أدوية ومبيدات تلوث دماء السلاحف الخضراء في أستراليا!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, June 14, 2017

أدوية ومبيدات تلوث دماء السلاحف الخضراء في أستراليا!

خاص "غدي نيوز" - سوزان أبو سعيد ضو

 

يُسَجَل يوميا أكثر من 15 ألف مادة كيمائية جديدة، أي بمعدل مادة كل ست ثوان، ووفقا لدائرة المستخلصات الكيميائية (CAS)، هناك أكثر من 130 مليون مادة كيميائية مسجلة في العالم، بحيث لا يمكن مواكبتها من قبل قواعد البيانات الخاصة بالملوثات البيئية للبحث في تأثيرها على الكائنات الحية والبيئة.

إلا أن دراسة جديدة في أستراليا اكتشف من خلالها الباحثون آثارا لـ "كوكتيل" أو مزيج من عقاقير خاصة بعلاج القلب وأمراض الإستقلاب مثل مرض النقرس ومبيدات الأعشاب والآفات، وبعض المعادن والمواد الكيميائية الصناعية في دماء السلاحف الخضراء المهددة بالإنقراض في الحيد (الحاجز) المرجاني العظيم  Great Barrier Reef في أستراليا.

وذكر تقرير "منظمة الحفاظ على الحياة البرية والبيئة في أستراليا" WWF-Australia: Wildlife & Environmental Conservation Organisation  المتعلق بالبرنامج الخاص بالسلاحف البحرية وعنوانه "من النهر إلى الحيد المرجاني إلى السلاحف"  Rivers to Reef to Turtles،  والممول من "صندوق البيئة الخاص بمحطة بانروك للنبيذ" Banrock Station Wines Environmental Trust، وقادت الدراسة البروفسورة كارولين غاوس  Caroline Gaus والدكتورة إيمي هافينان  Amy Heffernanوماريا جوزيه غوميز راموسMaria Jose Gomez-Ramos من "تجمع كوينزلاند للعلوم الصحية والبيئية" Queensland Alliance for Environmental Health Sciences (QAEHS) وهو تجمع بين "جامعة كوينزلاند" The University of Queensland و"صحة كوينزلاند" Queensland Health.

 

آثار صحية ضارة

 

ودرس الباحثون دماء السلاحف من منطقتين شاطئيتين قريبتين من الشاطئ النشاط البشري، وهما خليج "كليفلاند" Cleveland وخليج "أبستارت" Upstart، وتمت مقارنة دماء هذه السلاحف مع دماء سلاحف أخرى في منطقة نائية وبعيدة عن التأثير البشري، وهي مجموعة جزر "هويك" Howick.

وقالت الدكتورة هيفرنان: "وجدنا في دماء السلاحف عقاقير علاجية لأمراض القلب وحصى الكلى والنقرس"، وأضافت: "وجدنا أيضا أن السلاحف قد تناولت موادا كيميائية مستخدمة في المنتجات الصناعية مثل المواد اللاصقة، وموانع للتسرب ومواد تشحيم، وانعكس تناول السلاحف لهذه المواد الكيميائية آثارا صحية ضارة لهذه المواد عليها، ظهرت في المؤشرات الحيوية للالتهابات واختلال وظيفي في عمل الكبد".

وهذه الدراسة الأولى التي تربط بين التعرض للمواد الكيميائية من البيئة الخارجية على أعضاء السلاحف الداخلية، باستخدام تقنية فحص غير مستهدفةnon-target screening technique ومتطورة، ونهج تحليلي غير متحيزunbiased analytical approach.

وتم ربط هذه الدراسة بدراسة سابقة لمركز الأبحاث هذا QAEHS أعدها الدكتور س. ألكس فيلا C. Alex Villa والدكتور مارك فلينت   Mark Flint من مركز "الطب البيطري" Vet-MARTI unit في الجامعة، ووجد الباحثون معدلات عالية من معدن الكوبالت ومؤشرات سريرية التهابية clinical markers of inflammation في دماء سلاحف شاطئ أبستارت.

وقالت الدكتورة هفرنان: "يتم تركيب آلاف المواد الكيميائية في السوق كل عام، وكثيرا منها لا نعرف ما يكفي عنها، بما في ذلك آثارها على البيئة"، وأشارت إلى أن "هذا الأمر يثير مسألة هامة، يجب أن تشمل برامج الرصد البيئي ومعرفة المواد الكيميائية الاصطناعية المصنعة حديثا".

 

ماذا عن لبنان؟

 

وقد ضيق العلماء مجال بحثهم، ليجدوا موادا مرتبطة بالنشاط البشري، ومنها: مادة "أليبورينول" Allopurinol المستخدمة في علاج النقرس وحصى الكلى، مادة "ميليرينون" Milrinone، وهي عقار يستخدم لعلاج القصور القلبي، مادة "أيزوكوينولين Isoquinoline المستخدمة في الصناعات كمادة لاصقة وعازلة، مادة "غوانكولسولفونات" guaiacolsulfonate وهي مادة صيدلانية تستعمل في علاج الأمراض التنفسية والربو، مادة "إيثيوفنكارب-سلفون" Ethiofencarb-sulfon وهي مادة ناتجة عن استقلاب المبيد الحشري كاربامات Carbamate، ومادة "ديكوسانامايد" Docosanamide وهي مادة تستعمل صناعيا كمادة لاصقة وعازلة وللتشحيم، كما وجد العلماء مادتي "تراسيولايد" Traseolide وغالاكسولايد Galaxolide العطريتين المستخدمتين في المواد التجميلية، وذكرت الدراسة أن بعض هذه المواد الكيميائية لم يتم التعرف عليها.

وهنا، لا بد من التساؤل عن مدى التلوث في مياهنا في لبنان، وما تحتويه الكائنات الحية في سواحلنا من ملوثات كيميائية وبيولوجية ومعادن ومبيدات وغيرها، تنتقل عبر السلسلة الغذائية لتصل إلى أجسادنا وأجساد أولادنا، ما سينعكس علينا جميعا من أمراض استقلابية والتهابية تظهر آثارها شيئا فشيئا، وتؤدي إلى قصور في أعمال الأعضاء وأمراض وأعراض قد لا نتمكن من تفسيرها في المدى القريب، ولكن قد تكون أسبابها، فضلا عن التلوث البحري، هذا التلوث المتفاقم في كل ما نتناوله وما نتنفسه ويلوث تربتنا أيضا!

 

 

المصادر: WWF-Australia: Wildlife & Environmental Conservation Organisation، جامعة كوينزلاند.

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن