رعى وزير الاتصالات نقولا صحناوي، صباح اليوم (28-5-2012)، المؤتمر الثالث للحزمة العريضة والانترنت السريع الذي تنظمه كلية الهندسة في الجامعة الانطونية في الحرم الرئيسي للجامعة في بعبدا - الحدث، في حضور جمع من الشخصيات والمختصين منها، وفد من قيادة الجيش ضم كلا من: العقيد المهندس محمد الجباوي، المقدم بسام فهيم، النقيب المهندس رضا الحلو، النقيب المهندس زياد حسين، الملازم أول المهندس باسل طعمة والملازم أول المهندس محمد حمزة، وشارك أيضا وفد من قوى الأمن الداخلي تمثل برئيس شعبة المعلوماتية العميد محمد نصوح الاسعد، رئيس مصلحة الاتصالات الكولونيل حسين الحاج حسن ورئيس مكافحة الجريمة السيبيرية الكولونيل ايلي بيطار.
غبريل
النشيد الوطني افتتاحا ثم كلمة ترحيب ألقاها عميد كلية الهندسة الدكتور بول غبريل قدم خلالها المؤتمر، فقال: "ان برنامج المؤتمر يقارب مسائل تكنولوجية عديدة متعلقة بالشبكات. ان المؤتمر أفرد، منذ بداياته، جلسة علمية غير تقنية لمعالجة اشكاليات تتعلق بالانعكاسات القانونية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية للحزمة العريضة والانترنت السريع، وقد خصص هذه السنة جلسة لمناقشة مسألة التنمية المستدامة واعادة التدوير المنطقي".
وذكر بأن "المؤتمر عالج في الاعوام الماضية مسائل عدة كحق الوصول الى الانترنت السريع، حق الحماية من أخطار التلاعب بالحياة الخاصة، حياد الشبكات، الاطار القانوني لحماية المؤسسات الموجودة على الشبكة، حماية القاصرين، والجرائم السيبيرية".
جرمانوس
من جهته، اعتبر رئيس الجامعة الأنطونية الاب جرمانوس جرمانوس أن "التقنيات العالية لا يمكن أن تصرف انتباه العلماء الحقيقيين عما هو انساني"، لافتا الى أن "المعرفة الأصيلة تهدف الى خدمة كرامة الانسان واحترامه".
وأكد انه "في وقت تلوث النفايات الألكترونية البيئة ويبقى المستهلك غير راض ويمل الأطفال بالرغم من غرقهم في الألعاب الألكترونية، تأتي هذه النسخة الثالثة من المؤتمر لتعالج مسألة التنمية المستدامة واعادة التدوير، وهو خيار يتلاقى ونداء الكنيسة التي بدأت تنظر بجدية الى انعكاسات التقنيات الجديدة على ضمير الانسان وهويته منذ الأربعينيات".
الوزير صحناوي
وقال الوزير صحناوي: "حلمنا كبير وسيستمر كذلك، ولن نرضى بان نخفض طموحاتنا على قياس الوضع المتردي، وخصوصا في ضوء ما حصل في الاسبوعين الاخيرين. قلبنا على البلد وعلى الجيش، لكننا في تكتل التغيير والاصلاح وكلبنانيين عموما، نرفض ان تنخفض طموحاتنا او تتأثر بما يجري. حلمنا كان ولا يزال ويستمر ببلد يتمتع بأحدث تقنيات الاتصالات، من الالياف الضوئية الى الجيلين الرابع في الخليوي، الى كل تحديثات ممكنة في الشبكتين الثابثة والخليوية".
واضاف: "عانى لبنان ويعاني وطأة النموذج الاقتصادي الريعي، ولن نعدم وسيلة لتحويله اقتصادا منتجا يؤمن فرص العمل ويوقف نزف الهجرة ويكون مركزا لتصدير الخدمات وخصوصا تلك ذات القيمة المضافة. نحن على ثقة بأننا نستطيع تحقيق هذه النقلة النوعية في النموذج الاقتصادي، بواسطة الاقتصاد الرقمي وبسرعة كبيرة. في حال كانت هذه النقلة تحتاج الى سنوات لتتحقق، على سبيل المثال، بالاقتصاد الزراعي او بالصناعات الثقيلة، هي تحتاج الى 6 اشهر بالاقتصاد الرقمي. لذلك علينا وضع كل الطاقات لتوفير مناخ ملائم لجعل لبنان منصة لاستقطاب الاستثمارات ولتصدير الخدمات، مما يوفر حكما فرص عمل جديدة".
وتابع: "نسعى مع فريق العمل في الوزارة الى تحقيق هذه الرؤية، انجزنا في الاشهر العشرة الفائتة الكثير لكن ينتظرنا الكثير ايضا. المدينة الرقمية احدى المحطات المهمة في هذا المشروع. كان من المفترض ان نضع حجر الاساس لها نهاية هذا الشهر، لكن الاحداث الحاصلة فرضت الارجاء. في كل حال لن نكف الجهد لتحقيق ما نصبو اليه، ونحن على ثقة بأن في استطاعة لبنان ان يكون قلب العالم وفي وسط ما صارت تسميته القرية الكونية. ميزات اللبنانيين كثيرة ومتعددة في الابداع واختراع البرامج والتطبيقات، ولا بد من استثمارها وتوفير البيئة الملائمة لتحقيق هذا الابداع. لهذه الغاية، ضمنا العقود الجديدة مع شركتي الخليوي بندا يلزمهما انشاء مركز للبحث والتطوير Research and Development، خصوصا ان لبنان لا يزال متأخرا في هذا المجال. ويحتاج تحقيق ذلك الى جهد مشترك بين القطاعين العام والخاص ومع الجامعات".
وقال: "نحن على ثقة بان هذه الاجراءات والاجراءات المماثلة التي اتخذناها او نعمل على تحقيقها كفيلة جعل لبنان مساحة مميزة في وسط القرية الكونية. واكرر اقتناعي بإمكان تحقيق هذا الحلم. بلغة الارقام، في الاشهر العشرة الفائتة زدنا سرعة الانترنت الثابت 18 مرة، وسرعة انترنت الخليوي 15 مرة، ومع انهاء شبكة الالياف الضوئية في امكاننا رفع سرعة انترنت الخليوي مرتين او ثلاث مرات اضافية لنصل الى HSPA+ القريب الى الجيل الرابع.
ونعمل ايضا على كابل بحري جديد مع قبرص بقدرة 700 غيغابيت سيكون موازيا لكابل ايميوي IMEWE. وبفضل الاجراءات المتخذة زادت السعة 11 مرة، من 3 غياغابيت قبل 10 اشهر الى 33 غياغابيت راهنا".
وختم: "اشكر الجامعة الانطونية على الجهد الذي بذلته لتنظيم هذا المؤتمر ولجعل لبنان مختبرا ومركز التقاء للخبراء والتقنيين في عالم الاتصالات".
ويشار الى أن أعمال المؤتمر استمرت يومين وشارك فيها عدد كبير من خبراء الاتصالات من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط.