فلسطينية تنتج أول مبيد حيوي لمكافحة آفة مدمرة للطماطم

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, October 30, 2013

"غدي نيوز"

ستتبدد مخاوف المزارع الفلسطينى وليد زعرب، من خسائر فادحة كانت ستلحق بأرضه التي زراعها بالطماطم (البندورة) على مساحة ثلاثة دونمات، منذ أن بلغ مسمعه أن الفلسطينية هالة محيسن (24 عاما)، تمكنت من اختراع أول مبيد حيوي يكافح آفة حفار الطماطم "توتا أبسلوتا"، التي كانت تهدد أرضه.
ولن يضطر زعرب لصرف تكاليف باهظة تشكل عبئا ثقيلاً على كاهله، ثمنا للمبيد الكيماوىي الذي يصل الليتر الواحد منه إلى حوالى (300 دولار)، فالمبيد الحيوي الجديد والمنتظر لن يتجاوز (150 دولارا) كما تؤكد "محيسن".
و"توتا أبسلوتا" آفة مدمرة لنبات الطماطم، تحفر في أوراقه أنفاقا كبيرة، تسبب خسائر فادحة للمزارعين، مما يستدعي استخدام المبيد الكيماوي، الذى يسبب أضرارا صحية.
وتوصلت الشابة "محيسن" إلى إنتاج أول مبيد حيوي مصنوع من فطر "البافاريا بيسينا"، لمكافحة الآفة الإسبانية، بطريقة آمنة بيئيا، تقضي على الآفة فقط ولا تؤثر على المنتج صحيا كما تفعل المبيدات الكيماوية.
وتقول خلال حديثها مع مراسلة وكالة انباء الأناضول: "يهتم المشروع بالمكافحة الحيوية للآفات الزراعية بطريقة آمنة ومحافظة على الصحة العامة، باستخدام الكائنات الحية كالفطريات والبكتيريا المتواجدة في التربة والبيئة".
وتضيف: "باستخدام المبيد الحيوي سنتفادى المشاكل التي تسببها المبيدات الكيميائية كالتلوث البيئي والتأثير على الصحة العامة، لأن التأثير سيقتصر فقط على الآفة، وستكون البيئة والتربة والمنتج في أمان".
وتوضح "محيسن" خريجة كلية العلوم والتكنولوجيا الحيوية وطالبة الماجستير حاليا بالجامعة الإسلامية في ذات المجال، أنه تم تجربة المنتج الحيوي على دفيئة زراعية، تم تقسيمها إلى جزأين، رش على إحداهما المبيد الحيوى، وأثبت نجاحه بنسبة 80 بالمئة.
وتزيد هذه الآفة الإسبانية من معاناة المزارعين بغزة، إذ تكبدهم الخسائر الفادحة والتي تتزامن مع نقص الطماطم في الأسواق، وارتفاع أسـعارها الحاد.
و"توتا أبسلوتا"، هي عبارة عن فراشة صغيرة طولها يصل إلى 1 سم، وتُعد من الحشرات الليلية إذ تختبئ نهارا بين ثنايا الأوراق، ودورة حياتها تصل لـ "40" يوما، كما يوضح رئيس قسم الخضروات في الإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة المقالة "حسام أبو سعدة".
وسجل أول ظهور لهذه الآفة لأول مرة عام 2006 على الطماطم في إسبانيا، ولهذا تعرف بدودة الطماطم الإسبانية.
وفي عام 2008 انتشرت في عشرات الدول الأوروبية والعربية، ووصلت إلى قطاع غزة أوائل العام 2010، وألحقت آنذاك خسائر فادحة بمحصول الطماطم.
وتعكف الشابة العشرينية في الوقت الحالي على إنتاج المبيد الحيوي بشكل تجاري وتسويقه للقطاع الزراعي.
وتكمن خطورة الآفة، كما يوضح المزارع زعرب في أنها لا تكتفي بمهاجمة الطماطم، إنما تنتقل إلى محاصيل أخرى كالبصل والباذنجان والكوسا.
وأدى إغلاق معبر رفح والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تأخر صنع المنتج، كما تؤكد محسين، فالمواد المستخدمة في إنتاج المبيد وتصنيعه في وسط زراعي خاص بالفطر غير متوفرة في القطاع، وتوجد في مصر.
ومنذ أكثر من سبعة أعوام فرضت إسرائيل حصارا على قطاع غزة، بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية.
ومنذ الثالث من حزيران (يوليو) عقب عزل الجيش المصرى للرئيس محمد مرسي، يشهد معبر رفح إغلاقا متكررا، وشددت السلطات المصرية من تواجدها على الحدود مع القطاع، وهدمت ما يزيد عن 98 بالمئة من الأنفاق التي تستخدم في تهريب البضائع، كما يؤكد مالكوها.
وانطلقت الشابة "محيسن" في تنفيذ عملها منذ التحاقها بمشروع "مبادرون 2" الذي وفر لها الدعم المالى واللوجستي بشكل كامل لتنفيذ مشروعها.
ومشروع "مبادرون 2" تنفذه الجامعة الإسلامية للمرة الثانية، ويهتم بدعم وتطوير مشاريع أصحاب الأفكار الإبداعية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمحاولة، لجعلها مشاريع مدرة للدخل يمكن تسويقها على النطاق المحلى أو الإقليمي.
ويستهدف مشروع "مبادرون 2" فئة الشباب من 19 - 29 عاما، ويدعم ثلاثين مشروعا.
ويغطي القطاع الزراعي وفق إحصائيات وزارعة الزراعة حوالى 11 بالمئة من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن