أبو فاعور اعلن عن إجراءات إستثنائية لمكافحة الايبولا

Ghadi news

Tuesday, October 21, 2014

أبو فاعور اعلن عن إجراءات إستثنائية لمكافحة الايبولا:
الحاجة ماسة لزيادة المعرفة الطبية لمواجهة احتمالات الإصابة


"غدي نيوز"

عقد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور إجتماعا موسعا في القاعة الزجاجية في مبنى الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية، في اطار الاجتماعات التي تعقدها وزارة الصحة لمواجهة مرض الايبولا، حضره نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، ممثل نقيب الأطباء عبد الأمير فضل الله، نقيبة الممرضات والممرضين هلا نويهض، مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف حلو، أعضاء خلية الأزمة المشكلة في وزارة الصحة لمكافحة مرض إيبولا، وعدد من مدراء المستشفيات الخاصة والحكومية والأطباء المعنيين بمتابعة مكافحة مرض إيبولا.
إثر الإجتماع عرض أبو فاعور في مؤتمر صحافي لسلسلة الإجراءات التي يتخذها لبنان لمكافحة هذا المرض، مشيرا إلى أن "المتابعة الحثيثة لمواجهة هذا المرض تتطلب عملا منظما بعيدا عن السطحية بعدما بات خطرا داهما على البشرية جمعاء، وقد وصفته الأمم المتحدة بأنه الأخطر بعد الإيدز وتظهر توقعات المنظمة الدولية بأن العالم سيتعايش مع هذه الأزمة لمدة ثلاثين عاما بعدما تفشى بشكل كبير في أفريقيا الغربية في ظل تحول العالم إلى قرية كونية كبيرة".
وقال: "إن الأمر خطير ولبنان، للأسف، من الدول المعرضة أكثر من غيرها. فلدينا جاليات لبنانية كبيرة جدا في الدول الموبوءة، وهي جاليات من الجيل الثالث من المهاجرين، ولا تقتصر فقط على رؤساء المصالح والعمال بل تشتمل على عائلات كبيرة!".
أضاف: "ان عددا كبيرا من هذه العائلات عاد إلى لبنان، وبقي رؤساء المصالح الذين يتنقلون بين أماكن عملهم ولبنان، مما يضطر الدولة اللبنانية إلى القيام بإجراءات إستثنائية، لا تشكل رفاهية أو خيارا لأن سلامة اللبنانيين وصحتهم هي على المحك".

الإجراءات

وأوضح ابو فاعور أن "الإجراءات المعتمدة من قبل وزارة الصحة تقوم على تتبع المرض من مصدره الأساسي وصولا إلى لبنان، المطار أو المرفأ فالمستشفيات"، مشيرا الى انه "تم الاتفاق مع وزير الخارجية جبران باسيل على إخضاع أي مواطن غير لبناني قادم من الدول الموبوءة للتدقيق من خلال إجراءات إستثنائية تقوم بها السفارات قبل اتخاذ القرار بإعطائه تأشيرة دخول إلى لبنان أم الإمتناع عن ذلك".
وقال: "ان عملية التنقية الأولية ستبدأ من السفارات اللبنانية الموجودة في الخارج وقد بدأ العمل عليها منذ الوقت الحالي وربما يصل الأمر إلى حجب التأشيرات عن عدد كبير من الأشخاص الذين هم عرضة للاصابة بهذا المرض. أما اللبنانيون الذين يريدون العودة إلى لبنان بشكل غير دائم، فعليهم إخبار السفارات اللبنانية التي تبلغ بدورها السلطات في لبنان للقيام بالإجراءات الإحترازية الأولية".

المطار

اضاف: "أما الإجراء الثاني فيتعلق بشركات الطيران حيث تم توزيع عدد هائل من منشورات التوعية للمسافرين، كما تم الاتفاق مع شركات الطيران الآتية إلى لبنان من المغرب وإثيوبيا ولاغوس نيجيريا، على توزيع استمارات على الركاب الآتين من دول موبوءة للتأكد ما إذا كانت لديهم أعراض تقيؤ أو غثيان أو حرارة وكل ما يشير إلى احتمال الإصابة بالإيبولا. فإذا وجدت حالات مشتبه بها، يتم إخبار السلطات اللبنانية قبل وصول الطائرة، ليتم بعدها إرسال فريق متخصص يصعد إلى الطائرة ويدقق بالحالة المشتبه بها في مكان محايد. وفي حال تبين في التدقيق الأولي عدم وجود عوارض حالية، يتم حفظ المعلومات عن كل الذين عبأوا الإستمارات جانبا، حيث يبقى الفريق المتخصص على اتصال بهؤلاء الأشخاص للتأكد أن لا عوارض صحية خطرة تظهر عليهم، باعتبار أن فترة الحضانة تمتد من يومين إلى عشرين يوما. أما إذا تبين وجود حالة مشبوهة على الطائرة، فيتم حجزها في الحجر الصحي في المطار، قبل نقلها بسيارة إسعاف إلى مستشفى رفيق الحريري حيث أنشئت وحدة عزل خاصة قادرة على استيعاب مريضين كحد أقصى، وسيتم العمل في أسرع وقت ممكن على زيادة قدرتها على استيعاب المزيد من المصابين المحتملين".
وتابع: "في المرحلة اللاحقة بعد النزول من الطائرة، يخضع كل الركاب الآتين على الرحلات القادمة من الدول الموبوءة للفحص الحراري تلقائيا من قبل الكاميرات التي تعمل أربعا وعشرين ساعة. كما هناك إجراءات في المطار تم تحديدها مع وزير الأشغال حيث الحاجة ماسة لغرفة حجر صحي إضافية، كما ثمة حاجة إلى إيقاف خدمة VIP بحيث لا يتم إعفاء أي شخص من المرور بحلقات التدقيق".

المرافئ

وشدد ابو فاعور على "ضرورة أن تبلغ سلطات المرافئ وزارة الصحة مسبقا عن أي باخرة قادمة إلى لبنان من الدول الموبوءة، ليقوم الأطباء المراقبون الذين سيجهزون بفرق دعم إضافية للتدقيق على الباخرة لحظة وصولها".

المستشفيات

ولفت إلى أن "الوحدة التي تم تجهيزها في مستشفى رفيق الحريري تتضمن بدلات واقية تشتمل على فريق طبي متكامل يتضمن خمسة عشر شخصا من طبيب وممرضين ومراقب صحي، وقد وافق مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة على اثني عشر ممرضا وممرضة لاستعانة بخدماتهم، علما أن الحاجة كبيرة إلى المزيد من الممرضين والممرضات".
وأشار أبو فاعور إلى أن وزارة الصحة "بدأت حلقات تدريب في المستشفيات الحكومية، وقد بدأت اليوم الحلقة التدريبية الأولى في الجنوب، على أن تعقد غدا في بيروت وجبل لبنان، وستتلاحق دورات التدريب للوصول إلى حد أدنى من المعرفة الطبية لكيفية التعاطي مع المرض ورفع مستوى وقدرة الكوادر الطبية على التعامل مع هذا الأمر. كما تم توزيع حوالى ثمانين بدلة عزل طبية على المستشفيات، على أن يتم الطلب من منظمة الصحة العالمية تزويد لبنان بالمزيد من البدلات".
وأعلن أنه "سيتم، إضافة إلى مستشفى رفيق الحريري في بيروت، تجهيز وحدات عزل في مستشفيات حكومية في كل من النبطية وصيدا وطرابلس وضهر الباشق وبعلبك"، مضيفا أنه "أصدر تعميما يدعو كل المستشفيات التي تتجاوز سعتها مئة سرير إلى ضرورة إنشاء وحدات عزل متخصصة. وإذ أشار إلى احتمال أن يؤدي الأمر إلى إرباك أو كلفة إضافية، شدد على أن لا مفر من هذا الأمر، مضيفا أن المهلة المعطاة للمستشفيات الخاصة لإنشاء هذه الوحدات هي ثلاثة أسابيع كحد أقصى". واعلن أنه "تبلغ من نقيب المستشفيات أن مستشفى الجامعة الأميركية تعمل على تجهيز وحدة عزل لمرضى الإيبولا"، مضيفا أنه "سيعقد اجتماعا صباح الأربعاء للبحث مع مدراء المستشفيات الخاصة في كيفية اللجوء إلى إجراءات سريعة لإنشاء هذه الوحدات".
ونبه ابو فاعور إلى أن "النقص الوحيد الحاصل حتى اللحظة يتلخص في كون المرض جديدا وناشئا، وأظهرت الإحصاءات أن ليس من خبرة ومعرفة طبية وليس من وعي شعبي للتعاطي مع هذا الأمر، وكيفية التصرف إزاءه".
واكد "الحاجة إلى حملات توعية لرفع مستوى المعرفة الشعبية بكيفية التعامل مع هذه الحالات"، آملا أن "تصل هذه الإجراءات القابلة للتطور إلى حد أقصى لحماية لبنان من هذا الوباء".
وختم: "لا أدعي أن هذه الإجراءات ستحمي لبنان بشكل كبير. ولكنها ستخفف من المخاطر إذا ما طبقت بحذافيرها، لأن المرض ناشئ وخطير وبنيتنا المعرفية والتقنية قاصرة عن التعاطي المجدي بشكل كبير مع هذا الأمر. لذا، يحتاج الموضوع إلى جهود مكثفة من قبل وزارة الصحة والمعنيين في هذا الأمر علنا ننجح في حماية لبنان".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن