"غدي نيوز"
أظهرت دراسة نشرت نتائجها مؤخراً أن ظاهرة حرق النفايات المنتشرة في الكثير من البلدان حول العالم تؤدي إلى زيادة التلوث والجزئيات السامة في الهواء بنسبة تفوق بكثير ما تعلن عنه الحكومات، مضيفة أن "40 في المئة من نفايات العالم يتم حرقها".
وتسعى الدراسة، التي نشرت نتائجها في دورية تكنولوجيا وعلوم البيئة، إلى تحقيق أول تقييم شامل وواضح للداتا، أو البيانات، المتعلقة بحرق النفايات في العالم، بما فيها نسبة ثاني أوكسيد الكربون، ومونوكسيد الكربون، والزئبق، والجزئيات السامة الصغيرة التي من الممكن أن تحجب أشعة الشمس، أو تؤدي إلى انسداد الرئات البشرية.
ومن المعروف أيضاً عن مادة الديوكسين أنها مسببة للسرطان، وقد تم ربط آثارها بعاهات خلقية وتراجع في الخصوبة وضعف جهاز المناعة، وغير ذلك من خلل هرموني. أما الزئبق، فهو يتسبب بخلل في نمو دماغ الجنين، كما بتسمم مباشر للجهاز العصبي المركزي والكلى والكبد.
وقالت الباحثة الأساسية في الدراسة من المركز الوطني الأميركي للدراسات الجوية في ولاية كولورادو إن "القيام بهذا البحث جعلني أكتشف كم اننا لا نملك سوى القليل من المعلومات حول حرق المخلفات، أو كيفية إدارة النفايات"، مضيفة أن "أكثر ما يثير الدهشة هو حجم وكمية المواد السامة التي ننتجها".
وتشكل الدراسة أيضاً أول عملية فهرسة أو توثيق لكمية الانبعاثات التي تحدثها كل دولة في العالم، بالرغم من أن العلماء أشاروا إلى أن المعلومات والأرقام التي أعلن عنها في الدراسة هي "مسودة أولى" بحاجة إلى عملية تدقيق ثانية.
وإذا كانت الحكومات عادة تعلن حصيلة الانبعاثات السامة الناجمة عن المحارق، إلا أن المخلفات التي يتم حرقها في الفناءات الخارجية للمنازل، وفي الحقول، تتم غالباً بطريقة غير منظمة، وغير معلنة رسمياً.
وتمكن الباحثون من خلال تقييم المعلومات الموجودة عن عدد سكان العالم، وعن الكمية التي ينتجها الفرد الواحد من المخلفات، والتقارير الرسمية التي تصدرها الدول حول التخلص من نفاياتها، لحساب كمية المخلفات التي يتم حرقها حول العالم كل سنة. والجواب هو: 41 في المئة من الملياري طن من المخلفات السنوية تتحول إلى دخان في السماء!
ووجدت الدراسة أن الصين والهند هما البلدان الأكثر حرقاً للنفايات نسبة إلى عدد السكان، كما أن البرازيل والصين والمكسيك هي أكثر البلدان التي تحرق نفاياتها مباشرة في المكان الذي تلقى فيه.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن 29 في المئة من الجزئيات السامة الصغيرة (2,5 ميكروميتر)، والتي تدخل عميقاً في الرئتين، تنجم عن هذه الحرائق، كما ينجم عنها أيضاً 10 في المئة من انبعاثات الزئبق.
من ناحية أخرى، تعتبر الدراسة أن "عملية التنظيم ووضع القوانين للحد من حرق النفايات لا تكفي لوحدها".
ففي الهند مثلاً، حيث يعتبر حرق النفايات أمرا غير شرعي، لا يجد مئات الآلاف من المواطنين بديلاً عنه للتخلص من مخلفاتهم في الأماكن النائية أو في القرى التي لا تصلها خدمة التخلص من النفايات. كما أنه في فصل الشتاء، يضطر الكثيرون في الهند إلى حرق الدواليب المطاطية والأكياس البلاستيكية وكل ما يقع تحت أيديهم للحصول على الدفء.
يختم الباحثون بالقول إن "ما توصلت إليه الدراسة يجب أن يصل إلى آذان المسؤولين الذين يضعون السياسات العامة، فحرق النفايات في الهواء الطلق مضر جداً للبيئة والصحة العامة، وهو أمر لسنا في حاجة إلى الصعود إلى القمر لفهمه".
عن الــ A.P