"غدي نيوز"
زارت اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، مركز "جمعية سعادة السماء"Bonheur du Ciel ، قرية الانسان في المعيصرة، لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ودعما للجهود التي تصب في هذا الاتجاه، وكان في استقبالها مؤسس الجمعية الاب مجدي علاوي ورئيسها جيرارد شرفان، ونائب رئيسها طوني خطار، وامين سرها حنا طانيوس ومسؤولة العلاقات العامة في الجمعية فيكتوريا ابي خليل، إضافة الى مديري المراكز التابعة للجمعية واكليريكيين، وعدد من الاطفال والشبان الذين انشدوا النشيد الوطني واغنية ترحيبية.
وبعدما قدم طفلان من الجمعية باقة من الزهور الى اللبنانية الاولى، دخلت السيدة عون الى كنيسة مركز الجمعية على وقع ترنيمة أداها أحد نزلاء المركز، وتليت صلاة على نية حماية لبنان وجيشه ورئيس الجمهورية وعائلته، "وزرع الرحمة في قلوب البشر كي تسيطر المحبة على الكون".
وبعدها توجهت السيدة عون برفقة الجميع الى قاعة المسرح التابع لمركز الجمعية، حيث كانت كلمة ترحيبية ألقتها الاعلامية لارا نون شكرت فيها لعون زيارتها، وقالت: "ناديناك باسم الانسانية فمددت لنا يد العون من دون تردد... تحية لفخامة رئيس جمهوريتنا العماد ميشال عون، وتحية لسيدة القصر التي قلبت مقاييس البروتوكول ووضعت جانبا ثقافة المخمليات".
ثم عرض فيلم مصور عن جمعية "سعادة السماء" وتاريخ تأسيسها واهدافها والمراكز التابعة لها.
الاب علاوي
وألقى الاب علاوي كلمة رحب فيها بعون، وقال: "زيارتك هي زيارة ام لبيتها، أم مر عليها الكثير وقد خبأت أولادها تحت القصف، لكنها لم تستسلم". وعرض لنشأة جمعية "سعادة السماء" والصعوبات التي تواجه مسيرة معالجة المدمنين بشكل عام، وقال: "اليوم لدينا نحو 60 مدمنا تتم معالجتهم من وباء الادمان، ونحو 250 إسما لمدمنين هم على لائحة الانتظار، وقد أطلقنا حملتنا لمناسبة اليوم العالمي للمخدرات طالبين مساعدة الجميع كي نبقى في هذه الارض، التي بدأنا فيها العمل تحت خيمة، ولا نريد أن يبقى أي مدمن يعاني على لائحة الانتظار".
وأشار علاوي الى أن للجمعية 28 مركزا في لبنان، تقدم الطعام المجاني وحاجات نحو 700 عائلة اسبوعيا، اضافة الى قرية مريم التي تهتم بالاطفال الايتام والمشردين والاحداث. وكشف أنه عمل على تحويل "بوسطة عين الرمانة" الى مطعم يقدم الوجبات المجانية الى المحتاجين، "وبذلك نكون حولنا الوجع الى فرح والذكرى الاليمة الى عمل انساني رائع".
وبعد انتهاء علاوي من إلقاء كلمته، قام بغسل رجلي مدمن يعالج في "قرية الانسان"، ثم قدم نائب رئيس الجمعية شهادة حياة تحدث فيها عن تجربته في الادمان والعلاج في المركز وكيف استطاع الانخراط مجددا في المجتمع، وجرى بعدها تخريج مدمن شاب انهى فترة علاجه في المركز، ثم قدمت هدايا تذكارية الى اللبنانية الاولى من الاب علاوي ورؤساء ومديري المراكز والمؤسسات التابعة للجمعية.
جولة في "قرية الانسان"
ثم جالت السيدة عون في ارجاء "قرية الانسان"، واطلعت على المهام التي يقوم بها المسؤولون عن القرية في مجال التوعية وتأهيل المدمنين على المخدرات، عبر برنامج يعتبر المدمن شخصا مجروحا وموجوعا يحتاج الى اهتمام، وليس شخصا مريضا، على أن يكون مقتنعا اقتناعا تاما بتغيير نمط حياته.
وحضرت اللبنانية الاولى خلال جولتها صفا خاصا للتوعية، وزارت مصنع الاشغال اليدوية التابع للقرية، واثنت على عمل الجمعية ونوهت بالجهد الاستثنائي الذي يقوم به القيمون عليها والمسؤولون عن مختلف المراكز التابعة لها في مكافحة المخدرات ومعالجة المدمنين، مؤكدة "ان مسؤولية حماية المجتمع من آفة المخدرات تتطلب تضافر جهود الجميع، بدءا من العائلة والمؤسسات التربوية وصولا الى الجمعيات الاهلية والدولة، على أن تكون الوقاية هي المدماك الاساس في هذا المجال، وذلك عبر ترسيخ القيم الاخلاقية في عقول اطفالنا وشبابنا، ونشر التوعية عن مخاطر هذا السم القاتل، الذي لا يقضي فقط على الفرد المدمن بل على المجتمع بكامله".
ودعت الى تطبيق شعار الحملة العالمية للتوعية لهذا العام وهو "الاصغاء اولا"، بهدف "حماية ابنائنا عبر احتضانهم والاستماع الى جوارحهم قبل الانزلاق في الادمان الذي سيعتبرونه كمخلص وحيد لهم".
زرع ارزة وكلمة في السجل
وفي نهاية الزيارة، زرعت السيدة عون ارزة تحمل اسمها في حديقة المركز، ثم دونت كلمة في السجل الخاص به هنا نصها: "كل التحية والتقدير لمن يعطي من قلبه، من إنسانه، من ذاته ليمنح من على الارض بعضا من سعادة السماء".