عاليه - "غدي نيوز"
تفقد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أعمال المسح البري عن النفط في منطقة عاليه، والتي تقوم بها "شركة سبكتروم" البريطانية يرافقه عدد من مسؤولي الشركة وفريق عمله في الوزارة ومستشاره سيزار ابو خليل.
المحطة الأولى كانت في ضهر البيدر، اطلع خلالها باسيل والوفد المرافق على سير العمل، لينتقل بعدها الى خراج بلدة المريجات – البقاع، على مشروع الاتوستراد وعاين الموقع واستمع الى شروحات الجهات المولجة عمليات المسح.
بعد الجولة، عقد لقاء في فندق الصخرة في بحمدون شارك فيه عدد من رؤساء بلديات عاليه وبعبدا والشوف والبقاع، وألقى باسيل كلمته، استهلها قائلا: "جئت اليوم في جولة على خط النفط البري الممتد من عاليه الى البقاع الى وبر الياس وما بعد، واعرف ان هذه المنطقة عزيزة علينا كثيرا، وتستأهل الكثير من الاشغال، اليوم انا هنا من اجل موضوع النفط البري، نحن في لبنان بحاجة الى الكثير من شبكات وخطوط مياه وخزانات وآبار، لكن اليوم جئنا لنحدثكم عن آبار البترول، وان شاء الله بفضل هذا العمل القائم (ما بتعودوا تطلبوا بير ماي بتصيرو تطلبوا بير بترول)، وان شاء الله نتمكن من اكتشاف هذا البترول في برنا، ويصبح هم البلديات ورؤساء البلديات والنواب ان يكون في مناطقهم بترول وآبار بترول، ونحن في هذا الخط الثاني للنفط، ننتقل من خط الى خط آخر لتغطية معظم المناطق اللبنانية، ونكون انجزنا كشفا للبر اللبناني واستكشفنا امكانيات وجود البترول. نتأمل خيرا، وان نعوض السنوات الفائتة لاننا حفرنا آبارا من 50 سنة واعتبرنا انه لاننا لم نكتشف شيئا فما عاد هناك حاجة لنقوم بأي شيء".
وأضاف: "نسينا أن الدنيا تطورت، وأن العلم يتقدم وأن على الانسان ان يحاول دائما، من يريد يتبجح ويقول ان هناك عملا انجر من 50 سنة، نقول له لماذا لم تكمل؟ نحن كل يوم تواجهنا عراقيل ونتخطاها لنذهب الى الابعد، ومن يقول ان هذا النفط ليس منةً من احد، بالتأكيد، وهو منةٌ من ربنا، انما موجود لدينا، واذا لم يستفد الانسان منه ولم يستخرجه، يكون مجرما وخاطئا بحق ربه وبحق أهله، من اجل ذلك نحن نقوم بهذا العمل، ونحن نأمل واننا موعودون بأن تبدأ النتائج الاولية بالظهور، ولكي لا نعد اللبنانيين اليوم باحلام ووعود غير مبنية على العلم، نقول انه يجب ان ننتظر النتائج الاولية لنرى ما اذا كانت مؤشراتها جيدة، ومن ثم نتعمق اكثر بالدرس، واذا النتائج لم تكن جيدة نقول الحقيقة للناس".
وأشار باسيل الى ان "كل المؤشرات تدعونا للتفاؤل وقريبا ان شاء الله تكون لدينا اخبارا طيبة".
وقال: "في البر نتحدث بعد ان تحدثنا عن البحر قبل ثلاث سنوات، وفي تلك الفترة هكذا قلنا ايضا، قلنا ان لدينا مسحا بحريا لنرى النتائج وتريثنا ولم نعد الناس الا بعد ان بدأت تصلنا النتائج ايجابية، وكل يوم تصلنا ايجابية اكثر، لكن هناك ناساً في البلد – أنا اقول لكم أنهم لا يريدون ان نستخرج لا نفطا ولا غازا، وبدأوا يشككون، وستسمعون، وانا اقول كي يرتدع هؤلاء ولا يتحدثون، لكن لن يسمعوا مني وسيتحدثون، وستبدأون بسماع اصوات لبنانية تقول "لبنان ليس مؤهلا لاستخراج نفط وغاز"، ليس لديه ادارة ولا خبرة ولا معرفة، وكأن اللبنانيين ليسوا ناسا متطورين ولا مثقفين، وكأننا جهلة في هذا العالم وفي هذا العصر، كل دول افريقيا وآسيا ودول الخليج هي اذكى منا، ونسوا اننا نحن اللبنانيون من يذهب الى هذه الدول ونستخرج ثرواتها، بفضل العقل اللبناني. ولا ينقص العقل اللبناني لنطمره في لبنان، وليس المطلوب من الدولة اللبنانية ان تطمر الادمغة او تصدرها الى الخارج، المطلوب ان النفط اللبناني المطمور على الادمغة اللبنانية استخراجه، ونحن لدينا كل القدرة ونبرهن يوما بعد يوم ان لدينا الثروة ولدينا العقل، نحن نعلم العالم واللبنانيون مستلمون اكبر شركات العالم، والادارة اللبنانية للنفط والغاز تكونت وتطور خبراتها وامكانياتها، وبالتأكيد هي قادرة، ومن اجل ذلك في المرحلة الاولى هناك شركات هي جاءت لتقوم بهذا العمل باشراف وادارة الدولة اللبنانية، ولكن الشركات تعمل بخبرتها، ومع الوقت نكون نحن شركتنا الوطنية، لنستخرج نحن النفط والغاز، وتصبح شركتنا الوطنية تعمل في لبنان وخارج لبنان، هكذا نتقدم وهكذا تتطور البلدان، هذه هي القاعدة الطبيعية، ليس ثمة احد يمكن اخصاء فكرنا وعقلنا، و"يركب" علينا صفة الجهالة غصبا عنا".
وأردف: "نحن ناس لسنا جهلة، نحن عمالقة لبنانيون، جميعنا شعب عملاق استطاع ان يستمر رغم كل ما مر على لبنان، وقادر ان يستفيد من ثرواته، لكن يريد دولة تكون الضامنة والراعية والناظمة لاستخراج هذه الثروات، ونحن لسنا مكتفين بالبحر وحسب، وانما نعمل في البر، وان شاء الله تتمكن كل المناطق اللبنانية من الاستفادة من هذه الثروة التي أينما ظهرت الافادة منها لن تكون محلية وانما ستكون لكل الاراضي اللبنانية".
وختم باسيل: أشكركم على هذا اللقاء السريع بيننا، وعلى المساعدة التي اعلم ان الشركة تلقتها منكم التي تعمل، لانها خلال عملها تمر في كل بلدية، وتجد التعاون اللازم، وان شاء الله – كما في البترون، اليوم في عاليه وغدا في البقاع وبعده في الجنوب وعكار وكل المناطق اللبنانية تتمكن هذه الشركة من العمل، وان تذلل كل المعوقات امامها، ليس ثمة منطقة يمكن ان يكون ممنوع ان تدخل اليها، لانه اذا منعت من دخول هذه المنطقة، معنى ذلك اننا نحرم المنطقة من ثرواتها ومن ان تستفيد من نفظها. ومن يعتقد اليوم انه يمنع شركة او يؤخرها، انه يمنع وزيرا، انا اقول لكم انه يمنع اهله وناسه ويحرمهم. نحن نعطي الفرص للناس وهناك في المقابل اناس – يسمون انفسهم مسؤولين، يمنعون هذه الفرص عن الناس، وبمساعدتكم وبحرصكم على بلداتكم ومناطقكم ينتهي هذا العمل حسب الاصول، وحسب القانون، وان شاء الله تكون نتائجه ايجابية وطيبة لنا جميعا".
وردا على سؤال حول ما نشرته "السفير" رفض إسرائيل لوساطة بشأن الغاز مع لبنان، قال باسيل: "بغض النظر ان كان الخبر صحيحا أم لا، لاننا تبلغنا انه ليس صحيحا، لكن الامر ليس متوقفا على قبول اسرائيل او رفضها، وانما متوقف على قبول لبنان، المهم ان نقبل نحن، لان الموضوع هو موضوع حدود ومساحة من جهة، وموضوع ثروة وموارد من جهة ثانية، وأي أمر يتعلق بالنفط يجب ان يشمل المساحة والثروة، وهما مسألتان تمثلان حقوقا لبنانية، وبالتأكيد نحن لسنا على استعداد للتنازل عنهما، ونعمل حسب القانون الدولي، وحسب الاصول المتعارف عليها، واطمئنكم، هذا كله هلع اسرائيلي بسبب ان لبنان اصبح مستعجلا وضيق الهوة بينه وبين اسرائيل، وهذا ما تقوله التقارير الاسرائيلية، المؤسف ان لبنان من يصغر الفجوة بسرعة التقدم التي نقوم بها، بدلا من اسرائيل تكون هي من يقوم بعمل مباشر لايقافنا، للاسف هناك لبنانيون هم من يوقفنا ويؤخرنا، ويساهمون في ان تعود وتكبر الهوة والفجوة، لاننا نحن اليوم بسباق مع الوقت، انا اعرف ان الثروة مطمورة تحت الارض، ولن نسمح لاحد ان يمد يده اليها، ولكن اذا استخرجناها لن نسمح للبنانيين ان يمدوا أيديهم اليها بالفساد، واذا ابقينا تحت الارض لن نسمح لاسرائيل ولغير اسرائيل ان تحرمنا من الاستفادة منها، نحن بسباق مع الوقت، وهذا الوقت نريد ان نختصره لتمكن من ان ندخل الى السوق وننافس".
وعما اذا كانت وساطة اميركية، قال باسيل: "ليس سرا ان هناك وساطة اميركية وغير اميركية، وهذا شيء معلن".