"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
أن يصف البعض أيلا بـ "الوحش الجميل" فذلك يستدعي الوقوف عند هذا الحيوان في لحظات نادرة، خصوصا عندما عمد إلى التزين برداء تمويهي وحتى بخلية نحل لجذب الإناث، فهو وإن بدا مخلوقا متميزا إلا أنه ظهر في هذه اللقطات وكأنه الأكثر أناقة وسط الذكور من بني جنسه.
إنه أيل رائع نصب نفسه مليكا على أقرانه عندما ظهر متوجاً نفسه بتاج من الأوراق والسرخس وحتى خلية نحل أخفت قرونه وبعض أجزاء من وجهه.
الوقائع الغريبة وثقها بعدسته المصور الفوتوغرافي مارك سميث Mark Smith (30 عاما)، حيث كان يشاهد هذا الأيل وهو يحرث الأرض بقرنيه في منطقة "سوراي" في المنتزه الملكي في لندن، وهو استعراض تقليدي للقوة خلال فترة التزاوج، حيث يقوم الذكور بحراسة مناطقهم بغيرة وتملك أملاً باجتذاب الإناث. لكن هذا الأيل بدأ بصناعة غطاء مميز لرأسه حتى غطاه تماماً، على ما ذكرت "الديلي ميل".
ويقول سميث من ايسلينغتون في العاصمة البريطانية: "لقد شعر الأيل الملك بالذكور الآخرين فبدأ بنبش الأرض لإخافتهم. وما أن ظهر مرتدياً غطاء رأسه المهيب العظيم حتى بدأ الذكور الآخرون بالجري هاربين".
ويضيف سميث " لقد أمضيت أربع سنوات أصور الأيل وكنت أعلم أن هذا ما يحدث، ولكنها المرة الأولى التي أشاهد فيها مثل هذا المنظر". ويتابع " أمال الأيل رأسه إلى الخلف وهدر، وهي طريقة كلاسيكية لتأكيد السلطة ولاجتذاب الإناث".
والمصور سميث وهو محاسب من ريتشموند كان يراقب الأيل منذ الساعة السادسة صباحاً حتى التقط الصورة الفريدة في منتصف النهار. وهو يعتقد أن الأيل يبلغ من العمر بين 8 و10 سنوات وهو الأكبر بين مجتمع الأيائل في المنتزه الذي يبلغ مجموعه 600 من الأيائل.
ويصف سميث ما حصل "من ملك على القطيع عمد الأيل إلى التمويه، وكانت الصرخة التي أطلقها عميقة ومدوية بشكل كبير لدرجة انها سمعت على مسافة بعيدة". ويتابع سميث "احيانا يتبع الأيل استراتيجيات مختلفة خلال موسم التزاوج، فالبعض قد يختار موقعاً في موسم التزاوج حيث يركض خلف الإناث، متأملاً إنشاء محمية خاصة من الاناث حوله. ولكن إن كان ضخماً كهذا الأيل فبالتأكيد ستهاجر الإناث إليه".
يتابع سميث وهو مصور شبه محترف "أنا أحب مشاهدة الأيل، وقد يكون مهيباً للغاية أن تسير في الصباح الباكر في الغابة وتفاجأ بوحش يزيد وزنه عن 200 كيلوغرام وهو يهدر ويزمجر. ولكنه شعور مثير في ذات الوقت". والصور اللاحقة تبين ذلك.