fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
كيف نعرف أنّنا أمّة جهل لا أمّة قرآن وإنجيل؟
نعرف حين نقرأ عبر مواقع التواصل الإجتماعي عناوين يتناقلها عدد كبير من النشطاء، بشكل مستفزّ ومقيت جداً، ولا يدلّ سوى على انعدام ثقافة الأغلبية العُظمى..
أكثر العناوين تداولاً هو (ثعابين تخرج من قبر الصبوحة الـ5 Stars والحارس يهرب..)
والمؤسف أنّ عدد من يتشاركونه كبير ومُخجل لأمّة نزلت عليها كلمة
كل الناس يتناقلون أساطير تُنسب للدين ويصدّقونها ويتأثرون بها و«تغرغر» دموعهم إيماناً حين يقرأونها، وبما أنّ هذه الأساطير مُلصقة زوراً بالدين، فإنّها قابلة للتصديق أكثر، لذا يصّدق المئات من «المتديّنين» أنّ أفاعٍ تخرج من قبر الصبوحة وأنّ حارس المقبرة هرب من هول ما يشهد عليه، وكلّه طبعاً لأنّها كانت فنانة، ولأنّها عاشت حياتها وفق معايير لا تُشبه معايير المجتمع الذي يئِد المرأة وهي حيّة ويعيّرها بانتصاراتها ومنها صوتها الذي صار في مفاهيمهم عورة!
الأسوأ أنّ هؤلاء النشطاء يتناقلون صوراً لقبر 5 نجوم، سبق ونُشرت صوره قبل سنوات، وقيل حينها أنّه لشخصية أجنبية طلبت في وصيتها أن تُدفن معها أغراضها وأن يكون قبرها واسعاً وعلى شكل غرفة نومها، أي مع سريرها والخزانة وأغراضها من ملابس وأكسسوارات وعطورات وماكياج.
هذه الصور تُنسب اليوم للصبوحة، على أنّها صور قبرها، وعلى أنّها أوصت بأن يتم دفن أغراضها معها، بينما الحقيقة التي تبيّنها الصور، أنّ قبر الصبوحة ليس تحت الأرض، لأنّ المسيحيين يدفنون أمواتهم على مستوى الأرض (كما يبدو في الصور)، وقبرها عاديّ كغيره من القبور المحيطة، عليه علم لبنان وشتلات ورد يُحضرها أحباء وأصدقاء وأوفياء حين يزورونها، لا فيه ما يميّزه عن غيره ولا طلبت الصبوحة، التي ماتت ولا تملك شيئاً، أن يدفنوا معها أغراضها، بل كانت تردّد دوماً: «انشالله موت تيوقفوا يطلعوا عليّي أخبار» وكان ذلك كلما نشروا خبر وفاتها و«علكوا» بالموضوع بشكل مسيء ومهين لإنسانيتها، وتعود وتقول: «اذكروني بالخير لما فلّ»!
للأسف، نحن لا نذكر بالخير أمواتنا، بل نتناقل أخباراً كاذبة رغم أن الدين يعلمنا ما طالبت به الراحلة الأسطورة لكنهم يدعون أنّ ثعابين تخرج من قبر الشحرورة، في إيحاء إلى العذاب الذي تتعرّض له، لأنّها كانت كافرة زنديقة (بحسب مفاهيمهم الداعشية)، وخبراً آخر يقول أنّ الحارس من هول ما سمع ورأى هرب تاركاً المقبرة، بينما لا يزال هذا الحارس المهجول حارساً للمقبرة ويعيش في منزله، كما كان، ويمكن لأي مُشكّك أن يزور المقبرة في (وادي شحرور) ويلتقيه ليشهد أنّ كل ما يتم تداوله إنّما هو من فئة «غسل الأدمغة» وتشويه سمعة الأموات حتى.. لا الأحياء فقط.. وإنما هو من فعل أتباع الفكر الداعشي.
الصبوحة «ما خلصت منهم» وهي حيّة و«لا خلصت» عندما تركت لهم الدنيا بما فيها ورحلت.. وهم عاشوا أفاعٍ يتغلغلون في قلب بيتها وحيث تحركت وأينما تنقلت وها هم أفاعي يخرجون من قبرها ويتجولون بيننا لأنهم لا يستطيعون العيش بلا سم يملأهم.
ها هي صباح كما في حياتها، أيضاً في مماتها، عُرضة للتشويه والمساس بها وبإنسانيتها وفنّها..
سؤالي الأوحد هو: كيف نسمع أغنياتها ليلاً نهاراً ونردّدها عن ظهر قلب، ونشتمها في الوقت نفسه وندعي عليها ونعيّرها بفنّها ونخترع حكايات عن ما ستلقاه من عذاب لقاء فنّها الذي نحن نردّده؟
ألسنا شعوب مريضة عقلياً ونحتاج أول ما نحتاج إلى عيادات طب نفسي تنتشر من المحيط إلى الخليج لتخليص الناس من آفاتهم.
لعنكم الله دنيا وآخرة ولعلكم أيها الثعابين ما حظيتم بتقبيل كعب حذاء الأسطورة؟!
المصدر : الجرس