مرة ثانية تضرب الحرائق بقوة هذا العام... وتطاول مناطق الشمال اللبناني ولا سيما منطقة عكار... إذ اندلع أكثر من 120 حريقاً ملتهماً آلاف الأمتار... وفي المعطيات الأولية للمعضلة البيئية التي تتكرر أن الهواء والحرارة المرتفعة هما السبب... ويبدو أننا محكومون بكارثة الحرائق الموسمية... في ظل الضعف الذي يعاني منه لبنان لجهة الإمكانيات والآليات على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات المعنية من قوات جوية ودفاع مدني...

وقضت الحرائق على مساحات واسعة من المناطق الحرجية للمرة الثالثة على التوالي خلال أسبوع... إذ لفّت الحرائق مناطق ذات امتداد جغرافي واسع بدءاً من محيط عيات – الدورة... وصولاً الى غابات السنديانة – المجدل... امتداداً حتى بلدة شدرا... واعتبرت كلّها من النوع الثقيل كونها طالت عمق الغابات ورقعة جغرافية غير محددة... فضلا عن العديد من قرى وبلدات الشمال... فيما لم تقتصر الحرائق على منطقة دون غيرها... فاندلعت حرائق عدة في قضاء عاليه وفي منطقة صور... وفي بعبدا والمتن...

المشكلة ليست في حرائق يوم أمس... أي أنها أبعد من كارثة بعينها... لانها ناجمة عن اهمال وفوضى وتقصير... فما الذي فعلته الحكومات المتعاقبة لمواجهة الحرائق... منذ اتفاق "الطائف" إلى اليوم؟... واين هي الطوافات المخصصة لاخماد النيران والتي تم شراؤها بتبرعات المواطنين؟... وأين هي المعدات الحديثة والمتطورة للدفاع المدني؟... وما هي الضوابط الموضوعة لمنع العبث بالأحراج؟... وأين أصبحت التحقيقات بشأن حرائق عُرف من تسبب بها لاستثمار الحطب أو لبناء مجمعات سكنية؟...

بعد سنوات قليلة... لن يبقى غصنٌ أخضر إذا لم يبادر المجتمع الأهلي لتشكيل أداة ضغط على الدولة لتضطلع بمهامها... بمعنى أن تصريحات بعض النواب وهم يتفقدون الحرائق لا تمثل الحد الأدنى من طموحاتنا...

نريد نواباً يحافظون على البيئة... لا نريدهم يتباكون على البيئة... وحملتنا الخضراء مستمرة... بالرغم من أن لا استحقاق نيابيا الآن... لكن ستبقى ورقتنا خضراء... تحاصر كل هذا المدى المظلم... وكل هذا العبث بما أنعم الله علينا به... أي جمال لبنان وطيب مناخه وجمال ربوعه...

صوتك... ضميرك

"خلي ورقتك خضرا... صوِّت للبيئة بلبنان"