"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

يختار الفنان التشكيلي المادة التي يعمل عليها (ورق، قماش، خشب وحجر)، وينتقي كذلك أداواته (إزميل، ريشة وقلم)، لكن أن يختار ورق الأشجار ليبدع لوحات فنية نابضة بالجمال، فهذا أمر يدعو للاستغراب، خصوصا وأنه في هذه الحالة يحول الابداع إلى فضاء أوسع، عندما تصبح ورقة الشجر لوحة قائمة بذاتها.
فهذا العمل يتسم بكثير من الدقة، ويتطلب أيضا بذل الكثير من الوقت والجهد، لكنها متعة الفنان، ومن حقه أن يحلق في عوالمه الخاصة، بعيداً من اللوحة التقليدية إلى أي مدرسة فنية انتمت (الانطباعية، السوريالية، التكعيبية، الكلاسيكية والتجريدية... الخ)، فهنا مجال الابداع مشرع على الجمال غير المتوقع، الصادم بإيجابية حين يمتع أبصارنا بشيء جديد يحيلنا الى الجمال بلغة خاصة.
نعرف أن كثيرين من النقاد لا تستهويهم مثل هذه الأعمال، حتى أنهم لا يصنفونها كأعمال فنية قائمة بذاتها، ويعتبرونها نوعا من "تقليعات" فنية لا أكثر، ولكن يبقى لكل رأيه، وما يهمنا كـ "غدي نيوز" أن ننقل إلى القارىء كل جديد، وله وحده أن يقرر ويحدد ماهية هذه الأعمال، إن كانت فنا أو مجرد "تقليعة" عابرة، بالرغم من أننا نرى أن الجمال أكبر من أن نأسره في نطاق معين، فأي عمل فني شكل متعة للعين، هو في رأينا قد ارتقى الى مرتبة فن وثقافة وإبداع.

متعة بصرية

في هذا السياق، يأخذنا الفن هذه المرة إلى متعة بصرية لم نعهد مثلها من قبل، في تجربة رائدة، وذلك مع الفنان البريطاني أويد أسدي Omid Asadi (35 عاماً)، الذي أنجز بإبداع رسوما رائعة لحيوانات ومشاهد طبيعية، فضلا عن صور لعدد من المشاهير، كل ذلك على أوراق الشجر، وهي رسوم تتطلب الدقة في تنفيذ الفكرة المراد إظهارها، فضلا عن الوقت والجهد والتعب.
وبحسب صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية التي سلطت الضوء على هذه التجربة في تقرير مصور، فإن فكرة الرسم على ورق الشجر راودت الفنان البريطاني أويد أسدي (من أصل إيراني)، أثناء جولة له في الحدائق بمدينة مانشستر غرب إنجلترا، حيث يعيش.

عدسة مكبرة ومشرط جراح

وحسب الصحيفة أيضا، فقد "تمكن الفنان من رسم أعقد التصميمات على ورق الشجر، وذلك باستخدام عدسة مكبرة، ومشرط الجراح والإبرة، ثم مادة لاصقة لتثبيت الرسوم على الورق".
ورسم الفنان أسدي صوراً لمشاهير مثل المطرب الجامايكي بوب مارلي، كما رسم نسخاً لبعض اللوحات الشهيرة مثل "الصرخة" للرسام النرويجي إدفارت مونك، وصور حيوانات، وغيرها الكثير من الأعمال المتنوعة.