"غدي نيوز"
حذر تقرير حكومي من أن تلوث الهواء الكبير في بريطانيا يقلص متوسط حياة البريطانيين بمعدل ستة أشهر سنويا.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن التقرير الصادر عن لجنة التدقيق البيئي الحكومي في لندن أوضح أن الدخان المنبعث من محطات توليد الطاقة والمركبات يودي بحياة خمسين ألف بريطاني سنويا بسبب أمراض القلب والرئة.
ووصف التقرير هذه النسبة بالفضيحة الوطنية قائلا إن متوسط عمر الإنسان ينخفض في بريطانيا بمعدل ستة أشهر على الأقل نتيجة حركة المرور وازدحام الطرقات فقط.
ولفت التقرير إلى أن الاجراءات التي تتخذها الحكومة البريطانية في التخفيف من حدة تلوث الهواء كرش الطرق واستخدام بخاخات قامعة للغبار تساعد البريطانيين على التنفس بشكل مؤقت ولا تمثل حلا جذريا إذ أن دخان عوادم السيارات والمعامل يتغلغل عميقا في نسيج الجهاز التنفسي ويزيد من حالات أمراض الرئة والربو فضلا عن المساهمة في أمراض القلب.
وقد أظهرت دراسات عديدة أنه عند ارتفاع مستويات التلوث في الهواء فإن وفيات الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرئة والقلب تتضاعف بشكل خطير.
كما بين التقرير أضرار التدخين السلبي المسؤول عن واحد بالمئة من الوفيات فيما يكون الأطفال أكثر الفئات عرضة لدخان التبغ غير المباشر الذي يؤدي إلى مقتل 165 ألف شخص سنويا.
وأوضحت لجنة التدقيق البيئي في بريطانيا أن تلوث الهواء يتسبب بوفاة نحو خمسين ألف شخص في البلاد سنوياً إذ أن الجسيمات الدقيقة في الهواء الناجمة عن احتراق الوقود قادرة على التسبب بخسارة الفرد ما يصل حتى تسع سنوات من حياته.
كما تؤدي الجسيمات الدقيقة الناتجة عن احتراق الديزل وأنواع أخرى من الوقود والذي يدخل بكميات كبيرة للرئتين إلى خسارة الإنسان ما بين سبعة إلى ثمانية أشهر من عمره.
وكشفت اللجنة عن علمها بأن الحكومة البريطانية خرقت قوانين الاتحاد الأوروبي المتعلقة بنوعية الهواء لمدة تزيد على عشر سنوات وحصلت على أرقام جديدة من وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية ما يظهر معرفة مدى جدية وحجم هذه المشكلة التي استمرت لمدة طويلة إلا أنه تم كتمها.
ويتسبب تلوث الهواء على المدى الطويل بثنائي أوكسيد النتروجين وأوكسيد النتروجين بجعل الحالة الصحية للأشخاص المصابين بالربو أكثر سوءاً وتفاقم أمراض القلب والأمراض التنفسية.
وكانت صحيفة الاندبندنت البريطانية ذكرت في أحد أعدادها السابقة أن الحكومة البريطانية تواجه خطر دفع 300 مليون جنيه كغرامات بعد فشلها في تحقيق الأهداف القانونية التي وضعها الاتحاد الأوروبي لخفض نسبة التلوث إلى مستويات آمنة.
وأضافت إن لجنة العموم للتدقيق البيئي في بريطانيا نشرت نقدا لاذعا لفشل الحكومة البريطانية في جعل انخفاض مستويات تلوث الهواء من أولوياتها رغم مرور عقد كامل من ضغط العلماء والاتحاد الأوروبي عليها وأن اللجنة ستطلب تقديم شرح كامل لانفاق ملايين الجنيهات على حملات زيادة التوعية ضد مخاطر البدانة والتدخين السلبى وغيرها وليس على نوعية الهواء وتنقيته.
وستواجه الحكومة البريطانية ضغطا كبيرا لتقديم حلول فورية للتعامل مع أهداف الاتحاد الأوروبي في خفض مستويات التلوث الهوائى وتفادى فرض غرامة على البلاد.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أقر عام 2002 خطة لرفع جودة الهواء في دول الاتحاد وعددها 27 دولة عن طريق فرض قيود لأول مرة على الجسيمات الدقيقة التي تذهب بثمانية أشهر من متوسط العمر المتوقع للمواطنين الأوروبيين.
وتنص القواعد الذى تبناها الاتحاد الأوروبي على تقليل تركيزات الجسيمات الدقيقة في المناطق الحضرية بنسبة عشرين بالمئة بحلول عام 2020.