتمع المحلي الفعال في إدارتها ومساهمتها في زيادة مدخول عدد كبير من شركائها المحليين (النحالين والسيدات وأصحاب بيوت الضيافة ومقدمي الخدمات كافة).
 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن