"غدي نيوز"

سوزان أبو سعيد ضو -      

يواظب الأطباء على إسداء النصائح للمرضى بشكل عام حول نوعية غذائهم، وبشكل خاص لمرضى السكري، إذ ينصحون بتناول وجبة متوازنة إنما غنية بالخضروات، إلا أنه، وفقا لدراسات حديثة، فقد ينصحون من الآن فصاعدا بوصف نبات البروكلي لمرضى السكري.

       ويبدو أن مسحوقا يحتوي على مستخلص مركز من هذا النوع من الخضار، يمكن أن يثبت أنه لا غنى عنه للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، وقد خفض هذا المستخلص بالفعل مستويات السكر في الدم بنسب تصل إلى 10 بالمئة لدى مصابين بهذا المرض.

هرمون الأنسولين

       وعادة ما يتطور مرض السكري من النوع الثاني في منتصف العمر، وغالبا لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، فيتوقف الجسم عن الاستجابة لهرمون الأنسولين، وهو الهرمون الذي يسيطر على مستوى الغلوكوز في الدم، ويؤدي عدم انتظام مستويات هرمون الأنسولين إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والعمى ومشاكل الكلى.

وغالبا ما يوصف للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة مادة الميتفورمين، ما يساعد على خفض نسبة الغلوكوز في الدم. ومع ذلك، فإن نسبة تصل إلى 15 بالمئة لا يمكن أن تأخذ هذا العلاج بسبب المخاطر التي يمكن أن يؤثر فيها على الكلى.

السولفورفان

وقد أظهرت الأبحاث أن ثمة مادة كيميائية موجودة في براعم البروكلي تسمى الـ سولفورافان sulforaphane، وأظهرت القدرة في السابق على خفض مستويات الغلوكوز لدى الفئران المصابين بمرض السكري، وتساءل الأستاذ من "جامعة غوتنبرغ"the University of Gothenburg في السويد أندرس روزنغرين Anders Rosengren وزملاؤه إن كان يمكن تطبيق هذا الأمر على البشر.

ولاختبار نظريتهم، قدم الفريق العلمي جرعة مركزة من السولفورفان كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، أو دواء وهميا للـ 97 من المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، وتناول المرضى مستخلص البروكلي ما عدا ثلاثة أشخاص استمروا بأخذ الميتفورمين، ووجد الباحثون أن أولئك الذين لم يأخذوا الميتفورمين كانوا قادرين على السيطرة على حالتهم بشكل جيد نسبيا بدونه.

وقال روزنغرين "كان تركيز سولفورافان حوالي 100 ضعف الكمية الموجودة بشكل طبيعي في البروكلي، وكان الأمر يماثل تناول خمسة كيلوغرامات من البروكلي يوميا".

توفير المستخلص للمرضى

وقد وجد الباحثون أن أولئك الذين حصلوا على مستخلص البروكلي انخفض مستوى السكر في دماءهم بنسبة 10 بالمئة في المتوسط، أكثر من الذين تناولوا الدواء الوهمي، وكان المستخلص أكثر فعالية في المشاركين الذين يعانون من السمنة المفرطة مع عدم انتظام في مرض السكري dysregulated، والذين كانت مستويات الغلوكوز الأساسية في دمائهم أعلى منذ البداية.

وقال روزنغرين: "نحن متحمسون جدا للنتائج التي توصلنا إليها، ونحن حريصون على توفير المستخلص للمرضى"، وأضاف: "لقد وجدنا انخفاضا في نسبة الغلوكوز بنسبة 10 بالمئة، وهي نسبة كافية للحد من مضاعفات مرض السكري في العينين والكلى والدم".

وأظهرت الأبحاث الأخرى أنه في حين أن كل من الميتفورمين وسولفورافان يعملان على خفض الغلوكوز في الدم، فإنهما يعملان بطرق مختلفة، فالميتفورمين يجعل الخلايا أكثر حساسية لهرمون الأنسولين، لذلك فهو يتخلص من فائض الغلوكوز أكثر من مجرى الدم، بينما يعمل السولفورافان على تقليل الغلوكوز عن طريق قمع إنزيمات الكبد التي تحفز إنتاج الغلوكوز.

مزيد من البحوث

لهذا السبب، يعتقد روزنغرين أن مستخلص مركز البروكلي هو مكمل لعمل الميتفورمين، ولا يتنافس معه، لكنه أشار إلى أن العديد من المصابين بداء السكري لا يستطيعون تناول الميتفورمين بسبب مضاعفات الكلى، وبالتالي، فإن مستخلص البروكلي قد يكون بديلا مثاليا في هذه الحالات.

وقالت المسؤولة في المؤسسة الخيرية Diabetes UK إليزابيث روبرتسون: "هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدام هذا الدواء المستخدم في علاج مرض السكري من النوع الثاني، حيث أنه تم اختباره على عدد صغير من الناس، ولم يساعد سوى مجموعة فرعية من أولئك الذين يتناولون هذا  المستخلص".

وأضافت: "في الوقت الحالي، نوصي بأن يستمر الناس في العلاج الذي يحدده فريق الرعاية الصحية الخاص بهم".

وبالتعاون مع رابطة المزارعين السويديينthe Swedish Farmers’ Association، يقوم روزنغرين وزملاؤه بتقديم طلب إلى السلطات التنظيمية للحصول على الموافقة على ترخيص المسحوق الذي قد لا يستغرق إنتاجه أكثر من عامين.

ويخطط روزنغرن أيضا لاستكشاف الفوائد المحتملة من المستخلص لدى الأشخاص الذين هم في مرحلة قبل السكري، وقبل أن يبدأوا بتناول عقار الميتفورمين.