"غدي نيوز"

صاحب النمو السكاني العالمي نجاح في زيادة إنتاج الغذاء في العقود القليلة الماضية، إلا أن هذه الزيادة قد تكون أيضا السبب وراء تقلبات مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ونُشرت دراسة جديدة في جريدة Nature العلمية يوم 19 تشرين الثاني (نوفمبر) تشير إلى أن الزراعة المكثفة للمحاصيل الزراعية هي السبب وراء تغير مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، الأمر الذي يؤثر سلبا على درجات الحرارة العالمية.
وأوضح "كريستوفر كوشاريك"، من معهد نيلسون لبحوث البيئة العالمية بجامعة ويسكونسن - ماديسون وزملاؤه في هذه الدراسة أن الزيادة الهائلة في إنتاج المحاصيل الغذائية مسؤولة بنسبة تصل إلى 25 بالمئة عن زيادة نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب الأرض، وهو من الغازات المسببة للاحتباس الحراري على كوكب الأرض.
ومع ذلك، فإن نتائج الدراسة لا تعني أن المحاصيل تضيف المزيد من ثاني أوكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، فما يحدث هو أن المحاصيل تمتص غاز ثاني أوكسيد الكربون خلال فصل الصيف والربيع لعملية التمثيل الضوئي، ثم تطلقه في الجو في الخريف والشتاء مرة أخرى، إلا أن الزيادة في انتاج المحاصيل تعني زيادة الامتصاص وزيادة الإطلاق لغاز ثاني أوكسيد الكربون.
وقد نما إنتاج المحاصيل في نصف الكرة الشمالي بنسبة 240 بالمئة منذ ستينيات القرن الماضي، وبالتالي فإن كمية ثاني أوكسيد الكربون التي امتصت واطلقت قد زادت أيضا.
وقال كوشاريك إن هذا الأمر يُعد من الأدلة الدامغة على أنه عندما يقوم البشر بفعل شئ على نطاق واسع، فإن ذلك يؤثر في تكوين الغلاف الجوي إلى حد كبير.
وتشير التقديرات إلى أن إنتاج الغذاء العالمي سوف يتضاعف في السنوات الخمسين المقبلة، ويقول الباحثون إن نتائج هذه الدراسة تحتاج إلى النظر فيها بعناية واستخدامها لتحسين النماذج المناخية والحد من تأثيرات غاز ثاني أوكسيد الكربون على النظم الإيكولوجية، كما تساعد أيضا على فهم أفضل للاستفادة من امتصاص النباتات وإطلاقها لغاز ثاني أوكسيد الكربون، بصورة لا تؤدي لزيادة كمية الغاز في الغلاف الجوي.