"غدي نيوز" – مروة هلال
حذرت الأمم المتحدة في "اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف" world day to combat desertification and drought، الذي يصاد في السابع عشر من حزيران (يونيو)، من خطورة توسع الصحاري وفقدان المساحات الخضراء في العالم، ودعت إلى ضرورة التنبه من أن "أكثر من ثلث مساحة الأرض معرضة بشدة للاستغلال المفرط أو غير الملائم الذي يقود إلى عواقب مناخية وتنموية وخيمة".
وجاء في بيان المنظمة الصادر بهذه المناسبة السبت 17 حزيران (يونيو) الجاري: "إن أكثر من 250 مليون شخص في العالم يتأثرون بالتصحر تأثيرا مباشرا، فيما يتعرض نحو مليار شخص آخر في أكثر من مئة بلد، خصوصا في الدول الأكثر فقرا، للخطر ذاته"، لافتة إلى وجود "ارتباط مباشر بين توسع التصحر وتنامي موجات الهجرة".
وأوضح البيان أن "تدهور البيئة وانعدام الأمن الغذائي والفقر تعد جميعها من الأسباب الرئيسية للهجرة والتحديات الإنمائية في شتى مناطق العالم"، داعية إلى "ضرورة تجنيد جهود الجميع للمحافظة على المساحات الخضراء والنسيج الغابوي للحد من توسع الصحاري، لا سيما في المناطق الأقل نموا والتي تواجه مشاكل تنموية".
تحيي الأمم المتحدة هذا اليوم، من أجل تعزيز الوعي العام، ومراكمة الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة التصحر الآخذة في الانتشار لأسباب وعوامل عدة، والتي يؤدي إلى تدهور الأراضي، ولذلك تولي المنظمة الدولية "اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف" هذا العام أهمية قصوى، رابطة بين الصلة الهامة بين تدهور الأراضي والهجرة، حيث ان تدهور البيئة وانعدام الأمن الغذائي والفقر، الى جانب أمور وقضايا أخرى، من أسباب الهجرة والتحديات الإنمائية.
لماذا اليوم العالمي لمكافحة التصحر؟
تعتبر النظم الايكولوجية الهشة نظما ايكولوجية هامة تتميز بملامح وموارد فريدة، وتشمل النظم الايكولوجية الهشة الصحاري، والأراضي شبه القاحلة، والجبال، والأراضي الرطبة، والجزر الصغيرة، وبعض المناطق الساحلة. وغالبية هذه النظم الايكولوجية ذات نطاق إقليمي إذ أنها تتجاوز الحدود الوطنية.
والتصحر هو تردي الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والمناطق الجافة وشبه الرطبة نتيجة عوامل شتى من بينها تغير المناخ والأنشطة البشرية. ويؤثر التصحر على سدس سكان العالم، و 70 بالمئة من جميع الأراضي الجافة التي تبلغ 3.6 من بلايين الهكتارات، وربع مجموع مساحة اليابسة في العالم. وأوضح أثر للتصحر، فضلا عن انتشار الفقر على نطاق واسع، هو تردي 3.3 من بلايين الهكتارات من مجموع أراضي الرعي، مما يشكل 73 بالمئة من الأراضي التي تنخفض امكاناتها لاستيعاب البشر والحيوان، وانخفاض خصوبة التربة وبنية التربة في نحو 47 بالمئة من مناطق الأراضي الجافة التي تشكل أراضي مزروعة بعليه، وتردي الأراضي المزروعة المروية ومناطق الأراضي الجافة ذات الكثافة السكانية العالية والإمكانات الزراعية.
تطوير نظم المعلومات
ولذلك تبقى الأولوية الأولى في مكافحة التصحر متمثلة في تنفيذ تدابير وقائية بالنسبة للأراضي التي لم تصب بالتردي بعد، أو التي لم تتدهور إلا بقدر طفيف، بيد أنه لا ينبغي إهمال المناطق المتردية ترديا شديدا، وتعد مشاركة المجتمعات المحلية، والمناطق الريفية، والحكومات الوطنية والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات الدولية والإقليمية أمرا أساسيا في مكافحة التصحر والجفاف.
وتشدد الأمم المتحدة على تدعيم قاعدة المعرفة وتطوير نظم المعلومات والرصد الخاصة بالمناطق المعرضة للتصحر والجفاف، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لهذه النظم الايكولوجية، فضلا عن مكافحة تردي الأراضي عن طريق جملة أمور منها الأنشطة المكثفة لحفظ التربة والتحريج وإعادة التحريج.
وتشدد كذلك على وضع وتعزيز برامج متكاملة للقضاء على الفقر وتعزيز النظم البديلة لكسب العيش في المناطق المعرضة للتصح، وضع برامج شاملة لمكافحة التصحر وإدماجها في خطط التنمية الوطنية والتخطيط الوطني في مجال البيئة، وضع مخططات شاملة للتأهب للجفاف والإغاثة في حالات الجفاف، بما في ذلك ترتيبات الجهد الذاتي، من أجل المناطق المعرضة للجفاف وتصميم برامج للتصدي لمشاكل اللاجئين البيئيين، وصولا إلى تشجيع وتعزيز المشاركة الشعببية والتثقيف البيئي، مع التركيز على مكافحة التصحر وإدارة آثار الجفاف.
تعزيز الوعي
في العام 1994، أعلنت لجمعية العامة للأمم المتحدة 17 حزيران (يونيو) "اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف" من أجل تعزيز الوعي العام بهذه القضية، ولتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد أو من التصحر، وبخاصة في أفريقيا.
ومنذ ذلك الحين، تحتفل الدول الأطراف في الاتفاقية ووكالات منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المهتمين، وذلك بالقيام بسلسلة أنشطة توعية في جميع أنحاء العالم.
واليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف هو فرصة لتذكير الجميع بأن مكافحة التصحر يمكن أن تعالج بفعالية، وأن الحلول ممكنة، وأن الأدوات الرئيسية لتحقيق هذا الهدف تكمن في تقوية المشاركة المجتمعية والتعاون على جميع الأصعدة.
المصادر: غدي نيوز – سبوتنيك – الأمم المتحدة ووكالات