"غدي نيوز"

  أظهر بحث جديد أن تناول قطعة من البطيخ يوميا قد يساعد على منع مرض القلب، عن طريق تقليل نسبة تراكم الكوليسترول الضار للنصف، وقد أجرى العلماء دراسات على الفئران التي أخضعوها لنظام غذائي عالي الدهون، ووجدوا أن الفاكهة قد قللت من معدل تراكم البروتين الدهني منخفض الكثافة، والبروتين الدهني هو شكل من الكوليسترول يؤدي إلى الإصابة بانسداد الشرايين ومرض القلب.
كما وجد الباحثون بجامعة بوردو في الولايات المتحدة أن تناول البطيخ بانتظام يساعد على التحكم في زيادة الوزن، ويتسبب في تقليل الرواسب الدهنية داخل الأوعية الدموية، وهم يعتقدون أن السر في خصائص البطيخ المعززة للصحة يكمن في مادة السيترولين الكيميائية التي توجد في العصير.
وألمحت دراسات سابقة إلى أن للسيترولين دورا في منع الإصابة بأمراض القلب، عن طريق خفض ضغط الدم، رغم أن البحث الأخير لم يظهر أية آثار خطيرة على ضغط الدم، ولكنه كشف عن تأثير البطيخ القوي على عوامل الإصابة بأمراض القلب الأخرى، فإن مرض القلب هو المرض الأكثر فتكا في بريطانيا، حيث يعاني حوالي مائتي وسبعين ألف شخصا سنويا من نوبة قلبية، ويموت واحد من كل ثلاثة تقريبا قبل أن يصلوا إلى المستشفى.
تعد كل من النظم الغذائية عالية الدهون ونقص ممارسة التمارين الرياضية والتدخين عوامل رئيسية هامة للإصابة بالأمراض، والكوليسترول نوع من الدهون التي ينتجها الكبد، وهو ضروري لمساعدة الجسد على إنتاج الهرمونات وامتصاص فيتامين د، وتكوين العصارة الصفراء لهضم الطعام، ويتم نقلها في الجسد عبر ناقلات صغيرة تدعى البروتينات الدهنية، تنقل البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة الكوليسترول من الكبد وتلقي به في أوعية دموية رئيسية، حيث يمكنه التسبب في انسداد مهدد للحياة، بينما للبروتينات الدهنية عالية الكثافة مهمة أخرى، وهي نقل الكوليسترول مرة أخرى إلى الكبد، لكي يتم التخلص منه بطريقة آمنة.
وتنصح المبادئ التوجيهية الحالية في المملكة المتحدة بإبقاء مستوى الكوليسترول الإجمالي أقل من خمسة مول لليتر، وهو قياس لكم الدهون الموجودة في كل ليتر من الدم في الجسم، وليست البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة مسؤولة عن أكثر من 3 مول ليتر.
ولكن يصنف عشرون في المئة من المرضى أصحاب المستويات العالية من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة كمقاومين للستاتينات، وهو العقار الذي يتناوله حوالي سبعة ملايين شخص في المملكة المتحدة للتحكم في الكوليسترول.
وتشير الدراسة الحديثة المنشورة في مجلة الكيمياء الحيوية الغذائية إلى أن عصير البطيخ قد يساعد في هذا الأمر، قام الباحثون بإطعام مجموعتين من الفئران حمية غذائية عالية الدهون ولكنهم منحوا مجموعة واحدة منهما المياه للشرب والأخرى عصير البطيخ، وتابعوا صحتهم لأشهر عدة، ووجدوا في نهاية التجربة أن لدى الفئران التي تم منحها عصير البطيخ بروتينات دهنية منخفضة الكثافة أقل من هؤلاء الذين تم منحهم المياه، رغم تناولهم الحمية الغذائية ذاتها، كما كان وزنهم أقل بمتوسط ثلاثين في المئة أو أقل، ولكن لم يتأثر ضغط الدم.
هقال القائم على البحث الدكتور شوبين ساها: "نحن لم نشهد انخفاضا في ضغط الدم، ولكن التغيرات الأخرى واعدة، ونحن نعلم أن البطيخ جيد للصحة لأنه يحتوي على السيترولين، ولكننا لا نعلم بعد المستوى الجزيئي الذي يعمل به، وهذه هي الخطوة التالية".
تقترح بعض الدراسات أن المواد الكيميائية مهمة لإنتاج أوكسيد النيتريك؛ وهو غاز يقوم بتوسيع الأوعية الدموية.
يتبع هذا البحث دراسة أخرى حديثة منشورة في مجلة الأغذية الوظيفية، وتشير إلى أن تناول التفاح يوميا قد يحسن كثيرا من صحة القلب بالنسبة إلى الناضجين في منتصف العمر خلال شهر واحد فقط، حيث انخفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم عند هؤلاء الذين تناولوا تفاحة يوميا لأربعة أسابيع بنسبة أربعين في المئة، كما كان لتناول الكبسولات التي تحتوي على البوليفينول – وهو نوع من مضادات الأكسدة موجود في التفاح - تأثير مشابه، ولكنه لم يكن بالقدر نفسه.
قد يتفاعل الكوليسترول الضار مع الجذور الحرة لتصبح مؤكسدة، مما يثير الالتهاب، ويتسبب في تلف الأنسجة.