خاص - "غدي نيوز"
من يقتل "عامل نظافة" لا يتقاضى أجرا ويُبقي الطبيعة في منأى عن النفايات والملوثات الناجمة عن جيف الحيوانات النافقة؟ ومتى تعمم وزارات البيئة والتربية والإعلام نشرات وتنظم حملات إعلامية وإعلانية لحماية الضبع اللبناني المخطط؟
في ما نشهد من جرائم بيئية ما تزال تستهدف هذا الحيوان اللاحم، لا نضع المسؤولية على المواطنين في القرى والبلدات النائية، خصوصا وأنهم ما زالوا أسرى موروثات شعبية، تصور لهم الضبع على أنه كائن مفترس، وأن في قتله واصطياده "بطولة"، إذ لا يتوانون عن نشر صور جرائمهم على مواقع التواصل الاجتماعي اعتدادا بما اقترفوا، بدليل أنهم لا يعرفون أن الضبع محظور قتله بموجب القوانين، وأن ثمة تبعات لهذا الأمر ليس أقلها ملاحقتهم من قبل القوى الأمنية، وسجنهم وتغريمهم.
الجنوبيون الخضر... سباقون
استوقفتنا ليل أمس 26 حزيران (يونيو) الجاري صور قتل ضبع في بلدة القنبر في قضاء عكار، انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما كنا نعد كموقع ghadinews.net إخبارا إلى النيابة العامة البيئية والاتصال بالجهات الأمنية المعنية، فوجئنا بالتحرك السريع لجمعية "الجنوبيون الخضر" وهم سباقون دائما في رصد ومواكبة التعدي على البيئة، وبحسب ما جاء على صفحة الجمعية، فقد "تم إبلاغ قوى الأمن الداخلي، وأن الإجراءات اتخذت بالتنسيق مع مخفر حلبا وغدا (اليوم) صباحا ستوضع المعطيات لدى المدعي العام في عكار".
واتخذ "الجنوبيون الخضر" الإجراءات اللازمة في هذا المجال، في سياق رصدهم المستمر والتبليغ عن كل التعديات التي يرصدونها أو يبلغون عنها، واتصلوا مركز قوى الامن الداخلي -الخط الساخن وقد تعهد عناصر المركز بملاحقة القضية مع مخفر القنبر.
صور صادمة
لا يمكن أخذ بلدة أو منطقة بجريرة أشخاص لا يقيمون اعتبارا للبيئة وللحياة البرية، إلا أن الصور كانت صادمة، ومستفزة بما كتب عليها: "قتل ضبع في بلدة القنبر وتعليقة على الحائط كعيدية"، و"ويلي بدو يتحدى هيدي عكار مين قدا"، وبدت بين الصور المعروضة صورة بدا فيها الضبع المقتول معلقا على أوتاد حديد على حائط اسمنتني.
نعلم أن عكار بكل قراها وبلداتها وبلدياتها وجمعياتها الأهلية والبيئة وناشطيها ترفض مثل هذا التصرف، فهذه المنطقة النائية من لبنان، والتي ما تزال تعاني الحرمان تختزن طاقات علمية وثقافية وتربوية واجتماعية، فضلا عن أن مسلسل قتل الضباع مستمر في مختلف مناطق لبنان.
التوعية
وسط ما هو قائم، تبقى التوعية ضرورية، ويجب ان نتعلم اكثر، فالضبع يُقتل لان الناس ما تزال تخاف منه وكثيرون يعتبرونه حيوانا مؤذياً يهاجم الانسان. وثمة خرافات كثيرة في هذا المجال هي السبب في قتل الضبع، فيما الحقيقة مغايرة تماماً، فالضبع حيوان مهم جدا ودوره ضروري في البيئة لجهة التهام الحيوانات النافقة، ويقوم باعادة تدوير العظام كون لديه اقوى فكين على مستوى سائر الكائنات في العالم ويحولها الى سماد، من هنا دوره اساسي وهناك الكثير من الناس لا يعرفون اهميته فهو لا يصطاد ابدا يقتات على الحيوانات النافقة.
والضبع المخطط لا يمت بصلة إلى الضبع المنقط في افريقيا والذي يعيش ضمن مجموعات ويصطاد، فيما الضبع الموجود في لبنان يعيش وحدانياً ويقتات على النفايات ولا يصطاد أبداً.